اقتصاديون: انخفاض الدولار «مؤقت» لحين مغادرة بعثة صندوق النقد

تباينت وجهات نظر المحللين الاقتصاديين والمصرفيين حول أسباب انخفاض الدولار أمام الجنيه في الأيام السابقة والتي قارب 17 جنيهًا مع توقعات بمزيد من الانخفاض الأيام القادمة.

قالت الدكتورة عليا المهدي أستاذ الاقتصاد وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، إن أهم أسباب انخفاض الدولار دخول دولارات للدولة من إصدار السندات الدولارية، مؤكدة أنه مصدر هام وسند للسوق، لكنها تعد التزامات دولية علينا وليست هيكلية.

وأشارت المهدي لـ"التحرير" إلى أن من بين أسباب زيادة الدولار ومن ثم انخفاضه هي العوائق التي وضعتها الدولة على الاستيراد، بالاضافة إلى زيادة الحصيلة من الصادرات موضحة أن زيادة الصادرات هي المؤشر الإيجابي الافضل في تلك الإجراءات السابقة.

ولفتت إلى أن السندات سوف تزيد من الأعباء الاقتصادية في المرحلة القادمة لاسيما وأن هناك مليار و750 مليون دولار مقرر سدادهم بفوائد مرتفعة جداً خلال 5 سنوات وهو ما يمثل عبئا كبيرا على الأجيال الحالية والقادمة.

وقال المحلل المصرفي وائل النحاس، إن سبب خفض الدولار أمام الجنيه وهمي واضعًا في الاعـتبار زيارة وفد صندوق النقد الدولي لمصر يوم 18 من الشهر الجاري، موضحاً أن الصندوق قال إن الجنيه انخفض أكثر مما كانوا يتوقعون أمام الدولار لذلك تحاول الحكومة أن ترفع الجنيه قليلا قبل الزيارة القادمة.

وتابع قائلا: منذ قرار التعويم و90 % من المستوردين متوقفين عن الاستيراد ومع ذلك الدولار عند 18 جنيهًا، ومعظم الصناعات الموجودة في مصر متوقفة ولا يزال الدولار عند 18 جنيهًا"، مشيرا إلى أن المستثمرين يهددون بسحب استثماراتهم من مصر منذ قرار التعويم ومنهم شركة دانة للبترول التي لم تحصل على مستحقاتها فضلا عن خروج المستثر الصيني من العاصمة الإدارية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور مدحت نافع المحلل المالي، أن هذا الانخفاض مرتبط بمرور الفترة الساخنة من التسابق على الحصول على دولارات، من أجل تحويل أرباح الشركات الأجنبية العاملة في مِصر، وكذلك تثبيت سعر الدولار الجمركي، بالإضافة إلى أن البنك المركزي، الذي يعد أحد المُشترين الكبار، قد توقف عن الشراء لفترة ما ".