المحتوى الرئيسى

كيف وصلت تسجيلات وزير الخارجية إلى قناة موالية للإخوان؟

02/13 13:37

للمرة الثانية نشرت قناة مكملين، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، تسجيلات صوتية منسوبة لوزير الخارجية سامح شكري، مع أحد المسؤولين اﻹسرائيليين، حول تفاصيل اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تقضي بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للأخيرة، الجمعة الماضية.

وبقدر ما يثير التسجيل الصوتي تساؤلات حول أهمية المعلومات الواردة فيه -حال صحته-، إلا أن اﻷكثر إثارة للجدل هو كيفية التسجيل لوزير الخارجية ووصوله لقناة موالية لجماعة اﻹخوان.

وسواء كان التسجيل اختراقا خارجيا أم داخليا، فإنه يظهر حقيقة واحدة وهى اختراق جدار الحماية لتلك الشخصيات، وفقا لخبراء في الاتصالات ونظم البرمجة والأمن.

وقال مالك صابر، خبير برمجيات متخصص في النظم الأمنية، إنه من الناحية الفنية يمكن اختراق أي جدارات أمنية خاصة بحماية وأمن المعلومات مهما بلغت قوة الحماية لتلك البرامج.

وأضاف صابر لـ "مصر العربية"، أنه يجب على من يقوم بهذه الاختراقات أن يكون على دراية كاملة وتامة بمختلف الشفرات السرية الأمنية، لافتا إلى أن مسألة البرمجة والاختراقات تكون سجالا بين الطرفين "الحامي" و "المُخترق".

وأشار إلى أن برامج الحماية والاختراقات مكلفين ماديا، بما لا يمكن معه لشخص منفرد القيام بعملية الاختراق، وهو ما يسلط الضوء على احتمالية وقوف أجهزة مخابراتية خارجية خلف هذا الأمر، وربما تستخدم عناصر من داخل مصر لتنفيذ تلك المخططات.

وأنهى حديثه قائلا: "لقد اقترحت من قبل الاهتمام بالكفاءات التي تهوى هذا المجال، وإرسالها للخارج لتلقي مزيد من التدريب حول أحدث نظم الحماية ومواجهة الاختراقات، إلى جانب السعي لنشر هذا العلم داخل مصر".

ورأى المهندس عمرو بدوي، الرئيس السابق للجهاز القومي للاتصالات، أنه من الصعوبة الكبيرة جدًا اختراق الجدار الأمني لتلك الخطوط التابعة لقيادات الدولة، نظرًا لشدة التأمين الخاص بها لحساسية المعلومات التي يتم الحديث بشأنها فالكثير منها يتعلق بالأمن القومي، ونشرها على العامة يُثير أزمات كبيرة.

وأضاف بدوي، لـ "مصر العربية"، أن الخطوط التي يُجري منها المسئولون محادثاتهم الخاصة تختلف عن الخطوط العادية التي يستخدمونها للإدلاء بالتصريحات الإعلامية للصحافيين أو المحادثات العائلية، ولا يمكن إجراء المحادثة سوى بعد التأكد من سلامة جدار الحماية.

وأرجع الرئيس السابق للجهاز القومي للاتصالات، تسريبات وزير الخارجية للمرة الثانية إلى سببين، أولهما وجود جهة كبرى تمتلك تكنولوجيا اختراق متطورة عن برامج الحماية، أو أن من يقوم بالتسجيل أشخاص من داخل أجهزة الدولة، وتحديدا من يمتلكون الشفرات الخاصة بالتأمين.

من جهته، أرجع الخبير الأمني، العميد محمود قطري، هذه التسريبات المزعومة حال "ثبت صحتها"، إلى 3 أسباب، أولها أن يكون هناك صراع بين أجهزة الدولة الأمنية، وهذه الصراعات فردية تعبر عن مصالح شخصية لقيادات داخلها، وهو المُرجح إذ إن تسجيل اتصالات بين شخصيات على قدر عالٍ جدًا من الأهمية وصلت لرئيس الدولة ووزير الخارجية، أمر يصعب جدًا على الأجهزة الخارجية أو العناصر المُندسة القيام به.

ونشرت القناة نفسها من قبل تسجيلات صوتية مزعومة، لحديث دار بين سامح شكري، والرئيس عبد الفتاح السيسي، حول عرض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عليه مشاركة مصر في مؤتمر لوزان الخاص بسوريا، المنعقد في 16 أكتوبر الماضي، رغم أنّ مصر لم يكن مطروحًا أمر مشاركتها في الاجتماع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل