المحتوى الرئيسى

أسامة سعودي يكتب: الشرق الأوسط الجديد.. مشروع أقليات ضد مشروع الأمة! | ساسة بوست

02/13 16:37

منذ 1 دقيقة، 13 فبراير,2017

مصطلح «الشرق الأوسط الجديد» وما يقابله من المصطلحات الأخرى مثل «النظام العالمي الجديد»، الشرق الأوسط الآن أصبح قريبا من التطبيق من الناحية النظرية والتجريبية حيث سيعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، فالتطورات الإقليمية اليوم تبعث على الخوف، فبؤر العنف ازدادت وكثرت أطيافها وأشكالها، والكل ممسك بالسلاح يدافع عن نفسه ومن ينتمي إليهم، فالتمييز والاستبداد أيقظ الخصوصيات والتنوعات،وأدى إلى ظهور الاحتقان بين التنوعات وبعضها!

فإعادة تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، والذهاب للتقسيم مرة أخرى لخلق سايكس بيكو معدلة أمر سيشهده جيلي إن لم يستيقظ ولكن لن تكون الدول على طاولة المفاوضات بل ستكون ممثلي الطوائف والمذاهب والأعراق فمن الممكن أن تنقسم 5 دول إلى 14 دويلة!

التمهيد تم وتهيئة الناس بتعريفهم مذهبهم وعرقهم ودينهم وطائفتهم والتعصب لجماعتهم تمت، وزرع الحمية والحماسة في نفوس الناس تجاه الجماعات الطوائف والأديان والمذاهب التي ينتمون لها قد تمت ونضجت أيضًا فتجد الأفراد في تلك الجماعات يمسكون بالسلاح سواء الرجال أو النساء منهم سواء متعلمين أو غير متعلمين، الكل متحفز والتقسيم مرحب به، فالتقسيم تم ترسيخه في عقول الناس بمفهوم الاستقرار، فأصبح التقسيم مرادفًا للاستقرار، والكل يسعي له، تجد الشيعة في أي مكان في الشرق الأوسط (من عرب وإيران) يسعون للاتحاد والتكامل تحت راية مذهبية تسمى الشيعة ويتجاوزون حدود الدول التي يعيشون فيها، وتجد الأكراد يأتون بمثل هذه الأفعال، وتجد مسيحيي الشرق الأوسط يأتون بمثل تلك الأفعال ولكن على استحياء، وتجد السنة تائهين غير مراتبطين فعلى الرغم من كثرة عددهم فهم مشتتون ليس لهم سلطة عليا كالشيعة أو أكراد أو المسيحيين، فالمرشد الأعلى في إيران يتبع له شيعة لبنان والسعودية والكويت واليمن والبحرين، يأتمرون بأمره ولتخطيطاته ولأهداف مذهبهم، أما الأكراد فلهم قيادات تنفذ خططًا اتفق عليها أكراد كل من العراق وتركيا!

الفكرة التي يحاولون تطبيقها هي ببساطة شرق أوسط جديد سيتم التفاهم الرئيسي بين روسيا وأمريكا عبر وسطاء المنطقة متمثلين في قطر والسعودية وتركيا وإيران، الدول التي تأوي اللاجئين وتملك المال والنفط والقوة العسكرية والنفوذ المذهبي كإيران، سيتفقون على كل شيء، على وضع الأكراد وإمكانية إقامة دولة لهم موالية لتركيا حصول الشيعة في العراق على حكم ذاتي فيدرالي كامتياز لإيران ورعاية السعودية للمناطق السنية في لبنان والعراق وسوريا واليمن!

فالمنطقة مرشحة بقوة لنزاعات تصل لشن حروب فإيران المتضخمة بنفوذها في العراق واليمن وسوريا ولبنان سيتم القضاء على بعض أذرعها وتحييد البعض الآخر واستخدام البعض الآخر لتفتيت المنطقة، أما تركيا ستعوض بمناطق حدودية داخل سوريا والعراق فالقيادة التركية الحالية ترى أن الموصل وحلب من تركيا الكبيرة وحاول أتاتورك بعد اتفاقية سايكس بيكو ضم حلب ولكنه فشل للحفاظ على باقي تركيا وتم تهيئة الموصل وحلب بالتحديد لأجل ابتعادهم عن وطنهم الأم بسيطرة داعش عليهم وخضوع كل منهم لسيطرة داعش!

مفهوم الأقليات: هوالتكوين البشري الذي يمايز مع جماعته الوطنية في أحد العناصر (الدين، المذهب، اللغة، السلالة)، فكلما زاد التمييز كلما زاد التمسك بالخصوصية والعصبية للأقلية وتبني أطروحات للانفصال الشعوري والعملي عن الواقع الكبير!

تهيئة الشعوب من خلال استغلال أن الدين الإسلامي هو المهيمن على منطقة الشرق الأوسط فكان لابد من تجزئته إلى مذاهب ثم طوائف ثم جماعات، وأن يظهر على السطح تفشي الراديكالية الخطرة للتدين المتشدد الإسلامي المذهبي فهناك داعش والقاعدة وهناك الحشد الشيعي وحزب الله والحوثيون!

التقسيم إذا أصبح واقعًا سيكون له مشروعية، كما كانت سايكس بيكو أصبحت واقعًا مؤلمًا لمدة 100 عام، وأقيمت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية التي أسقطوها بالإضعاف وأقاموها بمساعدة أطماع العرب لإقامة ما يسمى بالمملكة العربية الكبري بقيادة الشريف حسين الذي كان يطمح أن يكون خليفة للعرب ولكنه كان مجرد وسيلة استخدمها الغرب للوصول إلى أهدافهم، وسيكون ذلك من خلال:

نشأة هذا العنوان (حرب على الإرهاب) تلك الحرب ستكون غطاءً لأي عمل سيتم في المنطقة. هل الأمر تم تجريبه بطريقة ما؟ نعم في لبنان، لماذا في لبنان بالتحديد؟ قد يقول البعض إن السحر قد انقلب على الساحر بتكوين حزب الله وظهور الإخوان كقوة سنية وتقوية شوكة المسيحيين.

بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 2006 أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس أن الشرق الأوسط الجديد سيولد من رحم هذه الحرب، الأمر بالتأكيد ليس بتلك البساطة ورايس تعلم ذلك، ولكنه نوع من التمهيد لأحداث كبيرة لابد من تصريحات من هذا النوع في أحداث ملتهبة كتلك الحرب، فلبنان كان واقعيًّا مقسمًا لـ5 دويلات، ما بين شمال في أيدي المسيحيين، وشرق يحتله الجيش السوري، ووسط يسيطر عليه الجيش اللبناني، ومحاذاة نهر الليطاني التي تهيمن عليها منظمة التحرير الفلسطينية، وجنوب موالٍ لإسرائيل بقيادة ميليشيات سعد حداد.

اتفاقية سايكس بيكو (القديمة) وهي الاتفاقية السرية التي عقدتها الإمبراطورية البريطانية مع الجمهورية الفرنسية على تقاسم التركة العثمانية، أهملت عن عمد مصالح مهمة (الأكراد) على سبيل المثال أكبر قومية موزعة على عدة دول بدون كيان سياسي، ولذلك فالولايات المتحدة وحلفاؤها لا تريد أن تفوت فرصة تصحيح (الظلم)!

بإقامة دولة لهم في منطقة الشرق الأوسط تمتد من النيل إلى الفرات، في خطة زمنية وضع لها 150 عامًا بعد إعادة هيكلة دول الشرق الأوسط مرة أخرى ضمن مشروع عالمي يسمى «الشرق الأوسط الجديد“.

باعتبارها قوة عظمى، إذ أن بوتين أشار إلى أن تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق كان أمرا مهينا، وأشار إلى أن روسيا كانت قد أُجبرت على الخروج من الشرق الأوسط في حرب أكتوبر 1973.

هناك خطط كثيرة تكلم عنها بعض الأطراف عبر مقالات أو تصريحات أو خطط سرية تم كشف النقاب عنها، أهمها على الإطلاق تلك الـ4 خطط:

نشر يينون خطته في مجلة (كيفونيم) وترجمتها (اتجاهات)، عدد فبراير 1982، والمجلة هي الإصدار الرسمي لقسم المعلومات بالمنظمة الصهيونية العالمية.

خرائط برنارد لويس – 1992

رالف بيترز، وهو ضابط متقاعد يحمل رتبة مقدم، وضع مخططًا لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (في مقال نشر بمجلة القوات المسلحة الأميركية في عدد يونيو (حزيران) 2006، نقلا عن مقال لبيان الحوت «الشرق الأوسط الجديد مشروع أمريكي محكوم بالفشل» 9/8/2006).

وتلك عبارة عن سلسلة مقالات ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، على صفحات مجلة (أتلانتيك) الشهيرة!

تلك الخطط الأربعة متفقة على الآتي:

هي إيران، تركيا، العراق، السعودية وباكستان وسوريا والأمارات، ودول ستوسع لأغراض سياسية بحتة: اليمن، الأردن وأفغانستان.

من تقسيم العراق تنشأ ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان)، (دولة كردستان الكبرى)، وستشمل كردستان العراق وبضمنها طبعا كركوك النفطية وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى، وأجزاء من تركيا، إيران، وسوريا، أرمينيا، وأذربيجان، وستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا.

أفغانستان ستفقد جزءًا من أراضيها الغربية إلى بلاد فارس وستحصل على أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل!

السعودية ستعاني أكبر قدر من التقسيم مثل باكستان وستقسم السعودية إلى دولتين، دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفاتيكان تشمل كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم، ودولة سياسية (السعودية) وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلى دول أخرى (اليمن والأردن)!

تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، دولة كردية بالشمال، ودولة شيعية بالجنوب، ودولة سُنية بالوسط!

ودول المغرب العربي سيتم الحفاظ على استقرارها مع الوضع في الإعتبار قضية الوجود الروسي الأمريكي المتساوي، ف روسيا تزود عدد من حلافائها بهذا النوع من المنظومات الدفاعية الجوية أس ـ300 كإيران ولجزائر وسوريا، والولايات المتحدة الأمريكية تفعل كذلك بالنموذج «باتريوت» مع تركيا والأردن والمغرب ودول الخليج بأكملها ومصر، فحين تزود روسيا مثلًا الجزائر بسلاح أو منظومة ما،يجب أن يقابل «بمنظومة للمغرب» والسباق مستمر!

إيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة، وستحصل على أجزاء من أفغانستان المتاخمة لها لتكون دولة فارسية!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل