المحتوى الرئيسى

عبد الوهاب بدرخان لـ«الشروق»: العرب أهانوا مهنة الصحافة.. وشعوبنا تعرضت لكثير من التضليل «1-2»

02/13 19:58

- الصحف الحكومية «إطار للتوظيف».. والصحافة الورقية لن تختفي بين عشية وضحاها

- أبي كان يضع صور 7 زعماء في البيت.. وشعرت بالحسرة لعدم نشر اسمي حين كنت متدربا

- الصحف الغربية تمتعت بتجربتها الورقية حتى النهاية بسبب الحريات.. ونادرا ما نجد أديبا عربيا يمارس الصحافة

- أكثر الممولين رجعية في الغرب يحترم الصحافة.. لكن العرب يضرون بمصداقية مؤسساتهم

- لا أعرف كيف نجوت من قذيفة سقطت علينا بمؤتمر صحفي في الحرب الأهلية اللبنانية

- تقديس الخبر ونشر الحقائق دون تملق أو تزييف أهم ما ميز «الحياة اللندنية» منذ تأسيسها

- أقول للشباب: الصحافة ما زالت مهنة عليكم تعلمها.. واحترام ثقافة القانون أهم صفات الصحفي

عبد الوهاب بدرخان، كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني، عمل بالصحافة منذ كان طالبا، ودرس التاريخ والإعلام بالجامعة اللبنانية، وانخرط في تغطية الحرب الأهلية اللبنانية، منذ التظاهرات الطلابية التي سبقتها عام 1973، لصالح جريدة النهار، دون سابق تدريب، ثم سافر إلى فرنسا لمواصلة دراسة الإعلام.

أسهم، صاحب الخبرة المهنية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، في تأسيس جريدة الحياة اللندنية عام 1988 حيث تولى إدارة القسم السياسي العربي، قبل تعيينه مديرا للتحرير ثم نائبا لرئيس التحرير في عام 1998، ويكتفي اليوم بنشر مقالات دورية معنية بتحليل الواقع العربي المشتعل تحت وطأة أزمات دامية تضرب جوانب شتى من الوطن العربي الكبير.

«الشروق» أجرت الحوار التالي، مع بدرخان بالقاهرة، حول قصته مع الصحافة ونظرته لواقعها عربيا، وفي الحلقة الثانية من الحوار، نناقش واقع النظام العربي في ضوء التحولات التي يشهدها الإقليم وتطورات العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية.. وإلى نص الحوار:

- بداية.. ما الذي أغراك بالعمل بالصحافة.. هل كان في الأسرة ميول معينة؟

لم يكن بالأسرة ميول معينة، وإنما كان والدي حريصا أن يكون هناك جريدتان في البيت يوميا، جريدة الأنوار وكانت ناصرية، أما الجريدة الأخرى فكانت تتبدل.

هذا علمني ألا أكون متحجرا في مكان واحد، لدي موقفي وهو الاتجاه الناصري لكن هناك شىء آخر يجب أن أطلع عليه، وربما لم يقصد والدي ذلك، وكانت ميوله متناقضة مابين الحزب القومي السوري باتجاه الناصرية التي كانت مهيمنة عربيا في ذلك الوقت، وبين غيره.

- كنتم تضعون صورة جمال عبد الناصر في البيت؟

صورة عبد الناصر نعم، وستستغرب إذا قلت لك إن والدي كان يضع صور ما لايقل عن سبعة زعماء عرب (يضحك).

- لأي من الزعماء كانت الصور الستة الباقية؟

لم أعد أذكرهم كلهم، كان فيهم الملك سعود، والملك محمد الخامس جد ملك المغرب الحالي، وأنطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري.

- تمارس المهنة منذ عام 1973، حيث باشرت تغطية المظاهرات الطلابية ومنها إلى تغطية الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في عام 1975 واستمرت خمسة عشر عاما، احك لنا كيف بدأت تجربتك؟

البدايات كانت نوعا من العمل التدريبي في جريدة النهار، وقبلها نشرت مقالات بالمجلات المدرسية وبالصحف المحلية بمنطقة زحلة بمحافظة البقاع، كما أجريت تحقيقات دون تلقي أي تدريب مهني، ولكنها كانت تأسيسية بالنسبة إليّ.

