المحتوى الرئيسى

«محمد ونهلة».. زوجان من زمن الفرسان يحتفظان برسائلهما من «32 سنة» | المصري اليوم

02/13 21:01

مثل روايات الأفلام القديمة، دق قلبه عندما وقعت عيناه عليها لأول مرة، فكان الحب من النظرة الأولى، خاصة أنها بنت الجيران، الفتاة الجميلة والهادئة، لم يتردد لحظة واحدة في الارتباط بها، وذهب إلى والده التاجر صاحب الشخصية الصارمة، الذي لم يكن يعترف بالحب، وإنما ما يشغله الحسب والنسب للعروس، وتمت الخطوبة والزواج خلال شهور، لم يعرف الخصام طريقه لهما طوال اثنين وثلاثين عاما، قضاها محمد عبدالحكيم، الزوج الستينى، تاجر أدوات سيارات، وزوجته نهلة عباس، الزوجة الخمسينية، ربة منزل، ضرب كلاهما مثالا للزوج الصالح والزوجة الصبورة.

في بداية الثمانينيات كانت شوارع حى مصر الجديدة شاهدة على قصة الحب ما بين محمد، الشاب الثلاثينى، ونهلة، الفتاة التي أتمت عامها العشرين، لم يكن هناك وسيلة اتصال بينهما سوى إرسال جوابات «غرامية»، كان محمد يحرص على إرسالها للتعبير عن مشاعر حبه لخطيبته، «جيلنا لم يعرف صعوبات في الزواج فالأمور كانت سهلة وميسرة بخلاف الجيل الحالى».. بهذه الكلمات بدأ محمد عبدالحكيم حديثه حول قصة ارتباطه بزوجته نهلة، وقال: «عرفت نهلة سنة 1984، وكانت بنت الجيران والدها رجل أزهرى ووكيل مدرسة إحدى المدارس المشهورة، حبتها من أول نظرة، زمان الزواج كان سهل، لأن الزواج ماكنش شكليات ولكن مودة ورحمة، فكان أهم حاجة فيه النسب لأن الكل كان بيهتم بالعائلة بصرف النظر عن الفلوس، على خلاف عصرنا الحالى الكل يبحث عن المادة بعيدا عن الحسب والنسب».

لم يمنع مرور اثنين وثلاثين عاما على زواجهما من تذكر نهلة تفاصيل يوم خطبتها على محمد، إضافة إلى أسماء المعازيم الذين حضروا ومن اعتذر عن عدم الحضور، فهى ليلة «العمر» على حد وصفها، وقالت: «محمد دخل قلبى من أول لحظة، وانشغاله بتجارته دفعنى إلى الاستغناء عن رغبتى في العمل، حتى أتفرغ لبيتى وأولادى، اتخطبنا في شهر يوليو 1984 واتجوزنا في شهر يناير 1985، ولا أنسى اللحظات التي قضيتها في شراء مستلزمات شقتى التي كانت تعتبر متواضعة بالنسبة لمتطلبات زواج العصر الحالى، وكنت أحرص على الاحتفاظ بالجوابات التي كان يرسلها لى محمد بجانب التقاط صورة تجمعنا في كل المناسبات داخل ألبوم صور».

استمرار الزواج بينهما لم يكن من فراغ وإنما أُسس على قواعد ثابتة وضعها الطرفان، وكلاهما تواعد على عدم التخلى عنها مهما حدث من ظروف، بابتسامتها الهادئة تحدثت نهلة عن هذه الوعود قائلة: «اتفقنا على حاجات أساسية من أول يوم ومازلنا نحافظ عليها حتى الآن، كان من هذه الأساسيات إنه ما يشتكيش منى لأى حد، لأن الموضوع ده بيضايقنى جدا وممكن يكبر المشكلة، يعنى ممكن محمد يقولى على اللى مضايقه منى وما يقولش ده من ورايا، ونفس الشىء معايا إنى ماتكلمش عليه بأى حاجة تضايقه من وراه، لأنى أفتكر في أول زواجنا مرة واحدة حصل إنه أنا اشتكيت منه لأهلى، المشكلة كبرت جدا، ومن بعد المرة دى حلفت إن مش ممكن أي حاجة بعد كده أقولها، ولما كنا نتخاصم ووالدتى تيجى تزورنا نتكلم مع بعض عادى جدا طول ما هي موجودة، وأول ما بتمشى نرجع نتخاصم تانى علشان ما حدش يعرف إننا متخاصمين، ودى من الحاجات اللى إحنا ماشيين عليها لحد دلوقتى مهما كانت المشكلة».

وحول الفرق بين زواج الماضى وزواج العصر الحالى، ترى نهلة أن هناك فرقا شاسعا بينهما، وقالت: «زواج زمان مختلف عن الزواج دلوقتى، دلوقتى الزوجة ترفض تقديم تنازلات من أجل زوجها لأنها بتعتبر ده شىء بيقلل من كرامتها، أنا بسبب حبى لمحمد غيرت حاجات كتير في نفسى كان صعب تتغير، وزمان كان فيه رضا عند الزوجين، ووالدتى كانت توصينى دائما بمراعاة زوجى، ولم يكن هناك مغالاة في الزواج، لكن دلوقتى الأهل بيبالغوا في طلبات الزواج، عشان كده ارتفعت نسبة العنوسة للشباب والفتيات والطلاق بين الأزواج».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل