المحتوى الرئيسى

تفاصيل الساعات الأولى من البث الإذاعي الأول للإذاعة المصرية

02/13 11:56

في تمام الساعة الخامسة والنصف، من مساء الخميس 31 مايو 1934، اجتمعت العائلات المصرية والعربية حول المذياع في مشهد محاط بمشاعر الترقب والحماس لانطلاق الإذاعة الرسمية الأولى في مصر، ليطل الإذاعي أحمد سالم بصوته الرخيم وأدائه المتزن، قائلاً: "هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.. هنا القاهرة"، لتحمل تلك المقولة في طياتها وعوداً بجولاتٍ معرفية وترفيهية داومت الإذاعة المصرية على منحها لمستمعيها الأوفياء.

"4 شارع الشريفين بحي وسط القاهرة"، المقر الأول للإذاعة المصرية، الملقب بـ"دار الإذاعة"، الذي شهد احتفالية ضخمة ضمت أبرز رموز مصر الدينية والفنية والأدبية، ما أظهر التوازن الذي تمتعت به الشخصية المصرية في ذلك العصر.

بتلاوة قرآنية لآيات من سورة الفتح، افتتح "قيثارة السماء"، الشيخ محمد رفعت بصوته العذب وقراءته المتأنية، الحفل، بعدما استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن إمكانية إذاعة القرآن الكريم، فأخبره بجواز ذلك، ما دفعه للبدء بالآية الكريمة "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا"، ليصبح أول قارئ للقرآن في الإذاعة المصرية.

لم تُعق الجدران الأربعة بغرفة الإذاعة، كوكب الشرق، أن تشدو واحدة من أعذب قصائدها، بعنوان "يا غائباً عن عيوني"، التي حملت توقيع رفقاء دربها "رامي والقصبجي"، مرددة: "يا غائباً عن عيوني وحاضراً في خيالي.. تعال هدّي شجوني طالت عليّ الليالي.. تعال آنس فؤادي تعال سامر سهادي"، لتطرب محبيها، متجاهلة ضآلة أجرها الذي بلغ 25 جنيهاً حينها.

بكلمات تفيض بالشوق والحنين للشاعر أحمد رامي أيضاً، استكمل الموسيقار محمد عبدالوهاب الوصلة الغنائية بأغنية "ذكرى الغرام"، قائلاً: "آه يا ذكرى الغرام نسيت عيني المنام.. كلما قل نصيبي من رضا قلب حبيبي.. خطر الماضي ببالي ورأت عين خيالي .. ما توّلى من هناء ونعيم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل