المحتوى الرئيسى

بالصور- حكاية أول ورشة للدعم الذهني لمرضى السرطان

02/13 16:25

بداخل غرفة التدريب النفسي بمستشفى بهية، التي تستقبل مريضات سرطان الثدي من مختلف محافظات مصر، كانت "ريهام سمير" استشاري مهارات التعلم والعمليات الذهنية، تستعد من أجل الورشة الأولى للدعم العقلي للمريضات، بعد أن أظهرت الدراسات الحديثة -وفقا للمدربة- تدهور الذاكرة بشكل ملحوظ لمن يتلقين العلاج الكيميائي من المريضات.

يستقبل المريضات عدد من المهارات الذهنية، تحفزهن لتنشيط الذاكرة، تساعدهن للقيام بالأنشطة اليومية العادية، مثل شراء الخضروات والطعام والقيام بأعمال أخرى، تقوم المدربة بنشاط صغير وهو ترتيب الأعمال المنزلية في مجموعات متشابهة، أو أن يقومن بكتابتهن إذا لزم الأمر، توجه لهن النصيحة للإمساك بكرة ضغط بلاستيكية تخفف من الضغط، تقول المدربة لـ"مصراوي" "المرض بحاجة إلى تدريب لكيفية التعامل معه خاصة وسط إيقاع الحياة السريع وألم الأدوية".

على مدار ثلاث ساعات، انطلقت الورشة للسيدات، اللاتي جئن من محافظات مختلفة أيضا، يقدمن إلى المستشفى الواقعة في حي الهرم بالقاهرة، من أجل تلقي العلاج المجاني بالمستشفى، ومنذ بداية الكشف المبكر، وإثبات إصابة أي سيدة بالسرطان، تتلقاها أيضا "وحدة الدعم النفسي" بالمستشفى، والتي تشرف كذلك على العلاج الذهني في أول ورشة لها.

تجد سمر محمد، 29 عاما، في الورشة فرصة للخروج من "الحالة النفسية السيئة" المصاحبة لمريضات السرطان، "كلنا تعبانين نفسيا والورشة بتساعدنا نخرج من الحالة دي"، تأتي السيدة المعيلة لطفلين من محافظة الشرقية، تتلقى العلاج الكيميائي منذ قرابة الشهر، طبيبها المباشر أوصاها بالتوجه لوحدة الدعم النفسي، بجانب الجرعة الكيميائية كل إحدى وعشرين يوما.

"إحنا اللي بنسمع هنا.. وقضيتنا إننا إزاي نواجه الألم مع المريض" تذكرها "ندى عبد الستار"، مسؤول الدعم النفسي بإدارة التطوع بمستشفى بهية، والتي تأتي يوما وحدا للتطوع بالمستشفى، تذكر أن الدعم النفسي بدأ منذ مارس الماضي بالمستشفى المبنية منذ عامين، يصحب الدعم النفسي المريضات أيضا في جلسات تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، كمسحة لتقليل الألم الناتج عن تلقي العلاج.

عدد من الأنشطة الكتابية قامت بها أيضا السيدات في الورشة، أقلام ملونة وأوراق للرسم والإبداع، ينشط ذلك ذاكرتهن الإبداعية، تم ذلك قبل أن يحصلن على فترة الربع الساعة للراحة، وفيها تبادلن الحديث عن خبراتهن الشخصية حول التعايش مع "المرض الوحش" كما يسمونه، يتحدث عن التغيير الذي يطرأ على أجسادهن، فيما فضلت إحداهن قضاء الاستراحة في صلاة، وأخرى تمرح مع ابنتها الصغيرة التي تنتظرها بالخارج، والبعض ذهب لتلقي الجلسة العلاجية، فيما استقر بعضهن على نفس المقاعد بسبب الألم.

"مريضة السرطان بتحتاج تحس بالأمان من اللي حوليها، مش عايزة حس بشفقة أو تعاطف" تقول نيفين رمضان، مشيرة إلى التغيرات التي تصحب المرض على السيدة، مثل سقوط الشعر "الرأس والحاجب والرموش"، يتحول لونها إلى الأصفر بفعل الجلسات، تنتصر على الألم بكلمتها "كلنا هنا عدينا بالمراحل دي كمريضات، وبنحتاج لدعم بعض".

ابتسامة تعلو وجه "نجوى صلاح"، 51 عاما، التي اكتشفت مرضها في تاريخ لا تنساه "10-10-2016"، وقامت عقبه بعملية جراحية في شهر ديسمبر الماضي، لم تتوقف السيدة عن دعم المريضات الجدد بوصفها "ناجية" بشكل جزئي من المرض، تتابع العلاج مع طبيبها، يظهر الأمل فيما ترى إنه واجب على كل أنثى "لازم الست يكون عندها أمل.. أنا لآخر يوم في حياتي هفضل ألبس وأحط مكياج بعد التحليل والإشعاعات"، تتابع "الدكاترة هنا عملوا معايا المستحيل.. الحمد لله مداومين على العلاج"، وتصف السيدة الورشة الأولى بالنجاح "علمونا حاجات تفيدنا في الذاكرة وإزاي أشغل ذهني طول الوقت".

لا تأتي منال فهمي -40 عاما- وحدها إلى جلسات الدعم النفسي، لكن تصحبها ابنتها الصغيرة ساندرا، وتبدل دورها أحيانا ابنتها الأخرى مارينا، بجانب الدعم المقدم من صغيرها مازن وزوجها أيضا، في شهر مايو الماضي كان موعد عملية السيدة التي اكتشفت مرضها، قبل وبعد العملية احتاجت منال إلى الدعم النفسي من المتطوعات بـ"بهية"، تثني السيدة على الفريق الطبي وفريق الدعم النفسي "من ساعة ما دخلت المستشفى لغاية النهاردة ما دفعتش جنيه واحد".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل