المحتوى الرئيسى

في العراق| الصدر يصطدم بالعبادي في المنطقة الخضراء.. لماذا الآن؟

02/12 13:19

من جديد عادت شوارع بغداد إلى الاشتعال بعد الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إلى أتباعه بالنزول إلى ساحات العاصمة العراقية والتظاهر فيها، لاسيما ساحة التحرير، رفضًا لقانون الانتخابات التشريعية الجديد.

احتجاجات الصدر والتي وصفت بالأكثر دموية منذ سنوات، أربكت الشارع العراقي بحسب رؤى البعض، وقوبلت بعصا أمنية شديدة، حيث قُتل وجرح عدد من المتظاهرين خلال فض مظاهرة حاشدة نظمها أنصار الصدر قرب المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد.

أنصار التيار الصدري لبوا دعوة زعيمهم الأربعاء الماضي، وخرجوا بالآلاف للتظاهر في بغداد مطالبين بتشكيل لجنة مستقلة: بعيدًا عن الانتماءات السياسية، للإشراف على الانتخابات المقبلة، وتغيير القانون الانتخابي للابتعاد به عمّا سموه المحاصصة الطائفية والمال السياسي وشراء الأصوات، متوعدين بمظاهرة أكبر وتحرك شعبي أوسع إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

ومع استمرار "التجاهل" الحكومي لمطالبهم، عاود زعيم التيار دعوة أنصاره للتظاهر، السبت، في ساحة التحرير ببغداد، في مظاهرة وصفت "بالمليونية" حشد لها المزيد من الأنصار من المحافظات الجنوبية ذات الكثافة الشيعية.

عقيل الرائي الناشط السياسي العراقي قال إن ما يحدث في بغداد الآن ليس بعيدا عن أصابع إيران، فطهران هي من تدير العراق فعليا، سواء مع المالكي أو مع العبادي.

وأضاف لـ"مصر العربية" يصنع القرار العراقي بيد روحاني وحرسه الثوري، لذلك فما يقال عن صدام بين البيت الشيعي كلام مغلوط، فما يحدث كله "مناورة إيرانية"، لإرغام غالبية أعضاء البيت الشيعي العراقي لتنفيذ قرارات إيران، سواء في الجيش أو الحكومة.

وتابع: "الصدام الصدري مع الأمن العراقي متوقع، فلدى الأخير هاجس من اقتحام أنصار الصدر للمقرات الحكومية كما حدث قبل أشهر حين اقتحم البرلمان والمؤسسات الحكومية، قائلا: "ما يحدث شبيه لما سيحدث بعد معركة الموصل، وقرب التسوية السياسية، فالجميع حينها سيلعب على فرض قوته وأجندته، ولن يهمه المواطن العراقي.

وأنهى الرائي كلامه، أن الاقتسام السياسي والمحاصصة ستحكم العراق بعد معركة الموصل، فثمة نية مبيتة لفرض الشكل السياسي للعراق.

الكاتب والإعلامي العراقي عامر السامرائي اعتبر، أن "كثيراً من المتابعين للشأن العراقي يعتقدون أن ممارسات وسلوك زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، فيها كثير من الغموض والضبابية لكثرة تقلباته وعدم الثبات في مطالبه السياسية".

ويوضح السامرائي أنه "في الوقت الذي يطالب فيه مقتدى الصدر الحكومة العراقية بالإصلاح، نجد أن التيار الذي يتزعمه يمتلك أربعة وثلاثين مقعداً في مجلس النواب، وثلاثة وأربعين مقعداً في المجالس المحلية، فضلاً عن ثلاث وزارات في الحكومة، ما يعني أن التيار الصدري هو جزء كبير وفاعل في منظومة الفساد والفشل في إدارة الدولة، اللذين يتظاهر أتباعه ضدهما".

وعليه، يؤكد السامرائي أنه "يتوهم كثيرون أن الصدر يشكل فرصة لرئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، لإيجاد التوازن مع القوى السياسيّة الأخرى، عبر استخدام الشارع في تمرير الإصلاحات الّتي من شأنها أن تحرر العبادي من هيمنة الأحزاب".

ويتوقع الكاتب العراقي عامر السامرائي أن يكون "تبني مقتدى الصدر لحركة الاحتجاجات في سياق التغطية على الفساد من جهة، واستغلال حركة الاحتجاجات بهدف توسيع دائرة نفوذه، ومن ثمّ تحويله إلى زعيم بلا منازع في الساحة السياسية العراقية، من جهة ثانية، مستغلاً بذلك القاعدة الشعبية التي ورثها عن أسرته الدينيّة المتنفذة في الأوساط الشعبيّة". وفقا للخليج أونلاين.

وبالأمس، قُتل وجرح عدد من المتظاهرين من أنصار التيار الصدري ورجال الشرطة خلال فض مظاهرة حاشدة نظموها السبت قرب المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات.

وحمّل مقتدى الصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسؤولية ما حدث، وطالب الأمم المتحدة بالتدخل لحماية المتظاهرين.

كما حمّلت الهيئة السياسية للتيار الصدري بعثة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في العراق مسؤولية التحقق من مطالب الجماهير العادلة، وكيف جوبهت بخرق مبادئ حقوق الإنسان والتعدي على المتظاهرين.

وأضافت الهيئة أنه يوما بعد آخر يثبت المتشبثون بالسلطة أن سلطتهم ومكاسبهم أهم عندهم من نداءات شعبهم ودمه المراق في طريق الإصلاح. ورأت أنهم لا يستحقون حكم البلاد وإدارتها لأنهم استهانوا بمعاناة الشعب الطويلة وبمطالبه المحقة من أجل حياة كريمة.

وأكدت الهيئة أن الشعب يطالب بالإصلاح وبمفوضية مستقلة وانتخابات شفافة ونزيهة وعادلة، كما حمل التيار الصدري الحكومةَ مسؤولية التحقيق في قتل المدنيين العزل والحفاظ على سلامة الجرحى.

من جهة ثانية قالت خلية الإعلام الحربي العراقية إن عددا من صواريخ الكاتيوشا سقطت على المنطقة الخضراء ومحيطها مساء السبت، بينما أعلن زعيم التيار الصدري أنه سيكون براء من أي شخص يستخدم العنف، وذلك بعد يوم دام في بغداد سقط فيه عشرات القتلى والجرحى.

وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة إن "العديد من صواريخ كاتيوشا أطلقت من منطقتي البلديات وشارع فلسطين وسقطت في المنطقة الخضراء". وتقع هاتان المنطقتان شمال بغداد وعلى الجانب الآخر من نهر دجلة الذي يعبر المدينة.

وكان البرلمان العراقي شكّل ما سمّاه "لجنة خبراء" لاختيار مفوضية جديدة للانتخابات، بعد نهاية فترة المفوضية الحالية في (سبتمبر) المقبل، فيما ترددت أنباء عن احتمال تمديد عمل المفوضية الحالية إلى ما بعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات في الشهر نفسه، والانتخابات العامة في (أبريل) 2018.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل