ماذا يريدون؟  | المصري اليوم

ماذا تريد السلطة من نجيب سرور ومحمود دياب وناجي العلي..

من أمل دنقل وابن حنبل ومهران السيد..

من ليليان داود وصلاح جاهين وعصام نبيل..

من الحلاج والشيخ إمام وشهدي عطية..

من علي قنديل ويسري فودة وحمزة نمرة..

من ياسر المناوهلي وأحمد ناجي ورائف بدوي..

من صنع الله إبراهيم ومظفر النواب وأشرف فياض..

من سمير قصير ومصطفى طيبة وفيكتور خارا ونصر أبو زيد؟..

من أحاديث الشباب على المقاهي وتغريدات تويتر وحوارات الفيس بوك؟

ماذا تريد السلطة من المثقف؟

الصمت؟.. الجنون؟.. الفقر؟.. الانعزال؟.. الاكتئاب.. السجن؟.. الفرار؟.. الانتحار؟..التــ......؟!!!

لديّ إجابة طويلة لكنها لن تكون أجمل من إجابة الشاعر الملعون تشارلز بوكوفسكي، الذي كتب قصيدتين، عرض فيهما الحالة التي تريد السلطات الغبية أن يصير عليها المثقف، وقد اخترت منهما القصيدة المعنونة: "هذا ما يريدون"، ويمكنكم فقط استبدال أسماء المبدعين الأجانب بأي أسماء تحضر في ذاكرتكم، أو بأسمائكم أنتم، فالمثقف الحر هنا.. هو المثقف الحر في أي مكان، والسلطة الغبية هنا هي السلطة الغبية في أي مكان.

أن يكتب فاييخو عن الوحدة، وهو يموت جوعا.

أن ترفض عاهرة أُذن فان جوخ (المقطوعة).

أن يبجر رامبو إلى أفريقيا بحثا عن الثروة، فيصاب بسفلس لا علاج له.

أن يُعرَض إزرا باوند في قفص عبر الشوارع.

أن يتجرع توماس شاترتون سم الفئران.

أن ينزف هيمنجواي مخه في كوب من عصير البرتقال.

أن يقطع باسكال شرايين معصمه في البانيو.

أن يُعاقر أنتونين آرتو الجنون.

أن يُصلب دوستويفسكي على جدار.

أن يقفز ستيفن كرين على رفاص قارب.

أن يُقتل لوركا برصاص القوات الإسبانية في قارعة الطريق.

أن يُلقِي جون بيريمان بنفسه من فوق جسر.

أن يطلق ويليام بوروز الرصاص على زوجته.

استعراض إلوهي ملعون/ على لوحةُ إعلانات مضاءة وسط الجحيم.