فيما بعد دخلت إلى كلية الصحافة وأيضا كلية التربية فرع التاريخ في الجامعة اللبنانية، وخلال الدراسة بدأت حقبة تدريبية في النهار لسنة ونصف وتقريبا، ولم يكن يظهر فيها اسمي على أي شيء أكتبه إلا فيما ندر، وكان هذا موضع غصة وحسرة خصوصا ما يتعلق ببعض التغطيات لتظاهرات يتخللها عنف ومواجهات مع رجال الأمن، كنت أعتقد بأن الجريدة ستكافئني على الأقل بوضع اسمي على التغطية، إنما لم يكن يحدث ذلك.

على أي حال، علمتني هذه الفترة الكثير، وخلالها بدأت مؤشرات الحرب الأهلية اللبنانية في عامي 1973 و1974، من خلال اختلاط التظاهرات السياسية بالتظاهرات الطلابية، وكانت التظاهرات السياسية تدور حول الخلافات داخل المجتمع اللبناني بالنسبة للوجود الفلسطيني، وانقسام المجتمع حول هذا الموضوع.

وباختلاط التظاهرات ببعضها، أصبحت عنيفة وتنذر بخطر حقيقي.

ولم يستغرب أشخاص مثلي كانوا في الشارع كل تلك اللحظات، اندلاع الحرب الأهلية التي بدأت بمجزرة، وفيما بعد كما تعودنا على التظاهرات التي تقسم المجتمع في الشارع، ثم بدأنا نعتاد على شىء آخر وهو المواجهات المسلحة والمناطق التي تفصل بعضها عن بعض بمتاريس وتصبح جبهات.

- كيف كنت توفر الحماية لنفسك أثناء التغطية؟

لم يكن هناك أي نوع من الحماية سوى الوقاية الغريزية التي تتطلب منك أن تحتاط بألا تكون ظاهرا لأي قناص.

كنت دائما أقصد، مع المصور، المكان الذي أعرف مسبقا أنه تعرض لقصف لأعاين الأضرار وأسأل سكانه إذا كان هناك جرحى أو قتلى.

وازداد الوضع صعوبة يوما عن يوم، وأصبح الخطر فعلا كبير، وفي أحد المؤتمرات الصحفية سقطت علينا قذيفة ولا أعرف كيف بقيت بعدها حيا، حيث أصيب المصور وقُتل السائق الذي كان معنا.

- كنت تعمل لأي جريدة وقتها؟

في النهار. هذا الوضع استمر تقريبا عمليا سنتين، وقد سميت حرب السنتين، من 75 وحتى بدايات 77.

- ميدانيا، هل كنت تنتقل بين الفرق المتحاربة أم كنت تحرص على البقاء في فريق تحتاط فيه على نفسك كما تقول؟

الوضع الذي فرض نفسه على المناطق اللبنانية اضطرني للبقاء في منطقة واحدة، وهي بيروت الغربية التي كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة تكتل فلسطيني وأحزاب يسارية فضلا عن وجود ضئيل للدولة، في الأحياء الأخرى كان هناك مراسلون آخرون يعملون للجريدة.

- كم كان عمرك وقتها؟

- كيف كان شعورك نحو هذا التقاتل كشاب لبناني؟

المعاينة اليومية لما يحصل تعطيك انطباعا أن البلد يتفتت، وأن الدولة تتقلص شيئا فشيئا لمصلحة وجود ميليشيات.

كنت أذهب صباحا لتقفي آثار القذائف، وبعد الظهر، أذهب لتغطية اجتماع سياسي، لمتابعة بعض المعالجات التي لم تكن مفيدة على أي حال، والدليل استمرار الحرب خمسة عشر عاما.

- ألم تتحمس لطرف دون آخر؟

كان لدي تعاطفات شخصية طبعا ولكن كما كنت في الجامعة أحادث ممثلي جميع الأحزاب، أيضا حرصت على موقع المراقب الذي أراحني.

- من واقع خبرتك الصحفية الطويلة ودراستك الإعلام بفرنسا.. كيف تنظر لواقع الصحافة العربية اليوم؟

أود أن أقول شيئا عن تجربتي.

تعلمت الصحافة عمليا في جريدة النهار، وهي جريدة أعتقد على مستوى العالم العربي كانت الوحيدة التي يمكن تسميتها، وقتها «قطاع خاص». بطبيعة الحال كان لديها علاقات مثل أي صحيفة عربية، ولكن كان لديها شيء من الاستقلالية، وعلمتنا الاستقلالية، حتى عندما لا نستطيع أن نمارسها، كنا على الأقل نشخّص فورا الموقف المستقل إزاء هذا الحدث أو ذاك، وكيف ننشره للناس وفقا لمصالح الجريدة.

المدرسة الأخرى التي ساهمت فيها وتعلمت فيها أيضا بشكل مختلف هي «الحياة».

في «الحياة» أتيح لي أن أمارس تجربة خاصة بي خلال تأسيسها في لندن. التجربة كانت كيف تنشر الأخبار من دون التدخل بها أو إخضاعها لأي رأي أو موقف منحاز وكيف تكتب رأيا في صفحة الرأي وتقول رأيك الذي يمكن أن يكون مختلفا مع مانشيت الجريدة.

- كانت هذه قاعدة في أساس عملكم وأنتم تؤسسون الصحيفة؟

نعم، كان على الأقل متفق على شىء وهو أن الخبر مقدس، حتى لو لم يكن بإمكاننا نشر كل التفاصيل، على الأقل ننشر أكبر كمية من الحقائق ودون تملقات أو تزييف، وهذا المهم.

عُرفت «الحياة» أنها عندما لا تستطيع تقديم خبرا مزيفا تتجاهله لأسباب سياسية، فالأسباب السياسية ومصالح الجريدة قد تقتضي أن هناك خبر يراد نشره بطريقة معينة وهي ليست الحقيقة، كنا نفضل تجاهله.

وهذا ما أعطى الجريدة شىء من الاحترام لدى القراء العرب الذين رأوا أنها ليست متزلفة وليست مزيفة.

- وماذا عن صحافة العرب اليوم؟

الآن بالنسبة للصحافة العربية، من المؤسف أننا نعيش حاليا مرحلة التوجه نحو اختفاء الصحافة الورقية وصعود الصحافة الإلكترونية.

الصحف الغربية استطاعت أن تتمتع بتجربتها الورقية حتى النهاية بسبب الحريات طبعا، واستطاعت أن تقوم بتغطيات عظيمة وأن تتيح لكثير من الصحفيين القيام بهذه التغطيات وأن يختبروا مخزونهم الثقافي واللغوي وغيره، واخترعوا الكتابية التي تظهر خصوصا في التحقيقات والتحليلات «عملوا أدب سياسي».

- تقصد بالكتابية الصحافة السردية؟

الكتابية هي فن الكتابة. «الواحد بيعرف يكتب أو لا يعرف».

الصحافة العربية كان فيها كتابية في بعض اللمحات، وخاصة عندما يكون الشخص ميالا للأدب أو مثقفا كبيرا ويدخل إلى عالم الصحافة لأنه مهتم أو لديه هواية، لكن لو استعرضنا الأسماء التي ظهرت في الصحافة المصرية والعربية بشكل عام قلما تجد أديبا أو مثقفا أو كاتب رواية مارس كتابة صحفية، قليل.

الأديب ينضم إلى صحيفة ليكتب مقالا وهذا كان نوع من الوظيفة. في الأهرام مثلا، بفترة طويلة، كان هناك كل الكتاب المشهورين، نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وهلم جرا.

هؤلاء طبعا لم يمارسوا العمل الصحفي. أيضا الأدباء الشبان لم يكن لديهم اهتمام بالكتابة الصحفية.

في الغرب، تجد أدباء ينزلون الشارع ويحاولون عمل تحقيقات صحفية ويكتبوها باللغة الصحفية، ولكن أيضا بعبارات أدبية رشيقة، ظهر ذلك كثيرا في الصحف الغربية، لذلك كانت ولا تزال غنية جدا بهذه التجربة التي كان أساسها الحرية، واستطاعت أيضا أن تتطور تقنيا وفيما بعد أن تتكيف مع ظهور المنافسة التلفزيونية، وقد كانت صعبة.

الصحف الغربية تتجهز كل يوم للمرحلة المقبلة، يقولون إذا كان المصير التحول نحو الفضاء الإلكتروني، فليكن.

- هل انتهى العمر الافتراضي للصحافة الورقية؟

هي عمليا في طور الانتهاء، إنما السرعات متفاوتة من مجتمع إلى آخر. إذا لم يكن لديك حاليا في مصر سوى نسبة 20 إلى 30 % من الناس يستخدمون الانترنت يعني هذا أنه ما زال لدى الصحافة الورقية وقت أطول.

في الغرب ينقص هذا تلقائيا. ولو لم يكن هناك طريقة حياة ومسافات طويلة بين مكان العمل والإقامة لربما اختفت الصحافة الورقية بسرعة أكبر لأن هذه المسافات في القطارات والحافلات تعطيك مجالا لجمهور يقرأ.

الورق موجود والصحافة موجودة في كل الطبقات والمجالات، ولذلك، لن تختفي بين عشية وضحاها.

- المنطقة العربية تشهد حروبا في اليمن وليبيا وسوريا والعراق .. لكننا لا نحصل على قصص هذه الحروب من صحفيين عرب وإنما يرويها الكتاب الأجانب.. فما تفسيرك لذلك؟

هذا يعود إلى المفهوم الذي بناه العرب لمسألة تأسيس صحيفة.

الفكرة الأساسية خلف رأس الممول أو المؤسس أن الصحيفة يجب أن تكلف كذا في حين أنها ربما تكلف أضعاف كذا، لكنه يصر أن هذه السلعة لا يجب أن تكلفه أكثر من ذلك. هذا معيار وضعته الدول في تأسيس صحافتها ووضعه الأفراد حين بدأوا يؤسسون صحفا.

وقلما تجد عقلية المؤسسية، بمعنى لا تجد ممولا يجلس ويطلب من خبراء أو معاونين أن يضعوا مخططا لتأسيس جريدة وفق المعايير الحقيقية.

كل الصحف التي خرجت تأسست بميزانيات تفترض مسبقا أنها تريد أن تكون صحافة متوسطة الحال أو تحت المتوسط.

- وما المعايير الحقيقية لتأسيس صحيفة برأيك؟

أن تدرس تماما السوق وماذا يتحمل وتدرس أيضا ماذا تريد أنت أن تُدخل إلى هذا السوق أو كيف تريد الاستفادة وتحث السوق أن يأتي إليك.

بمعنى أنه إذا كانت لديك حركة اقتصادية جيدة، وبالتالي هناك إمكانية لوجود إعلانات، فأنت تؤسس جريدة وتبني على أساس أنك ستستفز السوق الإعلانية لتأتي إليك.

أيضا، عندما تؤسس جريدة يجب أن تدرس تماما كم من الموظفين يلزمك.

إذا كان يلزمك 50 فلا توظف 30 إذا كان يلزمك 100 فلا توظف 70، لأن هذا يعني أن التغطية ستكون سيئة ولن تكون شاملة ولن تعطي انطباعا أنك بصدد إنشاء جريدة قوية، إنما الفكرة التي غلبت خصوصا على صحف القطاع الخاص أنها تريد فقط أن تكون في خدمة الممول الذي ينشىء الجريدة إما ليصفي حسابات سياسية مع أطراف أخرى أو ليروج لنفسه، في حين أنه في الغرب، حتى أكثر الممولين رأسمالية ورجعية بالعقلية، تراه يحترم أن هناك شىء اسمه صحافة يجب ألا أمسه إلا فيما يتعلق بمصلحتي، فهذا عقد عمل.

لا أُخضع الصحافة نفسها لغاياتي وكل تأسيس الجريدة يصبح فقط في خدمتي، هذه ولادة مشوهة، وهذا يسري على كل الولادات المشوهة التي رأيناها في السنوات الأخيرة في مصر أو في غيرها من الدول العربية.

- هذا الوضع، سواء في الصحف المملوكة للدول أو الخاصة، أثر، كما تقول، في إمكانية بناء كوادر صحفية يمكنها رواية القصص الرئيسية في عالمنا العربي؟

الصحف الحكومية لا تمارس صحافة إنما تكون عادة إطار للتوظيف.

كلنا يعلم أن كل الصحف الحكومية فيها جيوش من الذين لا يكتبون ولا يتصفحون الجريدة نفسها ولا يقرأون شيئا ولا يكتبون شيئا.

- لكنهم يحملون بطاقات عضوية النقابات المهنية؟

يحملون بطاقات العضوية ويتمتعون بالامتيازات ويقبضون رواتبهم، في حين أن القلة التي تتوفر عليها الصحف الحكومية من الصحفيين الراغبين في ممارسة صحفية حقيقية لا يتمكنون من فعل ذلك بسبب ضخامة ميزانية التوظيف، وبالتالي أنت تحصل على مرتب مثل الآخرين وتجلس على المكتب وهذه كل المسألة.

مهنة الصحافة تعرضت لكثير من الإهانة في العالم العربي من عدم احترام الدول لها، وعدم احترام ممولي القطاع الخاص، لأن هؤلاء الممولين جاءوا، عمليا، من ثقافة الإدارة الحكومية لشؤون البلد، وبالتالي تصرفوا وفقا لمصالحهم وليس وفقا لما يفترض أن يكون.

أنا أعرف أن هناك شركات تصنيع حربي وعسكري ضخمة في الغرب ترعى إنشاء صحف وبالفعل تنشئها حسب الأصول وتأتي بالصحفيين المختصين في كل قطاع، وتحترم العمل الصحفي. في بعض الأحيان نسمع عن ميردوخ؟

ملياردير ويملك جريدة التايمز في لندن وهي من الأكثر احتراما.

لا ترى ميردوخ يتصل يوميا برئيس التحرير أو بالمحررين ليقول لهم أريد كذا وكذا. هم لا يرونه إطلاقا وأحيانا يكتبون عنه ويكون في نفس المدينة ولا يرونه.

هذه الشركات الكبرى في العالم الغربي أنشأت الصحف لترعى مصالحها.

ميردوخ عنده التايمز وغيرها لمصلحته، إنما ليس من مصلحته أن يضغط بهذه المصالح الخاصة على العمل الصحفي نفسه لأن الجريدة ستفقد مصداقيتها وأهميتها وإمكانية العمل بحد أدنى من الموضوعية.

- تحدثت عن أجور الصحفيين.. هل ترى مرتبا عادلا لمن يعمل بمهنة الصحافة؟

المشكلة ليست بمرتبات الصحافة، عندما لا تكون العملية الاقتصادية منظمة، لن يكون أي مرتب لأي موظف عادلا.

المرتبات، في كثير من البلدان العربية وليس في مصر وحدها، تعكس الفوضى في تنظيم العملية الاقتصادية وإلا لماذا ترى في الغرب الموظفين يأخذوا معاشهم ويكتفون به، لأنهم تربوا على تنظيم حياتهم ومصروفاتهم. حين تكون الحياة العامة والاقتصادية أميل إلى الفوضى لن تكون المرتبات عادلة أبدا.

- ما الذي تقوله لزملائك الصحفيين العرب وخاصة الشبان منهم؟

أقول لهم: لاشك أنا وغيري نتفهم أنهم لا يثقون بالصحافة التقليدية التي نشأوا ورأوها أمامهم، وهذا عائد إلى الشك الذي اكتسبوه منذ الصغر ولا ألومهم على ذلك، لأن شعوبنا ومجتمعاتنا تعرضت فعلا للكثير من التضليل.

أيضا لابد أن يحترسوا، فوسائل التواصل الاجتماعي تحمل اسمها «وسائل تواصل»، وليست إعلاما وليست صحافة.

لا تزال الصحافة مهنة، ويجب أن ينظروا إليها على أنها كذلك ويتعلموها كمهنة، ويحترموا معاييرها وقواعدها، ولا سيما فيها أولا: اعرف الحقيقة ثم تصرف.

حتى لو كنت تريد أن تكون فقط صحافة رأي، لا مانع لكن لا يجب تزوير الحقائق أو الإسهام في ذلك، وبعد أن تتعرف إلى الحقائق قل ما تريد. ثانيا: لكي يكون الصحفي صحفيا لابد أن يكون لديه ذخيرة علم وثقافة.

أنا بتجربتي توصلت إلى قناعة أن الصحفي ربما يحتاج قبل كل شىء، أن يكون لديه ثقافة حقوقية، وأرشح الشخص الذي تخصص في القانون ليكون صحفيا قبل غيره.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل