المحتوى الرئيسى

الآن علمياً الرقص لم يعد فناً.. قومي بأداء هذه الحركات وستحظين باهتمام مَنْ تحبين

02/13 23:11

إذا كنت تقرأ هذا المقال وأنت في المنزل، توقف عن القراءة، وقُم بتشغيل أغنية لا تستطيع مقاومة الرقص على أنغامها. هيا، حرِّك رأسك مع الموسيقى وتمايل مع الألحان قليلاً. حرِّك يديك وقدميك أيضاً. أما إذا كنت تقرأ هذا المقال في العمل، فتخيَّل أنك تفعل هذه الأشياء وأنت جالسٌ أمام مكتبك.

وأثناء رقصك، انتبه لحركاتك. إلى أي مدى يتمايل فخذاك؟ هل تتحرَّك قدماك معاً أم بشكلٍ مستقل عن بعضهما البعض؟ ما مدى الحيوية التي يتحرك بها جذعك؟

عليك أن تراقب هذه الحركات جيداً، لأن عدداً من الأنماط المحددة تجعل بعض الأشخاص يبدون وكأنهم أفضل من غيرهم في الرقص. كانت هذه نتيجة دراسة نُشرت يوم الثلاثاء، 7 فبراير/شباط، في دورية "ساينتيفيك ريبورتس"، إذا طلب الباحثون من 200 شخص تقييم 39 راقصة، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وتبين أن مجموعةً صغيرة من السمات تسهم في إضفاء المزيد من الجودة على الرقصات: كأرجحة الفخذين بشكلٍ أكبر، وتحريك الأطراف اليمنى واليسرى بشكلٍ مستقل عن بعضهما البعض (وهو ما وصفه الباحثون بالحركات غير المتناسقة للقدمين والذراعين).

يعتقد الباحثون - بحسب الصحيفة - أن هذه الحركات تخدم غايتين للنساء متباينات الجنس. إذ يقول نيك نييف، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة نورثمبريا في إنكلترا، وأحد مُعدي الدراسة: "الغاية الأولى هي إظهار جودة قدراتهن التناسلية وحالة هرموناتهن للرجال. والثانية هي إظهار مدى تفوقهن في الرقص على منافِساتهن من النساء".

وفي عام 2011؛ ذكر نفس الباحثين أن النساء يفضلن حركات رقص معينة يقوم بها الرجال، خاصةً الحركات المبالغ فيها باستخدام الجزء العلوي من الجسم. وفي دراساتٍ أخرى؛ وجد نييف وزملاؤه أن هناك ارتباطاً بين مدى جاذبية رقص الرجل وإقباله على المخاطرة، بالإضافة إلى قوة قبضة يده، التي تدل على مدى قوة الجسم عموماً.

ويقول نييف: "نُدرك جيداً أن حركات الرقص تدل على القوة والحيوية بالنسبة للذكور. والآن نقوم بإجراء نفس الأبحاث على الإناث".

خلال الدراسة طلب فريقه من 39 طالبة جامعية في بريطانيا أن يقمن بالرقص بشكلٍ منفرد على أنغام الطبول. واستخدم الباحثون نظاماً لالتقاط الحركات من أجل تسجيل حركات الإناث. ثم قاموا بتحويل عرض كل راقصة إلى صورةٍ بالرسوم المتحركة، للتأكد من أن حركات الرقص وحدها هي ما ستؤثر على التقييم، وليس أي مميزاتٍ جماليةٍ أخرى. وجرى بعد ذلك اختيار 57 رجلاً و143 امرأة لمشاهدة مقاطع فيديو طولها 15 ثانية لرقصات الرسوم المتحركة، وقاموا بعد ذلك بتقييمها على مقياسٍ رقمي.

أتت حركات الفخذين كمؤشرٍ رئيسي على مدى جودة التقييم الذي حصلت عليه كل راقصة في هذه الدراسة، ربما لأنها دليلٌ على الأنوثة الطاغية في معظم الأحيان. ويقول نييف: "عند النظر إلى الذكور والإناث أثناء المشي ستلاحظ أن الفارق الرئيسي هو قيام الذكور بتحريك أكتافهم، وقيام الإناث بتحريك أفخاذهن". أما حركات الأطراف غير المتناسقة فقد تدل على قدرةٍ أفضل على التحكم أثناء الحركة.

ربما يكون الرقص قد ظهر في البداية كوسيلةٍ من وسائل إظهار التودد والمغازلة بين البشر. ووفقاً لهيلينا باتيرسون، المُحاضِرة في علم النفس بجامعة غلاسكو؛ فالأمر لا يتعلق فقط بالانجذاب والتنافس الجنسي، على الرغم من تركيز الأبحاث على هذا المنظور. وتقول هيلينا: "قد يتعلق الأمر بالتقارب، أو الصداقة، أو الترابط مع الأشخاص الآخرين. فعندما تظهر ثقة شخص ما بنفسه من خلال الرقص، قد ينجح في كسب صداقتك وقضاء الوقت معك".

يقول فرانك بوليك، أستاذ علم النفس بجامعة غلاسكو، الذي يقوم مختبره بإجراء تجاربه الخاصة على جاذبية الرقص، إنَّ هذه الدراسة جزءٌ من مجالٍ أكبر يُدعى الإدراك الاجتماعي، الذي يهدف بدوره إلى فهم كيفية استخدام البشر للمعلومات الإدراكية من أجل استخلاص استنتاجاتٍ أكبر عن عالمهم الاجتماعي.

ويضيف: "عندما ترى أحداً يرقص أو تستمع إلى صوته تقوم بإصدار أحكامٍ مُفصلةٍ على خصائص شخصيته. وعادةً ما تتخطى هذه الاستنتاجات حقيقة المعلومات المتوافرة، لكنها تبدو وكأنها متواجدةٌ بالفعل لسببٍ ما".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل