المحتوى الرئيسى

مريم حنا تكتب: ماذا تريد حواء من آدم ؟ | الفيومية

02/12 17:43

الرئيسيه » رأي » مريم حنا تكتب: ماذا تريد حواء من آدم ؟

سؤال معقد لطالما راود ذهن الرجل ، على الرغم من سهولة الإجابة عليه، لكن في حال واحد فقط، وهو إذا تمكن الرجل من فهم طبيعة المرأة، حينها سيمكنه وبكل بساطة معرفة إحتياجات الأنثى، وسأتناول هنا قصة فيلم “أكاذيب حواء” والذي تدور أحداثه باختصار حول “وفاء” زوجة تعاني من إهمال زوجها لها مما جعلها تلجأ لحيلة ذكية، حيث تدَّعي أن جوزها السابق المتوفي لا زال على قيد الحياة، وإنه عاد ليستردها إليه مما يشعل الغيرة في قلب زوجها الحالي “كمال”، ويدخل في منافسة مع زوجها السابق، ويسعى كلٌ منهما لكسب قلبها والفوز بها ، وهذا بالطبع يصب في صالح الزوجة التي بدأت تشعر بعودة اهتمام زوجها بها بعد إهماله لها.

على الرغم من أن أحداث الفيلم تدور في قالب كوميدي إلا أنها تناولت قضية مهمة مثيرة للاهتمام منتشرة في مجتمعاتنا الشرقية على وجه التحديد، وتعاني منها معظم النساء الشرقيات، وتؤثر بالتالي بالسلب على استقرار الأسرة، ولا أبالغ إذا قلت أنها قد تدمر الحياة الزوجية ألا وهي “الإهمال الزوجي.”

كنت أشاهد برنامج على إحدى الفضائيات وكان ضيف الحلقة الفنان “شريف منير” الذي وجهت له المذيعة سؤال عن مدى اهتمامه بزوجته، وعن رأيه في المرأة بشكل عام ، فأعجبتني جداً إجابته المختصرة المفيدة والتي كانت ” أنا مؤمن تماماً إن الست لازم تدلع كل يوم”

إجابة مكونة من كلمتين أو ثلاثة، لكن فيهم الفائدة، وإن دلت على شيء فتدل على وعي هذا الرجل وثقافته وذكائه الزوجي، لأن الزواج أيضاً يحتاج إلى ذكاء من كلا الطرفين في التعامل مع الطرف الآخر، وإن كنت هنا أتحدث بشكل محدد عن ذكاء الرجل في التعامل مع زوجته فكم من زوجات يعشن هذه المأساة.

فالرجل قبل الزواج يمطر حبيبته أو خطيبته بمعسول الكلام، ويهتم بأدق تفاصيلها ويكون حريص كل الحرص على إسعادها وتلبية كل رغباتها، والخروج معها للتنزه وكل ما يمكن أن يفعله من أجلها يفعله دون تردد، وما إن يتزوجها ويطمئن أنها أصبحت ملكاً له حتى يبدأ تدريجياً في إهمالها ولا يعد يهتم بها مثلما كان يفعل قبل الزواج متناسياً عن قصدٍ أو جهل أن المرأة كالزهرة تحتاج للإرتواء كل يوم وأنه إن أهملها سوف تذبل مع الوقت.

ليس هذا فحسب لكن قد تحدث الكارثة الأكبر وهي أن تجد الاهتمام من شخص آخر يحاول التقرب منها والتودد إليها فيجدها تربة خصبة لكنها مشققة فيبدأ بتغذيتها وإشباع احتياجاتها من اهتمام ومغازلة وحتى مشاركتها اهتماماتها وما شابه ، فتقع المسكينة فريسة لصائد ماهر عرف متى وكيف يقتنص الفرصة وينقض على فريسته.

الغريب في الموضوع ولأننا بالطبع نعيش في مجتمع ذكوري فإن هذا المجتمع الظالم لا يرحمها ولا يتركها لشأنها بل على العكس يبدأ في إلقاء اللوم عليها ووصفها ب “الخائنة” وترك المتسبب الرئيسي والمسئول الأول عن هذه الخيانة وهو “الزوج” فلو أنه لم يهمل زوجته من البداية ما كانت أعطت فرصة لرجل آخر بالتقرب منها.

طبعاً أنا لا أعمم فلكل قاعدة شواذ فهناك نساء برغم ما تعانيه من إهمال زوجي إلا أنها تظل متماسكة وتعرف كيف تصون نفسها وتحافظ على كرامة زوجها وكرامتها برغم الضغوطات التي تنصب عليها من كل اتجاه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل