«بوديموس».. نازح على طرقات الانقسام في إسبانيا

شهد  حزب بوديموس الإسباني اليساري صعودًا سريعًا على الساحة السياسية الإسبانية عقب الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2014 ضد التقشف.

وعلى ضوء هذا الصعود، يعقد حزب بوديموس الإسباني اليساري مؤتمرًا سيقرر المستقبل السياسي لزعيمه بابلو إيجليسياس، حيث التقى آلاف الناشطين من حزب "بوديموس" الراديكالي أمس السبت، في مدريد مرددين كلمة "وحدة"،  في مؤتمر سيقرر المستقبل السياسي لزعيمه بابلو إيجليسياس بعد أشهر من الخلافات الداخلية.

ويلاقي حزب بوديموس شعبية كبيرة لكنه يشهد انقسامًا داخليًا بعد صعوده السريع إلى الساحة السياسية المحلية، وحاول قادته أمس السبت، إنهاء هذه الانقسامات، وقال إيجليسياس أمام جماهير شديدة الحماسة "علينا ألا ننسى أصلنا وأن المقاعد ليست ملكًا لنا بل للشعب".

في يناير الماضي، قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، أن وحدة مكافحة الجريمة الاقتصادية والمالية التابعة للشرطة الإسبانية قامت بالتحقيق حول حقيقة تمويل إيران لحزب بوديموس اليسارى، بطريقة غير قانونية عن طريق شركات للإنتاج السمعي البصري الإيرانية في إسبانيا.

وأكدت الصحيفة أن إيران قالت إنها تمول زعيم حزب بوديموس الإسباني بابلو إيجليسياس بـ 5 مليون يورو، مشيرة إلى أن طهران تستخدم شركة إنتاج الجمعية الثقافية لتمويل إجليسياس مقابل تقديم البرنامج التليفزيوني "فورت أباتشي" الذي يقدمه إجليسياس وتتلقى الجمعية على كل حلقة من برنامج البرنامج 15 ألف يورو.

وأوضحت الصحيفة أن الشرطة بدأت تحقيقتها، مضيفة أن الاستخبارات الإسبانية تلقت وثائق أثبت أن إيجليسياس استفاد من مدفوعات مباشرة من الشركة السمعية البصرية الإيرانية 360 Global Media الخاصة في إسبانيا.

كشفت التحقيقات أن "شركة 360 Global Media، وبقية شركات زادة عظيمي (رجل أعمال إيراني)، كانت تعطي فواتير مضخمة منذ عام 2013، لشركات تابعة لزعماء بوديموس، مقابل تقديم خدمات وهمية في المجال السمعي البصري، وتحويل المساعدات إلى الحزب بشكل غير قانوني، وقد استفادت هذه الشركات التابعة لقادة حزب بوديموس بحوالي 5 مليون يورو.

وفرض حزب "بوديموس" الإسباني، المحسوب على اليسار الراديكالي، نفسه كثالث قوة سياسية في إسبانيا بموجب نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر الماضي، وأُعلن بذلك نهاية عقود من التناوب السياسي بين الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي.

وهو حزب ظهر على أنقاض حركة "الغاضبين" التي تأثرت بـ"الربيع العربي".

برز حزب "بوديموس" في إسبانيا بفضل أزمة غير مسبوقة لم تطل الاقتصاد فحسب بل أيضا المؤسسات التي نخرها الفساد الذي طال الأحزاب التقليدية والشركات الكبرى والنقابات وحتى ابنة الملك خوان كارلوس.

واستفاد "بوديموس" من "حركة الغاضبين"، التي تأثرت بأحداث "الربيع العربي"، وانتشرت في عموم إسبانيا، وتشكل الحزب على أنقاضها من قبل مجموعة من الشباب الناشطين بزعامة بابلو إغليسياس الذي يترأس الحزب.