المحتوى الرئيسى

الفلانتين في لبنان .. مليارات "تُزهق" على روح القديس

02/14 11:39

يرتبط منتصف فبراير من كل عام، بتبادل الهدايا، التي تتكلف مليارات الدولارت، تعبيراً عن الرومانسية في عيد الحب "الفالاتنين"، فنرى الأسواق تغيّر هيئتها وتتكدس المحال التجارية بالسلع والورود الحمراء، على وجه الخصوص، لا شيء بل لانتصاف اليوم المعروف عالمياً بعيد الحب.

ومع تعدد الروايات التاريخية عن نشأة هذا اليوم، يقول الكاهن اللبناني شربل أبو عبود: "الحقيقة، أن هذا اليوم يحمل اسم القديس فالنتينوس، الذي كان يعيش في روما (عاصمة الامبراطورية الرومانية) أواسط القرن الثالث الميلادي، وكانت الصراعات قائمة آنذاك بين الوثنيين والمسيحيين والفوضى تعم أرجاء المملكة".

ويضيف "أبو عبود" لوكالة "الأناضول": "كان الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني يحاول تطبيق قانون يفرق بين المتحابين والخاطبين ويمنعهم من الزواج بغية تجنيدهم في صفوف الجيش لِلَجْم الفوضى وإعادة ضبط الأمور".

واستفز القرار القديس فالنتينوس حينها، وفق رواية الكاهن اللبناني، "عقب ذلك راح القديس المعروف بإيمانه البالغ بالرسالة المسيحية بتزويج الشباب متمرداً على ما رَآه ظلماً مطلقاً، الأمر الذي جعله يدفع حياته إذ أمر كلوديس بتعذيبه أولاً ليقطع رأسه بعدها، وكان ذلك في العام 269م".

وعن ارتباط الحدث باللون الأحمر، يوضح أن الكنيسة الكاثوليكية تعمد إلى اللون الأحمر للتعبير عن الشهادة والتضحية، فحين كان الأساقفة يحييون ذكرى القديس فالنتينوس كانوا يرتدون اللون الأحمر وهو ما دفع الناس الى الاعتقاد بأن الأحمر هو لون الحب والمشاعر.

وفي حديثه مضى الكاهن مستنكراً كل "البدع"، التي دخلت على هذا اليوم، قائلاً: "لم يكن هذا اليوم يحمل أي تقليد مما نراه اليوم، لكن الأعياد الدينية كلها، بما فيها عيد ميلاد المسيح، أصبحت تُبتذل بطريقة سطحية للغاية، فنرى الجميع يتهافتون على تبذير أموال طائلة في شراء أشياء تفقد اليوم روحانيته ومعانيه الحقيقية".

وثمة روايات أخرى تتحدث عن توافق رؤية الحضارة الإغريقية، التي كانت ترى في شهر فبراير فترة لتزاوج الآلهة وتبادل الحب، مع تلك الرومانية التي عمدت الى إحياء وفاة القديس في منتصف الشهر نفسه، الأمر الذي كرّس خلال العصور القديمة مبدأ الاحتفال بالتضحية في هذا اليوم.

لكن مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا العام 1760 بدأ هذا اليوم يأخذ منحى تجارياً الى أن تجرد من أي معنى روحي عقب تحوّل العالم إلى الرأسمالية، وفتح الأسواق أبوابها للاحتفالات العالمية.

الأمر الذي أكده المراقب المالي والخبير في الشؤون الإقتصادية محمد بالوزة، الذى عزا البداية لشركة "هول مارك" التجارية في بريطانيا حيث أصدرت أول بطاقات معايدة بمناسبة الڤالنتين العام 1916 ولا تزال حتى يومنا الحاضر تبيع نحو 132 مليون بطاقة حول العالم ما دفع الكثير من الشركات الى أن تحذو حذوها في وقت لاحق وتبتكر المنتجات المخصصة لهذا اليوم.

كما عرض للمعدلات الاستهلاكية، خلال هذا اليوم، مشيراً إلى أن نسبة الاستهلاك العالمي في 14 فبراير تصل إلى 13 مليار دولار، ويصل متوسط استهلاك الفرد في بعض الدول 116$ على الهدايا التذكرية.

ويعتبر بالوزة، أنه من المثير أن نسبة إنفاق الرجال في هذا اليوم "تكون ضعفي ما تنفقه النساء"، وانطلاقاً من تلك الأرقام فإن هذا اليوم هو "تجاري ذات طابع رومانسي تستمر فيه الشركات التجارية أموالاً طائلة"، مفصلاً المنتجات الأساسية التي تروج في هذا اليوم بالقول: "أعلى مستوى إنفاق يذهب للحلوى على وجه الخصوص، الدب التجاري الأحمر، الى جانب الورود الملونة والحمراء في الغالب".

وفِي مقابل، هذا لم يرَ بالوزة أن من الخطأ ما آل إليه واقع هذا اليوم قائلاً: "التجار يَرَوْن في هذا اليوم فرصة لتحريك أسواقهم ورفع نسب الربح لديهم، وكذلك المستهلكون فإنهم ينفقون لكن ابتغاء سعادتهم ويجدونه فرصة للتعبير عن حبهم".

وأشار إلى أن التجار يَرَوْن في المناسبات الدينية فرصة ذهبية للاستثمار كأي من المناسبات الأخرى، لكن هذا الاستغلال غير مطلق بل مقيد بوعي الأفراد المستهلكين.

ومع استطلاع لآراء بعض مرتادي الأسواق، خلال هذه الفترة، تبين أَن عدداً كبيراً منهم لا يعرفون الخلفية التاريخية لهذا اليوم ولا مصدر وجوده.

عماد عزام (34 سنة) يقول إنه لم يسمع مطلقاً بقصة عيد الحب، ولا يعرف لماذا اختيار هذا اليوم بالذات للتعبير عن الرومانسية.

ويضيف "شخصياً أعتبر أن الحب والتعبير عنه للمحبوب غير مرتبط مناسبة أو توقيت".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل