المحتوى الرئيسى

النقشبندي.. سيد المداحين

02/14 12:11

أخبرنا أن لله تدبير لأمر طوته عن المشاهدة الغيوب، لكونه يغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ، مدح الإله وذاب عشقًا فيه عندما غرد بجل الإله وبمولاي، صوته كان ومازال يخبر المسلمين بقدوم شهر رمضان عندما كان يداعب آذان الملايين وقلوبهم بابتهالاته خلال الشهر، طلب من الله له ولنا أن يهب له هدى ويطلق لسانه، أنه سيد المبتهلين الشيخ سيد محمد النقشبندي، الذي تمر اليوم الذكرى 41 لرحيله.

وصُف النقشبندي لما حققه من تراث في المدح بأنه أستاذ المداحين، لكون صاحب مدرسة متميزة في الابتهالات، تمكنت من خطف قلوب وأرواح الكثير من الهائمين في حب الإله، فتربع على عرش الإنشاد الديني كأحد أشهر المنشدين والمبتهلين.

في عام 1920 استقبلت محافظة الدقهلية تحديدًا في حارة الشقيقة بقرية دميرة، خبر وﻻدة صوت من أفضل من أنجب الإنشاد الديني، انتقل النقشبندي مع أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره.

كانت طهطا بداية احتكاك النقشبندي بالدين، حيث حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، والتي نسبت إلى الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية.

ولكلمة نقشبندي معنى في حب الله، فهي مكونة من مقطعين هما "نقش" و"بندي" ومعناها في اللغة العربية القلب، أي "نقش حب الله علي القلب"، النقش بند بالفارسية، و هو الرسام أو النقاش والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية.

تجول النقشبندي في الموالد التي كان يجذبه في حلقات الذكر، فكان يتردد علي مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض.

وبين محبي الليالي الدينية بدأت النقشبنديي قطف أولى ثمار الشهرة ففي عام 1955 استقر في مدينة طنطا، وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، حيث سافر إلى حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي، الأردن، إيران، اليمن، إندونسيا، المغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.

توسعت شهرته بعد أن بثت الإذاعة المصرية عملا تحت اسم الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي حيث أدى النقشبندى قصائد العمل، بدأ ذلك اﻷمر في عام 1966 كان الشيخ النقشبندي" target="_blank">سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة والتقي مصادفة بالإذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج "في رحاب الله"ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يوميا عقب آذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني "في نور الأسماء الحسنى".

خلف النقشبندي تراث من من الإبتهالات الدينية التي لحنها له العديد من الملحنين منهم محمود الشريف، سيد مكاوي، بليغ حمدي، أحمد صدقي، حلمي أمين، ومن أهم تلك الأعمال وأشهرها”أيها الساهر، أغيب، موﻻي، رب هب لي هدى، يارب إن عظمت ذنوبي، جل الإله، سبحانك يارب، ربنا”.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل