المحتوى الرئيسى

ضياء رشوان يعتذر عن الترشح لمنصب نقيب الصحفيين

02/14 21:38

أعلن ضياء رشوان، اعتذاره عن الترشح لمنصب نقيب الصحفيين، بانتخابات التجديد النصفى بنقابة الصحفيين، المقرر إجراؤها مارس المقبل، بحسب بيان صادر عنه منذ قليل.

وجاء في نص البيان: ”الزميلات والزملاء الكرام أبناء مهنة الصحافة من أعضاء نقابة الصحفيين ومن لم يحصلوا بعد على عضويتها، مالكم عندى من إعزاز وتقدير، وما علي تجاهكم من واجب وولاء، يملون على أن أكتب لكم هذه السطور – التى قد تكون طويلة – إرضاء للضمير وإبراءً للذمة ووضعاً لنقاط فوق حروف لن تستقيم معانيها بدونها.

كنت قبل أسبوع،  قد أصدرت بياناً أعلنت فيه ترشحي لمقعد نقيب الصحفيين، في استجابة مباشرة لدعوات واتصالات كريمة من مئات منكم، وبهدف واضح هو وكما ذكرت في البيان: “إنقاذ المهنة والنقابة من المآزق الخطيرة التي أوصلت إليها، من جهة مواقف افتقدت لأى حكمة بدعوى المبدئية، ومن جهة أخرى سياسات أخطأت في تقديرها للصحفيين ونقابتهم العريقة”.

وقد أكدت في نفس البيان على أن تحقيق هذا الهدف شديد الصعوبة والمتخم بالتعقيدات والتفاصيل “يفرض ويفترض على جموع صحفيى مصر أن يسعوا لخلق أوسع مساحة توافق بينهم خلال الانتخابات القادمة، لأنها الباب الوحيد الذي يمكنهم العبور منه أقوياء موحدين لإصلاح ما أفسده الدهر وبعض الزملاء وبعض الجهات”. ومن أجل تحقيق هذا التوافق الضروري لوحدتنا وقوتنا ناشدت في البيان “كافة أبناء الجماعة الصحفية من أعضاء النقابة ومن هم خارجها أن يغلبوا في جولة الانتخابات القادمة المصالح العامة الكبرى للمهنة وأبنائها – وقبلهم الوطن – على أى مصلحة خاصة صغيرة”.

وقد بذلت خلال الأسبوع الذى مضى، منذ صدور ذلك البيان، جهوداً مضنية مع كافة الأطراف التي تصورت أنه يمكنها ومن واجبها تحقيق هذا المنشود المفتقد، وأخرى كان يمكن أن تساعد على قيامه. وكانت الترجمة العملية التى طرحتها لهذا التوافق خلال العملية الانتخابية القادمة بالنقابة، هي أن نستعيد صورتنا – نحن الصحفيين ونقابتنا – أمام الرأى العام والدولة ككيان واحد وليس موحد، بداخله تنوعات وتباينات في الرؤى والاتجاهات، تدار بمسئولية وموضوعية واحترام، ولا تتحول لصراع واقتتال، بما يطيح بوحدة الصف والكيان النقابي، ومن ثم باحترامه وهيبته لدى المجتمع والدولة، فتنهار قدرته على حماية أبناء المهنة وحقوقهم ومطالبهم المشروعة. وتصورت، ربما عن حلم مشروع أو وهم زائف، أن إعادة هذه الوحدة المفتقدة والهيبة الضائعة، قد تدفع بعض الزملاء الذين يطرحون أنفسهم في الانتخابات القادمة إلى التحلي بروح المسئولية وتغليب المصلحة العامة السامية على المصالح الخاصة الصغيرة، والاستجابة لدعوة التوافق أياً كان من يستطيع تحقيقه.

وقد فضلت ألا أتقدم رسمياً بأوراق ترشيحي لمقعد النقيب منذ فتح باب الترشيح، لإعطاء الفرصة للجميع لكى يتم التحاور حول هذا التوافق الضروري، إلا أن أحداً لم يبادر أو يستجب لكل ما بذلته من جهود واتصالات مع الجميع مباشرة وغير مباشرة، وكانت المبادرة الوحيدة منهم هى تقديم أوراق الترشيح الرسمية.

وتمسكاً مني بالصالح العام للصحفيين ونقابتهم وليس بمصلحة خاصة صغيرة، كنت قد عرضت عليهم أن أكون أول المنسحبين من السباق الانتخابى على مقعد النقيب، لصالح من يتوصل الحوار إلى أنه هو الأصلح والأقدر على تحقيق التوافق وقيادة النقابة في المرحلة القادمة في ظله، ولم يلق كل هذا أى استجابة، وتقدم الخاص على العام انهارت فكرة التوافق الضروري إلى القاع بينما احتلت المطامح الفردية والشللية قمة الاهتمام والحركة.

إن هذا الفشل للتوافق الحتمى فى هذه المرحلة الخطيرة من تطور مهنتنا ونقابتنا وبلدنا يتحمل أسبابه ونتائجه الوخيمة من رفضوه بحجج لا يرقى أي منها لمستوى المسئولية والمصلحة العامة. وللأسف الشديد، فإن المعركة الانتخابية القادمة في ظل هذه الظروف ستؤدى إلى مزيد من الانقسام الداخلي بين صفوفنا، مما سيزيد من ضعفنا الشديد وصورتنا السلبية أمام المجتمع والرأى العام. وستؤدي هذه المعركة، أياً كانت نتائجها أو الطرف الفائز فيها، إلى وضع استقطاب خطير بداخل مهنتنا ونقابتنا، لعدم قدرة الطرفين المتصارعين على بناء الجسور الضرورية بيننا قبل بنائها مع أي طرف خارجنا. وسيترتب على هذا أن قدرتنا النقابية على الدفاع عن مصالح أبناء المهنة المادية والمهنية وحرياتهم، ستصل إلى أدنى مستوياتها بعد التدهور الذي حاق بها فى الفترة الأخيرة. ومن ثم فإن التفاوض مع الدولة ومختلف الجهات حول مصالحنا وحرية زملائنا، لن يكون مسلحاً بعد انتخابات الانقسام والفرقة بأى قدرة تحقق هذه المصالح أو تدافع وتحافظ على تلك الحريات. ولن يمر وقت طويل حتى تظهر فى البلاد كيانات نقابية أخرى لمهن قريبة من مجالنا، ستتماس بعض من مطالبها مع ما لدينا اليوم من حقوق ومطالب، بما سيؤدى على الأرجح في ظل ضعفنا المتوقع وانقسامنا المتواصل إلى خسارات هائلة لنا فى كل المجالات.

لكل هذا، فإننى فضلت ألا أشارك في هذه المأساة – الملهاة، وأن أسحب ترشيحى لمقعد نقيب الصحفيين الذي كنت قد أعلنت أننى سأتقدم به. إننى مدين لكم جميعاً باعتذار وبخاصة لمن شرفونى بوضع ثقتهم الكريمة في وأصروا على ترشحي اعتقاداً منهم أننى قد أستطيع أن أقوم بما يرون أنه الدور الأفضل للمرحلة وللمهنة وللنقابة. ولكل الزميلات والزملاء والأحباب أؤكد أن انسحابى ليس تخوفاً من شىء ولا انتظاراً لشىء، فليس هذا من شيمى ولا مما تعودت عليه فيما مر من حياتي، فلقد خضت تلك المعركة ثلاثة مرات، أولهم فى عهد مبارك ضد مرشحه ودولته، والثانية فى عهد الإخوان مع من أيدوه خفية وهو لم يكن بعيداً عن عهد مبارك، والثالثة مع مرشح القفز للمجهول الذى وصلنا إليه بالفعل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل