المحتوى الرئيسى

قدر الجيش أن يحارب الإرهاب والإرهابيين | المصري اليوم

02/14 02:49

أعلم أن الحرب على الإرهاب تصطدم بجدران صلبة من الفولاذ، يقبع خلفها الكثير من القصص والحكايات والأسرار والغموض عن أناس باعوا الوطن واعتنقوا «الجهاد» بمفهومه التكفيرى على يد أشخاص منافقين يروجون أراجيف ضالة أنه «فرض عين» على كل مسلم، ويساعدهم على ذلك غياب المؤسسات الدينية عن أداء دورها في تفنيد هذه الإدعاءات الكاذبة، ولذا يأتي دور القوة لهلاك هؤلاء المفسدين في الأرض، «الإخوان» الذين يجدون في مقولة حسن البنا بأدبياته وهى «الموت أسمى أمانينا» منهجاً ليتحولوا إلى اّلات قتل تدمر البشرية، لا يتوقفون عن إراقة الدماء فمن رحم الجماعة الشيطانية ولد كافة «الأباليس» من تيارات الإسلام السياسي على الأرض، هم لا يتوقفون ولن يتوقفوا عن تدمير البشر وذبح أحلامهم، هكذا أعلنوا عن فلسفتهم في الستينيات وهى تدمير الحضارة الإنسانية تمهيداً لأن يحكموا الأرض وليس العالم الإسلامي فقط، وهذا ما دعا إليه سيد قطب في كتابه «الإسلام ومشكلات الحضارة»، الصادر عن «دار الشروق»، إذ ورد فيه أن الحضارة الحديثة مريضة لأنها مصابة بمرض عقلى اسمه «الفُصام النكد» وهو كراهية الدين، وتالياً لا يمكن إنقاذها سوى بـ «حاكمية الإسلام» أو الخلافة الإسلامية.

ووفقاً لفكر البنا وقطب فتطبيق الشريعة يأتي بعد الحاكمية، أو إقامة دولة الخلافة، وليس قبلها لأنه في حال العمل بالشريعة في مجتمع إسلامى وهو يفتقر «الحاكمية» لن تكون له قيمة، وطرح سيد قطب السؤال المهم، كيف يمكن تأسيس الحاكمية أو الخلافة على الأرض؟ وتوصل إلى الجواب في الكتاب نفسه مؤكداً أنه لا سبيل إلى تحقيق ذلك سوى بالجهاد بالسيف الذي يعنى في عقيدة الإخوان الإرهاب، حتى تحكم الجماعة العالم بكامله على أن يكون العالم الإسلامي فرعا منه، وهذا يتفق مع فكر حسن البنا مؤسس الإخوان عام 1928 الذي حدد منهج الجماعة بإقامة دولة الخلافة بالقتل قائلاً «الموت أسمى أمانينا».

ويأتي إنشاء أسامة بن لادن لتنظيم القاعدة عام 1988، بناء على فكر حسن البنا ورؤية سيد قطب في كتاب «معالم في الطريق»، والتى ساوى فيها بين الدولة المدنية والجاهلية وضرورة محاربة الجاهلية للقضاء عليها وإقامة دولة الخلافة، ولذا أعلن بن لادن الحرب على أمريكا بزعم طردها من شبه الجزيرة العربية، لبدء المعركة بين العالم الإسلامى من جهة وأمريكا وحلفائها من ناحية أخرى، بهدف تدمير الحضارة الإنسانية الموجودة حالياً وإقامة «الحاكمية»، أو دولة الخلافة التي تقوم على استخلاف قائد مسلم على الدول الإسلامية كلها ليحكمها بالشريعة، وهى الاستراتيجية التي يعمل بها تنظيم داعش حالياً وكافة التنظيمات الإرهابية في العالم التي خرجت من عباءة الإخوان، إذ تسعى إلى تدمير الحضارة البشرية عن طريق «حرب عالمية» بين الدول الإسلامية وأمريكا، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى بوش الابن إلى استخدام تعبير «الحرب الصليبية» ضد المسلمين عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 بعد أن تعرف على فكر تنظيم «القاعدة» الذي سعى إلى جمع التنظيمات الإرهابية في الشرق الأسط تحت ولايته لإعلان الحرب على أمريكا وحلفائها، وعلى الطريق نفسه جاءت الرسالة التي نشرها موقع التنظيم العالمى للإخوان منذ أيام، لمحمد بديع مرشد أو«مُضلل» الجماعة، ويطلب فيها من عناصر التنظيم الالتزام بأوامر القيادات والصبر، زاعماً أن «الجائزة التي ينتظرها الإخوان ليست حكم مصر وحدها بل العالم الإسلامى أجمع، موجهاً رسالته لأعضاء الجماعة قائلاً «عليكم الالتزام بأوامر قياداتكم وإياكم أن تسمعوا لمثيرى الفتن».

إذن لم تخالف رسالة «بديع» عن ما جاء في أدبيات حسن البنا التي قال فيها «الموت أسمى أمانينا» وهى عبارة لا يقولها إلا من يسعى إلى القتل وهو الهدف الأسمى للجماعة من خلال تدمير البشرية، وما جاء في كتاب سيد قطب من محاربة العالم الجاهلى بالسيف لإقامة الحاكمية في العالم كله، ويعرف سيد قطب الحاكمية بأنها تعني أن الله هو الحاكم الأوحد ذو السلطة المطلقة، وقد أمر الله أن يتحاكم المجتمع إلى شريعته التي تصلح لكل زمان ومكان، وهي تملك الصلاحية الكافية لتقويم وصلاح ونفع أي مجتمع بإشاعة العدل والنفع والخير والبعد عن الأهواء البشرية.

ولولا الضغوط الداخلية والدولية الحالية على الجماعة لأعلنها بديع صراحة بأن جائزة الجماعة هي حكم العالم على أن تكون الدول الإسلامية فرعا منه، وليس كما ورد في رسالته «حكم مصر والعالم الإسلامي أولاً»، ويمكن أن يكون بديع ذكر ذلك على اعتبار أنه وكافة أعوانه في السجن وعلى رأسهم المعزول مرسى، لكن ذلك لم يحرمهم من الإحساس بأنهم في طريقهم للانتصار والتحول من الجزء إلى الكل، أي من حكم مصر والعالم الإسلامى إلى حكم كوكب الأرض كله بعد تدميره والانتصار على «الكفار» وهم من وجهة نظر الإرهابيين، الأمريكيين والأوروبيين، وليس من الكل «العالم» إلى الجزء «مصر والعالم الإسلامي» بسبب الضغوط التي تتعرض لها الجماعة حالياً كما أفتى سيد قطب، ويعتمد «بديع» في محاولة إقناعه لأعضاء الجماعة باستمرار العنف موهماً إياهم بأن المقابل سيكون الحصول على جائزة حكم مصر والعالم الإسلامي، إذ يسعى لإقناعهم بطاعة قيادات الجماعة وتنفيذ الأعمال الإرهابية أو «الجهاد» باعتباره من وجهة نظره الشيطانية «فرض عين» أى فرض شرعى مثل الصلاة على كل مسلم، لا يجب بأى حال التوقف عن تأديته إلاّ لظروف خارجة عن إرادته مثل الوقوع في الأسر وسرعان ما يعودون إلى جهادهم التكفيري، وهي المشكلة التي يتعين على المؤسسات الدينية أن تعالجها بتغيير هذا الفكر المنحرف في عقول من ينتمون إلى الجماعة التي لا تتوقف عن تفريخ المزيد من الإرهابيين الصغار، التي غابت عن اّداء دورها وتركت الطريق مفتوحاً للفكر الإرهابي يعشش في العقول ويغذيها حتى بات بعض هذه المؤسسات حواضن للفكر المتطرف دون أن تجد من يراجعها.

وغياب المؤسسات الدينية في مصر عن القيام بواجبها كاملاً في كبح الإرهاب «فكراً» ليست وليدة اللحظة بل هي قديمة لكنها زادت خلال السنوات الأخيرة، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة التي تعدت خطورة الإرهاب حدود مصر والشرق الأوسط وباتت تهدد العالم بأكمله، وبدلاً من أن تنفذ هذه المؤسسات توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتجديد الخطاب الدينى وإقامة مؤتمرات يشارك فيها علماء الدين من مصر وخارجها لدحض الأفكار التكفيرية التي تروجها التنظيمات المتشددة مثل الإخوان وداعش والقاعدة والتي يأتي في مقدمتها التفسير الخطأ لبعض الاّيات القراّنية والأحاديث النبوية لإهدار دم الأبرياء، فضلاً عن زيارة علماء الدين السجون لمحاورة المتطرفين وبيان أكاذيب ما ذهب إليه حسن البنا وسيد قطب من فكر يعتبر الحضارة الإنسانية جاهلية وضرورة محاربة البشرية بالسيف «وهو شعار الإخوان» للسيطرة على كوكب الأرض لتطبيق الشرعية، إضافة للعديد من القضايا الإسلامية الأخرى واّخرها قضية «الطلاق الشفوى»، إلا أن الرد جاء من إحدى المؤسسات الدينية صادماً للناس على قضية الطلاق الشفوى، إذ قالت إن «العلاج الصحيح لها يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكلِّ أنواعها، وتثقيفهم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، والفن الهادف، والثقافة الرشيدة، والتعليم الجادّ، والدعوة الدينية الجادَّة المبنيَّة على تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة»، وحذرت المؤسسة مما أسمته «الفتاوى الشاذَّة التي يُنادي بها البعض، حتى لو كان بعضُهم من المنتسِبين للأزهر، لأنَّ الأخذَ بهذه الفتاوى الشاذَّة يُوقِع المسلمين في الحُرمة»، وطالبت في نهاية بيانها مَن «يتساهلون» في فتاوى الطلاق بأن «يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع، واعتبرت المؤسسة أن الناس الآن ليسوا في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم».

هكذا تخلى «المؤسسة» مسؤوليتها عن إيجاد حل للمشكلة التي أوصلت نسبة الطلاق في مصر إلى 40 % من أعداد المتزوجين، مؤكدة أنها وضعت «خريطة طريق» لعلاج ظاهرة الطلاق الشفوى يكون من خلال رعاية الشباب والفن الهادف، يعنى المطلوب ببساطة أن تتدخل الحكومة وتطالب «السبكى» وفرقة مسرح مصر بحل الأزمة من خلال إنتاج عدة أعمال درامية عبارة عن «فخفخينا» من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الظريفة تتحدث عن عواقب الانفصال بين الأزواج، فهذه المؤسسة ترى أن الناس ليسوا في حاجة إلى تغيير أحكام الطلاق، ولذا على الحكومة أن تسعى إلى توفير الأهم وهو السكر والزيت والصابون، وأود أن أزف البشرى للمؤسسة المحترمة وأبلغها أن محمد عزت، خطيب مسجد التوبة في السويس، بدأ في التو واللحظة تنفيذ ما جاء في بيانهم عن ضرورة «تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة» إذ خصص خطبته عن الإنجاز الكبير الذي حققه النجم عصام الحضرى، حارس مرمى المنتخب، معتبراً أنه كان سبباً مهماً في اكتمال فرحة المصريين بحصول المنتخب على المركز الثانى في كأس الأمم الأفريقية بالجابون، إذ قال في خطبة الجمعة إن عصام الحضرى أصبح مثالاً يحتذى به، وعلى الرغم من تقدمه في العمر وكونه في الأصل حارس«احتياطى» بالمنتخب، إلا أنه استطاع بالسعى وراء هدفه، والأخذ بالأسباب تحقيق ذاته مرة أخرى، حتى نجح ولفت أنظار واهتمام كل متابعي كرة القدم ببطولة كأس الأمم الإفريقية، فضلاً عن إسعاد المصريين، واستكمالاً لهذا الإنجاز الكبير وتحقيقاً لمبدأ العدالة يطلب مشجعو الزمالك بأن تتناول خطبة الجمعة المقبلة إنجازات محمود «جنش» حارس الزمالك «الاحتياطي» أيضاً الذي استطاع أن يغير مجرى التاريخ الكروى للزملكاوية ويتسبب في حصد الزمالك لبطولة السوبر للمرة الثالثة في تاريخه على استاد الشيخ محمد ن زايد في الإمارات، بعد أن تصدى لضربتى جزاء ما أدى لفوز الزمالك على غريمه التقليدى النادى الأهلى والحصول على الكأس بعد غياب 15 عاماً.

هل بعد كل ذلك من الممكن أن يسأل شخص لماذا يجد الإرهاب في مصر أرضاً خصبة ليترعرع ويكبر ويهدد الدولة ويدخل معها في معركة وجود؟ فبعض المؤسسات الدينية لا تقوم بدورها على أكمل وجه لدحض الأفكار الإرهابية، في الوقت الذي يتلقى فيه قيادات الإخوان الدعم المالى من قطر وتركيا ودول أجنبية ليحاربوا الدولة ويظل الإرهاب جاثماً فوق صدورنا يقتل أبناءنا من أبطال الجيش والشرطة، نعم تاريخ البشرية ملئ بالحروب، لكنها انتهت كلها وعادت الأمم المتصارعة لتبنى نفسها لتنعم شعوبها بالرفاهية واّخرها الحرب العالمية الثانية ولا ينسى أحد ما حدث بين ألمانيا وفرنسا من قتل وتدمير، لكن هدأ الجميع لتبدأ بينهما علاقات قائمة على الود والتفاهم، لكن هؤلاء الإرهابيين لم يكن البناء غايتهم في يوم من الأيام، بل فناء مصر في ظل مساندة دول حاقدة ومنظمات دولية عميلة لهم وفي مقدمتها «هيومن رايتس ووتش» التي دعت في تقرير لها الإدارة الأمريكية، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعدم إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، ومساواتها بتنظيمى القاعدة و«داعش»، زاعمة أن هذه الخطوة من شأنها تهديد حق تكوين الجماعات الإسلامية بالولايات المتحدة، وتقويض مشاركة الإخوان في الحياة السياسية، لكن يقينى أن إدارة الرئيس الأمريكى لن تتراجع عن تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً لأسباب عدة يأتي في مقدمتها تحريضهم على الإرهاب، وفق أقوال مؤسس التنظيم حسن البنا، الذي كان معجباً بالزعيم النازى أدولف هتلر، والتى دعا فيها إلى الجهاد والاستعداد للموت، فضلاً عن تكاثر التنظيم المستمر وخلق أجيال جديدة من الإرهابيين، تؤمن بالفكر التكفيرى إذ تعتبر الجماعة بوابة الدخول إلى «الجهاد العنيف»، فضلاً عن ترويجها لأنشطة معادية لأمريكا داخل الولايات المتحدة نفسها، من خلال صلتها بالمنظمات الإسلامية الموجودة في أمريكا والتى تروج لأجندة معادية لواشنطن، وأخيراً تصنيف بعض الدول المسلمة مثل مصر والإمارات والسعودية الإخوان جماعة إرهابية وكذلك روسيا التي تصنف الإخوان تنظيماً إرهابياً.

ومنظمة «هيومان رايتس ووتش»، تُعرف نفسها بأنها «منظمة دولية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لها»، مقرها مدينة نيويورك، وتأسست في سنة 1978 للتحقق من أن الاتحاد السوفيتي يحترم اتفاقات هلسنكي، وكانت منظمات أخرى قد أنشئت لمراقبة حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، لكنها انحرفت عن دورها بعد تفكك الاتحاد السوفيتى وفي السنوات الأخيرة وجدت في جماعة الإخوان السلوى لأزماتها المالية وراحت تدافع عن أعمالها الإرهابية زاعمة في بيان بعنوان «لا يجب استهداف جماعة الإخوان»، أن الإخوان هي «حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية»، وصدور القرار «يقوّض قدرة أعضاء وأنصار الجماعة على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج»، مشيرة إلى أن «الجماعة لها مكاتب في قطر وتركيا والمملكة المتحدة وبلدان أخرى، لكن ليس لها أي وجود رسمي في الولايات المتحدة»، وحذرت من تصنيفها كمنظمة إرهابية ومساواتها بجماعات متطرفة عنيفة كالقاعدة، وداعش، وأرى أن دفاع هذه المنظمة المستميت عن الإخوان رغم تاريخهم الدموى منذ عام 1928 حتى الاّن يتم مقابل حصولها على تمويل مالى بهدف تحسين صورة الجماعة أمام الرأى العام وقدرت بعض المصادر هذه المبالغ بنحو 500 مليون دولار، فضلاً عن تدشين مركز حقوقى للمنظمة عقب ثورة 30 يونيو في امستردام للتواصل مع المنظمات الحقوقية الأخرى وكل ذلك يتم تحت إشراف التنظيم الدولى للإخوان، وكأن هذه المنظمة الملعونة لا تتابع جرائم الإخوان في مصر وقتلهم المواطنين وأبطال الجيش والشرطة ومحاولتها إسقاط الدولة.

ويبدو أن هذه المنظمة لاتزال تروج لسياسات أوباما الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، وهيلاري كلينتون مرشحة انتخابات الرئاسة «الفاشلة» لدعم التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وهذا ما لن يقبله ترامب الذي أكد مراراً وتكراراً أنه سيعلن الحرب على الإرهاب وتصنيف الإخوان جماعة «إرهابية»، وتالياً فإن محاولات «هيومان رايتش ووتش» وغيرها من المنظمات الأجيرة لن تفيد، خصوصاً بعد أن أصبح إرهاب الإخوان ظاهرة عالمية والقضاء عليه يحتاج تكاتف جميع دول العالم وفي مقدمتها الدول الكبرى للقضاء عليه، في الوقت الذي تسعى فيه الجماعة لتحسين صورتها وتشويه الدولة المصرية بمساعدة قطر وتركيا وآخرها عن طريق إذاعة تسجيلات مفبركة زعمت فيها القنوات الإخوانية بقيادة الجزيرة أنها مكالمات تليفونية لسامح شكرى وزير الخارجية والدبلوماسي الإسرائيلي المقرب من نتنياهو، إسحاق مولخو، مدعية أنها بمثابة شهادة لرد اعتبار للمعزول مرسي وتبرئته من بيع سيناء لإسرائيل، ويبدو أن هذه القنوات الكاذبة ومن يقف خلفها بالمال لا تشعر بالخجل من محاولة ترويج بضاعتها الفاسدة، بتسجيلات كاذبة باتت الكثير من الأجهزة التكنولوجية الحديثة تصطنعها بأقل تكلفة، لكن الشعب الذي يثق في قيادته لا يمكن أن ينجرف وراء هؤلاء المرتزقة بائعي الأوطان.

ونتيجة غياب المؤسسات الدينية عن القيام بدورها في محاربة الفكر الإرهابي، أصبح «قدر الجيش أن يحارب الإرهاب والإرهابيين» بالدماء والعقل، ولذا تحرص القوات المسلحة على إقامة ندوات تثقيفية للتوعية بخطورة الفكر المتطرف، والتى كان اّخرها الندوة رقم 24 والتى تكشفت خلالها الكثير من الأسرار عن القصص البطولية لقوات الجيش في محاربة الإرهاب على أرض سيناء الغالية، وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلالها إن «المعركة التي خاضها الجيش المصري في شمال سيناء في الأول من يوليو عام 2015 ضد الإرهابيين كانت فاصلة، حيث كان هدف الإرهابيين وقتها إعلان ولاية سيناء»، مؤكداً أن«المعركة مستمرة لحين إنهاء هذه المسألة تماماً»، ووجه الرئيس خلال الندوة، التي نظمتها إدارة الشؤون المعنوية بعنوان «مجابهة الإرهاب- إرادة أمة»، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، كلمة لرجال القوات المسلحة قائلاً: «عرفت قد إيه أنتم والشرطة مهمتكم مقدسة، وإنكم مش بتنتصروا على عدو انتوا بتحموا شعب ودولة من الضياع وأمة من التشرذم بداعي فكرة الدين»، مؤكدا أن «مصر مستمرة منذ 3 سنوات في حرب الإرهاب ولا يشعر بها أحد»، وتابع الرئيس: «أن الولاء في القوات المسلحة والشرطة لمصر وشعبها فقط، معندناش ولاء في الجيش والشرطة مذهبي ولا طائفي ولا سياسي ولا ولاء حتى لرئيس الجمهورية والولاء عندنا لمصر وشعبها فقط»، ويقينى أن الرئيس اعتاد أن يوجه رسائل للشعب الذي يبادله الثقة بالثقة والوفاء بالوفاء والحب بالحب، وما أراد الرئيس أن يوصله للمواطنين أن مصر تواجه حرباً حقيقية تخطط لها دول كبرى، إذ لا يمكن لمجموعة من الجرذان في سيناء أن تسعى لإعلان «ولاية» إلا إذا كان ذلك بتدبير دول راعية للإرهاب وهي معروفة وتضخ مليارات الدولارات من أجل هدم مصر، والأهم من ذلك تأكيد الرئيس على أن ولاء الجيش للوطن ولشعبه وليس لطائفة أو مذهب كما حاول الإخوان أن يصنعوا من جيشنا عصابة لحمايتهم، لكن الرئيس تصدى لهم وكان وقتها وزيراً للدفاع رغم أنهم كانوا يمتلكون كل الأسلحة في أيديهم لكنه لم يخشاهم وواجههم بقلب مفتوح من أجل أن يظل هذا البلد وطناً للجميع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل