المحتوى الرئيسى

"أحمد بهاء الدين"..."أخر الرجال المحترمين "

02/12 14:12

"لا يمكن أن نعيد للعقل مكانته في نفوسنا.. أذا بقينا نسخر من الكلمات الداعية إلي استعمال هذا العقل" .. هكذا كان يعبر الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين الذى يمثل نسيجا وحده في الصحافة والسياسة, وعنوانا علي الكتابة الراقية, فلم يتغير تبعا لتغير الحكام, حيث كانت  كتابته تشبه النهر صافية, عذبة, وتعرف طريقها جيدا إلي عقل الحاكم وقلب القاريء.

ولد  أحمد بهاء الدين في  الإسكندرية في 11 فبراير عام 1927 كان رئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام ومجلة العربي الكويتية (1976 - 1982)، وكان يكتب المقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية, حيث كان والده يعمل بوزارة الأوقاف بالإسكندرية، وهو من أسرة تعود لقرية الدوير بمركز صدفا في محافظة أسيوط.

تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) عام 1946 وقد كان أحد أصغر رؤساء التحرير حين توليه رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957.

عندما قامت ثورة يوليو1952 جاء كتابه فاروق ملكا كاشفا لحجم الفساد والاستبداد الذي عاشت فيه مصر, وكان أول من هاجم عشوائية سياسة الانفتاح الاقتصادي المتبعة في عهد السادات وذلك بمقاله الأشهر "السداح مداح" وذلك أثناء رئاسته لتحرير الأهرام الجريدة الحكومية شبه الرسمية,

وعندما حدث غزو العراق للكويت1990 لم يتحمل الضربة القاصمة للقومية العربية التي آمن بها ودخل في غيبوبة استمرت ست سنوات حتي توفى فى  أغسطس1996 بعد صراع مع المرض .

كتب عنه الراحل محمد حسنين هيكل: اعترف أنني طوال أزمة وحرب الخليج لم أفتقد رأيا كما افتقدت رأي أحمد بهاء الدين. وفي وسط الطوفان العارم الذي ساح فيه الحبر علي الورق أكثر مما ساح من الدم في ميادين القتال, فإن كلمة أحمد بهاء الدين كانت هي الشعاع الوحيد الغائب في وهج النار والحريق. كان الكل حاضرين, وكان وحده البعيد مع أنه كان الأقرب إلي الحقيقة والأكثر قدرة علي النفاذ إلي جوهرها وصميمها.

وأَضاف هيكل "لم يكن ابتعاده الاضطراري مجرد خسارة للعقل المتوازن في أزمة جامحة, ولكن الخسارة كانت أكبر لأن معرفته ببؤرة الصراع وكانت أدق وأعمق بحكم أنه قضي خمس سنوات من عمره مهاجرا بعمله وقلمه للكويت, ومن هناك أطل علي الخليج كله ورأي ودرس وفهم بعمق كما هي عادته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل