المحتوى الرئيسى

الإذاعية فايزة واصف: جوابات برنامج "حياتي" "كانت بتيجي في أجولة"

02/13 11:59

على موسيقى راديو إذاعة الأغاني المصرية، تبدأ الإعلامية فايزة واصف، صاحبة برنامج "حياتي"، يومها مع مطالعة أبرز عناوين الصحف المصرية، إلى أن تذهب لإحدى النوادي التي اعتادت على ذهابها منذ 12 عام للقاء أصدقائها، مجرد أن تجلس في الكافتيريا الشاهدة على ذكرياتها، شاردة في ماضيها الممتلئ بحلول مشاكل المواطنين، ليقاطعه الحاضر من مناداة البعض لها مطالبين تدخلها لحل خلاف في وجهات النظر.

استرجعت الإعلامية فايزة واصف ذكرياتها لـ"الوطن" عندما كانت طفلة صغيرة تجعل من فنجان القهوة ميكروفون تجري به حوارات مع أهلها "لما كان حد بيحبلي ميكروفون هدية كنت بفرح"، عشقها للميكروفون صاحبة حب الاستماع للمشاكل "كنت بعمل نفسي نايمة، وأسمع شكاوي الناس، كنت بحس بالسعادة والرضا لما أقدر أساعد الناس".

حبها لحل المشاكل التي تردد على مسامعها، جعل من كلية الأداب قسم الاجتماع، المنفذ الذي تعبر منه لمساعدة الناس، لكن شعورها بالخجل كان إحدى العوائق التي تقابلها لذلك أرادت تحديه بالتحاقها بمعهد الفنون المسرحية، لتجد نفسها مؤهلة لخوض اختبارات المذيعين بالإذاعة المصرية.

في البداية أرادت أن تعمل بالبرنامج العام، لكن قلة المذيعين في إذاعة صوت العرب، جعلها الدرجة الأولى في مشوارها وقدمت من خلالها "أغنية اليوم" أولى برامجها، لكن عدم حبها لبرامج المنوعات جعلها فريسة للوقوع في الأخطاء "فأغنية نجاة "آه بحبه آه"، قرأتها "51 بحبه "51، وأغنية فريد الأطرش "هو بس هو" قرأتها "هويس هو"، وحصلت بعد ذلك على لفت نظر من رؤسائها في العمل "مبعرفش أقدم برامج المنوعات، مش دي طبعتي".

"معرفش مين نقلنى للتلفزيون" الخطوة التى انتقلت بها واصف كمذيعة بالتلفزيون المصري، ويفتتح الباب أمامها في تقديم برامجها المفضلة "كانت إحدى زميلاتي تقدم برنامج على إذاعة صوت العرب اسمه "افتحلى قلبك" استاذنتها أن أقدم هذه الفكرة فى التلفزيون، وافقت بالفعل".  

"مشاكل وأراء" الاسم الأول الذي أطلقته واصف على برنامجها القائم على حل مشاكل المواطنين، اعتمد في البداية على الذهاب إلى منزل صاحب المشكلة "لكن أحد أستاذتى في كلية الآداب، نصحني بأنها طريقة خاطئة، أن أجيب الطرفين يتكلموا قدام بعض"، لتغير اسمه إلى "رسالة"، وأصبحت الرسائل تأتي إليها وتعرضها على الهواء وتأتي بالحل بواسطة متخصصين فى طبيعة المشكلة، إلى أنها وجدت تكرار كلمة "حياتي" في أغلب الجوابات التي أتت إليها، لتستقر على "حياتي" الاسم الذي ارتبط به الجماهير ببرنامجها. 

ومع إلغاء ظهور أصحاب المشكلة على الهواء نظرا لعدم التسبب لهم في الإحراج، كان الـ"سيمي دراما" الحل الذى أتت به واصف "كنا بنعرض المشكلة في شكل تمثلية في حلقة نصف ساعة وكنا بنجيب نجوم يمثلوا المشكلة"، ولاقت الفكرة نجاحا جماهيريا، "كبار النجوم اشتركوا بالتمثيل في المشاكل، منهم سهير البابلي، ليلى طاهر، وكان أعلى أجر للنجم 40 جنيه".

مئات من الجوابات محملة بهموم ومشاكل المواطنين، اعتادت واصف على استقبالها خلال الأسبوع "الجوابات كانت بتجيلي في أشولة، فكان معايا فريق اعداد كبير عشان نفحص المشاكل"، ورغم ذلك كان اختيار واصف للمشكلة يقع تحت معايير محددة "كنت باخد المشكلة الغريبة وتنفع أكبر عدد من الناس".

المعالجة البسيطة دون الإثارة الأساس الذي اعتمدت عليه واصف في حل المشكلة، "استضفت معظم مستشاريين مصر الكبار لحل المشاكل، بالإضافة إلى مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية، وساعدت في حل الكثير من المشاكل دون مقابل مادي".

"مشاكل دلوقتى مختلفتش عن زمان"، هكذا وصفت واصف طبيعة المشاكل التى كانت تجدها، "جتلى مشاكل مثل زنا المحارم، لكن مكنتش بعرضها كتير".

تعددت المشاكل أمام واصف، لكن مشاكل الفقر أكثر ما تأثرت به، وأحيانا كانت تلجأ إلى استشارة أقاربها في حلها "لما كنت بشوف واحدة متخرجة ومعندهاش لا أهل ولا سكن، كنت ببقى عاوزة أجبها تعيش معايا، وكنت بتراجع عن القرار بسبب نصائح أقاربي"، بالإضافة إلي دور والدها في حل بعض المشاكل المتعلقة بالأبوة "عرضت عليه مشكلة بنت كانت بتشتغل وبابها بياخد فلوسها علشان يسكر بيها، وكان رده أن الأب مياخدوش من بينته فلوس، والبنت دى متدلهوش فلوس تاني، وكان رأيه متشابه مع رأي الخبراء".

احتكاك واصف بالمشاكل الاجتماعية، كان سبب في رفع الكثير من القضايا"كنت بقول الأحرف الأولى من الأسماء، فكانوا يرفعوا عليا قضية لكن كسبت كل القضايا".

استمرت واصف في تقديم البرنامج لمدة ثلاثة عقود، إلي أن توقفت ليفتح الباب أمام الأجيال القادمة في تقديم مثل هذه النوعية من البرامج، مثل برنامج "بين الناس" للإعلامي جمال الشاعر "جمال كلمني واستئذني في الفكرة، وقولتله لو الفكرة بتاعتي فالتلفزيون ملك الدولة، واحنا أجيال بنسلم لبعض، ووافقت بالفعل".

رغم ابتعاد واصف عن الشاشة مدة طويلة، إلا أن معرفتها بـ"حلالة المشاكل" لم تتوقف بعد، ومازال يلجأ البعض لحل مشاكلهم "من قريب واحدة كلمتني على التليفون الساعة 12 بليل، فى البداية قالتلى متقفليش السكة، قولتلها أنتى بتستجدنى بيا وأنا مقدرش أعمل كدا، وكانت المشكلة بينها وبين زوجها، وطلبت منها أكلمه، وفضلت معاهم لغاية ما حلينا المشكلة بالتليفون".

مشوار واصف فى تقديم البرامج، لم يقتصر على حياتي، لكنها قدمت برنامج "ربيع العمر"، الذي اهتم بمعالجة أمراض كبار السن، لكن رفض ظهور واصف بوجهها كان سبب فى عدم استكمال البرنامج.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل