من 'تشكيل الحكومة' لـ'إعمار لبنان'.. 5 محطات في تاريخ العلاقات المصرية اللبنانية

وصل صباح اليوم، الرئيس اللبناني ميشال عون، في زيارة تعد الأولي منذ توليه الحكم، حيث وصل برفقة وفد "رفيع المستوى" يضم كل من يضم كل من وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق والمالية على حسن خليل والاقتصاد والتجارة رائد خوري ووزير الدولة لشئون رئاسة الجمهورية بيار رفول، وذلك تلبيةً لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي له لزيارة مصر في نوفمبر الماضي.

وتستند العلاقات المصرية اللبنانية على مبدأ الاحترام والتشاور المتبادل في القضايا الثنائية وقضايا منطقة الشرق الأوسط، وهو ما جعل العلاقات بين البلدين تتسم بالتوافق التام حول القضايا السياسية المطروحة على الساحة حاليًا، إضافةً إلى استمرار دعم مصر قضايا المجتمع اللبناني طيلة السنوات الماضية، وترحيب الجانب اللبناني بالجهود المبذولة من الدولة المصرية لدعم قضاياها وقضايا الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، ترصد "أهل مصر" أبرز 5 محطات في تاريخ العلاقات المصرية اللبنانية.

وقفت مصر إلى جانب لبنان أثناء الانتداب الفرنسي عليها، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال لبنان، حيث شكلت القاهرة حينها مركزًا للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعًا حضره كل من الرئيس بشارة الخوري والسيد رياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى نحاس باشا في الأربعينات ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخوري والصلح وصياغة "الميثاق الوطني" الذي أسس نظام الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.

مساندة لبنان ضد العدوان الإسرائيلي

وكعادة مصر في الوقوف بجانب أشقائها العرب ضد أي عدوان، وقفت مصر إلى جانب الشعب اللبناني ضد العدوان الإسرائيلي الذي وقع على لبنان عام 2006، حيث أكدت مصر أن سياسة العصا الغليظة لن توفر أمنًا ولا سلامًا ولا استقرارًا، وطالبت إسرائيل حينها بالعودة إلى الطريق الصحيح في التفاوض والحوار لتحقيق السلام والأمن المتكافئ للجميع.

وفي السياق ذاته، لعبت مصر دورًا فعالًا في إعادة إعمار لبنان، حيث قامت بتنفيذ جميع الأعمال الكهربائية اللازمة لإعادة التيار إلى الشبكة الكهربائية بالأماكن المضارة بلبنان من جراء القصف الإسرائيلي لها‏، حيث وصل إلى لبنان في 12 أكتوبر 2006 وفد عالي المستوى من خبراء وزارة الكهرباء والطاقة والشركات المنفذة برئاسة رئيس هيئة كهربة الريف لإجراء الاختبارات اللازمة للمهمات والمعدات الكهربائية التي قدمتها مصر للأشقاء في لبنان تنفيذًا لإعادة تأهيل وتشغيل الشبكة الكهربائية وتسليم هذه الأعمال إلى الجانب اللبناني ليقوم بدوره في تشغيلها‏.

وقام الخبراء المصريين حينها بجميع الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية لمحطة صيدا بالكامل، وتركيب برج النهاية بالكامل المغذي للمحطة بمعرفة فرق العمل المصرية، كما تمت جميع الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية بالكامل بمحطة سبلين.

وفي إطار جهود مصر لتوطيد العلاقات بينها وبين الجانب اللبناني، صدق الفريق أول صدقي صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي في 28 أبريل 2014، على إقلاع طائرة عسكرية إلى مطار بيروت وعلى متنها 12 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية والتعيينات والمهمات المقدمة من مصر إلى دولة لبنان الشقيقة لدعم مستشفى السلام المصرية التابعة للقوات المسلحة بمدينة بيروت.

وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية واختيار رئيس جديد للبنان خلفًا للرئيس العماد أميل لحود، المنقضية ولايته، كان لمصر موقف واضح وصريح انطلاقًا من المبادئ التي ترتكز عليها سياساتها الخارجية في تعاملها مع القضايا سواء الدولية أو الإقليمية المختلفة، حيث طالبت مصر برفع الأيدي عن لبنان وتركه لأهله يقررون ما يريدونه بأنفسهم، وتشجع سياسيو لبنان على الحوار فيما بينهم، مؤكدىً على عدم انحيازها لأي طرف، وأنها تؤيد ما سوف يختاره القادة اللبنانيون والبرلمان اللبناني، وأن كل ما يعنيها هو سيادة لبنان واستقلاله ووئام أبنائه ووحدة شعبه.

ودعت مصر بأن يعود الجميع إلى هذا التوازن الداخلي الدقيق الذي بني في الطائف وبني ربما من عام 1943 باستقلال لبنان، مؤكدةً أن تشكيل الحكومة اللبنانية يعد جزءًا من تنفيذ اتفاق الدوحة الذي تم التوصل إليه برعاية عربية وفي إطار تفعيل المبادرة العربية.

ومن جانبه، أكد أحمد العناني، المختص بالعلاقات الدولية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون لمصر هامة وذات طابع خاص، مشيرًا إلى أن اللقاء سيتناول العلاقات الثنائية بين البلدين فضلًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات اقتصاديًا وثقافيًا وتجاريًا أيضًا.