المحتوى الرئيسى

مروان ياسين يكتب: وأخيرًا ظهر رئيسنا الأسبق! | ساسة بوست

02/14 13:58

منذ 2 دقيقتين، 14 فبراير,2017

هل تذكرون غازي الياور؟ مَن منكم يتذكر هذا الاسم؟ أظن أن كثيرين لايتذكرونه، مع أنَّ الرجل كان قد تولى منصب رئاسة جمهورية العراق لمدة ستة أشهر بعد العام 2003، ثم غادره واختفى منذ ذلك الحين وحتى الآن.

الياور وبعد أن انتهت المدة المخصصة له غادر المنصب بعد أن ضمن راتبا تقاعديا يصل إلى 56 مليون دينار عراقي، هذا إضافة إلى الراتب التقاعدي الخاص بزوجته التي كانت وزيرة في عهده، فأحبها الرجل وتزوجها، فجمع راتبه على راتبها وعاشوا في تبات ونبات كما يقول أشقاؤنا المصريون.

طيلة الأعوام الماضية غابت عنّا أخبار الياور، لم يستطع أي صحفي أن يصل إلى المكان الذي يقيم فيه الرئيس، ولم تُعرَف أخباره،وكأنَّ لا وجودَ لشخصية اسمها غازي الياور سبق له أن حكم العراق، وكأنه شخصية خيالية، لم تكن موجودة أصلا إلاَّ في خيالنا.

في كل يوم كان هناك ضحايا من المدنيين يسقطون في المدن العراقية بسبب التفجيرات والهجمات الإرهابية، وفي كل يوم كان هناك رجال أبطال يقاتلون الإرهابيين ويدفعون دمهم دفاعًا عن العراق ولايحظون بتكريم يليق بتضحياتهم، ومع كل هذا فإن الياور غائب عن هذا المشهد، لم يصدر عنه أي تعليق يعبر عن إدانته لما يجري، ولم يستخدم اسمه في المحافل الدولية دعمًا لشعب العراق، وكأن ما يحدث لايعنيه، وحتى عندما سقطت تحت سلطة تنظيم الخلافة (داعش) محافظة نينوى، التي ولد فيها، ومازالت مسكن أهله وأقربائه وعشيرته،لم نسمع منه أي كلمة بحقها، تعليقا على نكبتها بعد أن تم تهجير الآلاف من سكانها؟

اليس غريبا هذا الموقف! هل وصل الحال بنا أن نكون على هذه الدرجة من غلاظة المشاعر مع أوطاننا وأهلنا!

هل تموت الأحاسيس الإنسانية أمام سلطة المال والمنافع الشخصية حتى لو كان الثمن سقوط المدن التي ربّتنا وعلّمتنا وأعطتنا دون أن تأخذ منا أي شيء، حتى لو ذهب جميع أهلنا وأقربائنا وأصدقائنا وجيراننا إلى مصير مجهول ومؤلم، ولم تعد حتى المخيمات تستوعب جراحهم وآلامهم.. حتى لو دُمِّرت المدينة وأحرقت جامعاتها وكلياتها ومؤسساتها ودمرت جسورها ومستشفياتها!

لم يكن اعتباطا اختيار غازي عجيل الياور لهذا المنصب من قبل سلطة الاحتلال عام 2003،بل جاء وفق رؤية راعت أهمية عشيرة (شمّر) التي ينتمي لها، حيث يمتد وجودها في سوريا والعراق والكويت والسعودية وبقية دول الخليج العربي، هذا إضافة إلى قوة إمكاناتها الاقتصادية نتيجة لامتلاكها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وسبق لها أن حصلت على قسم كبير منها من قبل سلطتي الاحتلال العثمانية والإنكليزية مكافأة لها على الخدمات التي كانت تقدمها لكلا السلطتين خاصة في إطار ضبط الأوضاع وعدم تفجرها من الناحية الأمنية، والمساحات المزروعة من هذه الأراضي كانت ومازالت تدر عليها إيرادات مالية كبيرة، ونتيجة لما تتمتع به القبيلة من ثقل اجتماعي إقليمي تصاهرت معها العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية.

ومن هنا جاء اختيار الياور عام 2003 لمنصب رئاسة جمهورية العراق ليكون بمثابة رسالة اطمئنان محلية وإقليمية موجهة من قبل سلطة الاحتلال الأمريكي إلى العرب السنة الذين يشكلون النسبة الأكبر في البلدان العربية، إلاّ أن النتائج لم تكن بمستوى ما كانت تحمله هذه الرسالة من أبعاد ودلالات، بل العكس جاءت مخيبة للآمال، ولم يستثمر الياور المكانة الرسمية التي أصبح يشغلها لخدمة بلده.

الغريب في الأمر، عندما فاجأنا الياور بظهوره في القصر الأميري الكويتي في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) 2017 ليُطمئنَ الأشقاء الكويتيين بأنّ صحته جيدة، ولم يظهر في الجهة الشرقية (الساحل الأيسر) من مدينة الموصل الذي تحرر من قبضة تنظيم الخلافة (داعش) ولم يظهر بين النازحين في مخيم حسن شامي أو مخيم الخازر، ولا حتى في مستشفى غرب أربيل التي امتلئت بالمصابين والجرحى والمعاقين من أبناء الموصل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل