المحتوى الرئيسى

الإعلامية راوية راشد: رسالة معرض الكتاب "أهم إنجازات حياتي"

02/13 12:05

طرق مختلفة سارت بين جنباتها محاولة بشتى الطرق الوصول للقارئ برسالة مختلفة، المبدأ الذي اتخذته الإعلامية راوية راشد، بداية من مشوارها بالصحافة، وإعدادها في إحدى البرامج التلفزيونية، لتحظى بثناء أساتذتها مثل الإعلامية كوثر هيكل، وخاضت بعد ذلك تجربة تقديم بعض البرامج منها "فكر وفن" و"أيام"، لتنتقل إلى اعداد وتقديم أهم برامجها المؤثرة "رسالة معرض الكتاب"، ومنه إلى "خلف الأسوار" البرنامج الذي كان ينتظره الجمهور، ليشاهد جريمة أسبوع، متخذا العظة منها دون أي إثارة، لتذهب إلى عالم الكتابة وتبحث عن الشخصيات التي امتلئت حياتهم بالحبكة الدرامية.

"رسالة معرض الكتاب" البداية التي انطلقت منها راشد أثناء حديثها لـ"الوطن"، ووصفته بـ "أهم انجاز في حياتي كمذيعة"، حيث تعتبر صاحبة الانطلاقة الأولى لهذه النوعية من البرامج الثقافية، قدمته راشد من داخل معرض الكتاب، منذ عام 1986، مستعرضة ملخص ما جاء في اليوم من ندوات ولقاءات شعرية وعرض لأهم الاصدارات، فضلا عن الجزء المميز للبرنامج وهو استضافتها لكبار الكتاب والمثقفين في الوطن العربي، وتقديمهم للجمهور مثل، إبراهيم عبد المجيد، محمود درويش، صنع الله ابراهيم، جمال الغيطاني "الرسالة عرفت الناس بقامات ثقافية كبيرة، مكنوش يسمعوا عنهم أو يعرفوا شكلهم".

نجاح البرنامج واقبال الجمهور على متابعة المادة الثقافية، تكلل بتسابق المذيعين لتقديم هذه النوعية من الرسائل مثل رسالة الأوبرا، ورسالة المسرح، لإشباع رغبة الجمهور في تقديم الأخبار الثقافية "بيدل على أن البرامج الثقافية مش مملة".

بعد أن اطمئنت راشد على استمرار الرسائل الثقافية، شقت طريقها للحصول على الماجستير متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتعلمت هناك صناعة الأفكار وفن كتابة القصة الخبرية، فضلا عن جذبها للبرامج التى تتناول الجريمة بموضوعية وعمق، تخمرت في رأسها فكرة تقديم البرنامج الذي التفت حوله الأسرة المصرية مساء كل سبت، لمتابعته بشغف وكان "خلف الأسوار".

تسترجع راشد ذكرياتها حينما عادت إلى مصر، ولقائها بأحد ضباط الشرطة، عارضة عليه تصورها لفكرة البرنامج الذي يقوم على عرض الجريمة دون إثارة، ذهبت بحماسها إلي مبنى الإذاعة والتلفزيون وتقديم الفكرة على رؤسائها، مقدمة إحدى الحلقات التجريبية، لتنال موافقة عرض "خلف الأسوار".

"البرنامج مكنش بيدعم رجال الشرطة فقط، لكنه أضاف التوعية الجماهيرية لتفادي وقوع الجريمة" هكذا فسرت راشد سبب نجاح البرنامج، الذى استمر 6 أعوام متوقفا في عام 2006.

مخاطبة عقل الجمهور بالمعلومات والتحليل العميق، الرسالة الأساسية التى سعى البرنامج في تقديمها، من خلال إحدى الجرائم التي يقع اختيارها بعد البحث المكثف بين أقسام الشرطة لاختيار الجريمة المتكاملة وذات تأثير "ضباط الشرطة كانوا بيتسابقوا، كل ضابط عاوز قضيته هى اللى هتطلع، فكانوا بيدخلوا فى سباق ويكافحوا الجريمة علشان نختارها".

لم تكتفي راشد باختيارها للقضية وتقديمها، لكنها تولت مسئولية صيغتها بأسلوب قصصي مشوق، غير مقتنعة أن يعتمد المذيع على فريق الاعداد بصورة كاملة "في مذيعين كتير دلوقتى بيعتمدوا على فريق الاعداد، وبرضو في نماذج بتجتهد زي منى الشاذلي، بتشارك فى الاعداد، وكمان لميس الحديدي بتدور على المعلومة للمشاهد".

2000 حلقة محصلة 6 أعوام استمر خلالها البرنامج، قابلت راشد مئات الضحايا الذين وقعوا تحت سطوة الخارجين على القانون، لكن ستظل بعض النماذج محفورة داخل ذاكرتها "مقدرش أنسى طالب كلية الهندسة، اللي كان بيعزف الموسيقى، وطلع عليه مجرمين قتلوه علشان يسرقوا الموبايل، دا غير الطفلة الصغيرة اللي قتلتها بنت عندها 20 سنة علشان تسرق الحلق بتاعها".

أقسام شرطة، مجرمون، ضباط مباحث، صورة توحي بتعرض من يقترب لهذه الدائرة للخطر، وهذا عكس ما وجدته راشد "المجرم كان عامل زي الأسد اللي بنزوره في القفص، وكمان معانا ضباط الشرطة بيضمنوا سلامتنا".

"فكرة، معلومة، صورة جيدة" عناصر البرنامج الناجح، التي تعتمدت راشد على تواجدها بـ"خلف الأسوار"، متضمنة توجيه رسالة هادفة للجمهور تبتعد عن الإثارة والموضوعات ذات العناوين الحمراء التي تعتمد على جذب الجمهور دون معالجة حقيقية، وهذا ما وجدته راشد في بعض البرامج التي تحاول أن تقدم الجريمة "اللي فاكر أن الجمهور مش عاوز المادة العميقة، ومحتاج العناوين الحمرا، دا رأي خطر وفاشل".

احتلت راشد مناصب عدة بالتلفزيون المصري، منها رئيسة قناة الأسرة والطفل، وقناة المنارة للبحث العلمي، لكنها اعتادت على السير في طرق مختلفة للوصول للقارئ.

"مفيش مخلوق يقدر يعيش مذيع طول حياته" هكذا فسرت راشد سبب ابتعادها عن الإعلام، وانتقالها لعالم التأليف "لازم الإعلامي يفهم، أن البرامج مرحلة وهتنتهي لأنه لازم يسلمها للجيل اللي بعده"، طريق الكتابة أوصلها إلي وضع  7 كتب منهم راويتين ومسرحية لجلال الدين الرومي.

الاكتفاء بما قدمته من حلقات لبرنامج خلف الاسوار جعلها تبتعد عن وضع الراويات حول الشخصيات التي قابلتهم، لكنها قررت اختيار الشخصيات التي امتلئت حياتهم بالأحداث الدرامية، لتصبح الملكة نازلي، والدة الملك فاروق، هي إحدى أبطالها، فمن ملكة مصر والدور السياسي والاجتماعي الذي لعبته في حياة ابنها الملك، إلى انتقالها بالولايات المتحدة وتبدل حالها لحياة بائسة مرتدية ثياب متواضعة، وضعت راشد "ملكة في المنفي" وحولته أيضا إلى مسلسل تلفزيوني عرض بالسباق الرمضاني في إحدى الأعوام السابقة، بطولة الفنانة نادية الجندي.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل