المحتوى الرئيسى

الإعلام بعد 6 سنوات من تنحي مبارك: شاشة بلا ثوار | المصري اليوم

02/12 02:18

تحديات وتحولات عاشها الإعلام المصرى طوال 6 سنوات، منذ تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 حتى الآن. التغيير هو الشعار الأقوى فى المشهد الإعلامى طوال هذه السنوات على مستوى الشكل والمضمون والإعلاميين. لا يعترف التغيير بمؤيد لنظام أو ثائر ضده، فالكل أمام مقصلة التغيير سواء.

عدد غير قليل من الإعلاميين يجلسون، الآن، فى منازلهم يراقبون الوضع من مقاعد المتفرجين، بعدما كانوا يساهمون بآرائهم فى رسم الصورة. القنوات ابتعدت ببرامجها عن السياسة، وقررت زيادة جرعة الترفيه، وهو ما يؤكده خبراء الإعلام فى رصدهم الشاشة التليفزيونية فى 2017.

اختفت الثورة ومذيعوها وعدد من الإعلاميين المؤيدين لنظام مبارك من خريطة الإعلام وبرامجه. قنوات أغلقت أبوابها وأخرى دخلت فى مزاد البيع والشراء. أزمات اقتصادية وسياسية تسببت فى انهيار كيان إعلامى ضخم مثل ماسبيرو الذى ينتظر العاملون فيه رصاصة الرحمة ويتعلقون بقبلة حياة يمكن أن تمنحها له الدولة.

يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام الدولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الممارسات الإعلامية الحالية هدفها الهدم، وهناك عدد كبير من القنوات الفضائية انكمش دورها أمام تزايد عدد البرامج التى تقوم على التجميل والنفاق والتناول الأُحادى الجانب، وقال: الإعلام غاب عن شرح القضايا الاقتصادية التى نمر بها وغاب دوره عن شرح وتفسير وتبرير الخطاب الاقتصادى للسنوات الثلاث الماضية. وأن هناك سؤالاً مثاراً وهو ماذا قدم الإعلام الحالى؟ فهل قدم إعلاماً جاداً، خاصة أن الأسعار ارتفعت ووصلت إلى ثلاثة أضعاف، وما رسالة الإعلام الحقيقية؟. وهل معنى أننا نؤيد 30 يونيو أن نتجاهل تمامًا الإشارة إلى ثورة 25 يناير وكأننا بدأنا فى نسيان التاريخ مبكرًا.

وأضاف: الشباب صاحب الـ15 عامًا يشاهد الإعلام الحالى، ولن ينسى أن هناك ثورة اندلعت منذ 6 سنوات، وهل معنى ذلك أننا إعلاميًا ننهى مشاركة الإخوان، مندهشًا أن الإعلام تجاهل فى ذكرى 25 يناير عرض أى أشياء خاصة عنها سواء مشهد أو أغنية أو شعار تم ترديده، لافتًا إلى أنه لم يظهر شخص واحد من أبناء يناير على الشاشة.

وانتقد «العالم» التجاهل المتعمد للثورة، وتابع: من الممكن أن نتجاهل أحداثا تاريخية مرت عليها 50 سنة لكن ليس من المعقول أن نتجاهل حدثاً عُمره الزمنى 6 سنوات، وللأسف فقد الإعلام مصداقيته تمامًا.

ويعرب «العالم» عن اندهاشه من قفز الإعلام من مرحلة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ليصل إلى 30 يونيو دون أن نقف على ثورة 25 يناير، فهذا أمر لا يجوز، وواصل: ليس معنى وجود تخوفات من وقوع أحداث فى 25 يناير الماضى أن نتجاهل تلك الفترة، فكان يجب على القنوات أن تقوم بالحكى فقط عنها حتى ولو بتفاصيل بسيطة، لأن الجميع راصد لتلك المرحلة التاريخية التى مرت بها مصر. وأكد الدكتور صفوت العالم، أن الأداء الحالى للإعلاميين مرتبك لا توجد به انطلاقات صادقة ولكنها مفتعلة، وذلك بسبب الخطوط الحمراء، وقال: الملفت للنظر كان مشهد مباراة مصر وغانا والتى تزامنت مع الاحتفال بذكرى 25 يناير، وأن الإعلاميين قاموا بتغطية المباراة باستضافة نقاد رياضيين فى برامج سياسية، وأن هذا كله يُعد مسلكا لهروب مفتعل من الواقع، وأنه لا يقلل من كرة القدم ولكن الأحداث الحقيقية التى عاشها المصريون كان من المفترض أن تعرض على الشاشة.

وأضاف: الإعلام فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يعتمد على التوثيق، حتى أنه أراد أن يؤسس للمرحلة ثقافيًا وتاريخيًا، وعلى الرغم من أن إعلام «ناصر» كان أُحادى الرأى، لكن كانت لديه مرحلة تحول، فيجب حاليًا أن ننتبه إلى أن خطاب الرئيس يجب أن يعتمد على الاستمالات الإقناعية التى يجب أن تُقال فى الإعلام لتكون مقنعة. من جانبها أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، أنه من الأمانة أن نقول أن الإعلام قبل ثورة 25 يناير كانت لديه مساحة واسعة من الرأى وحرية التعبير لدرجة أنها وصلت إلى الرئيس نفسه آنذاك.

وقالت: رغم أن البرامج فى ذلك الوقت كانت قليلة العدد لكنها كانت الأكثر استضافة لكافة الشخصيات دون محاذير، وأن هذه المساحة التى أٌتيحت للاعلام أحدثت حالة من الحراك المصرى لدرجة أن الإعلام الدولى بدأ يتغير وظهرت فى تلك الفترة برامج جديدة مثل «البيت بيتك» وبرامج أخرى، فكانت هناك استجابة للحالة التى كان عليها الإعلام والذى كان يرفض أشياء كثيرة متواجدة فى البلد وقتها.

وتابعت أنها تعتبر أن الإعلام لعب دورًا مهمًا قبل ثورة يناير، ومنها «السوشيال ميديا» التى لعبت دورًا من خلال تفاعل الجروبات مثل «كلنا خالد سعيد»، وجروبات أخرى، حشدت للمصريين للنزول فى يناير، بالإضافة إلى عدد من المدونين عبر صفحاتهم فلعبوا دورًا مهمًا لكنها لم تكن الدور الأكبر، لكن من المؤكد أن المصريين وقتها لم يكن استخدامهم للإنترنت بنفس القدر الذى يستخدمونه به الآن.

وأشارت إلى أن الكثير من المصريين لا يستخدمون السوشيال ميديا، ولكن استخدامها كان محصورًا لقطاع معين من الشباب فى المدونات، والجروبات، والحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، ورغم صدور عدد من الدراسات والبحوث عن تلك الفترة، ولكن هناك الكثير عنها لم يتكشف حتى الآن.

وأضافت: لا يستطيع شخص أن ينكر أن هذه الفترة قاربت بين الناس وجعلت هناك حالة من الحوار المجتمعى بهدف إحداث تغيير وكان السائد إطلاق القنوات الدينية لاستقطاب المصريين البسطاء المتدينين بطبعهم، واستجاب البعض منهم إلى هذه الأفكار المتطرفة فى رؤيتها وظهرت بشكل كبير واستمرت إلى ما بعد 25 يناير ولعبت دورًا، فأسفرت عن إحداث حالة فى الإعلام بها كثير من الفوضى ليس لها ضوابط، بالإضافة إلى وجود عدد من القنوات العربية التى انطلقت وفق أجندات خاصة واستغلت ذلك برؤى وأهداف لا يعلمها سواها.

وذكرت «عبدالمجيد» أنه بعد ثورة 25 يناير كان هناك أمل فى التغيير الإعلامى، وقالت: التغيير الذى حدث فرض علينا تساؤلاً لم نجد له حينها إجابة وافية، وهو أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ظهرت قنوات كثيرة بتمويل ضخم، فكان لابد وأن تثار علامات استفهام من أين جاء هذا التمويل؟ ولماذا ظهر فى هذا التوقيت؟

وتابعت: معالجة الأحداث بعد الثورة، خاصة فى المظاهرات، وأحداث ماسبيرو، ومحمد محمود، لعبت دورًا غير مدروس وغير واع، وكان المقصود منها إلهاء الناس بصورة متواصلة ومستمرة وهذا ليس جيداً فجعلتنا ألا ننتقل إلى المرحلة الصحيحة والمضبوطة التى كنا نأملها.

وأشارت إلى أن النظام الإعلامى هو مرآة للنظام السياسى، فعشنا ما بين بعد الثورة والتغييرات السريعة سواء من خلال تغيير الحكومات والوزارات منذ فترة إدارة المجلس العسكرى لشؤون البلاد ثم الهجمة الشرسة على الجماعات الإسلامية والإخوان، وواصلت: كل هذه التنقلات فى النظام السياسى والاقتصادى انعكس سلبًا على الإعلام لأنه لم ينتقل بالشكل السليم والمأمول، ورغم كثرة القنوات والإعلاميين لكن التأثير فى كثير من الأحيان غير متعدد ولا يساعد على توضيح الصورة للمجتمع

وإن ما كان متواجداً فى الإعلام هو الحشد والتعبئة من كل الأطياف فنتج عنها أن المواطن وجد نفسه ممزقًا، وأوضحت أنه فى فترة ما قبل ثورة 30 يونيو حدثت حالة حشد ضد حكم الإخوان ولعب الإعلام دورًا مهمًا فيها، وهنا نعنى الإعلام الجماهيرى، وليس السوشيال ميديا، وذلك بهدف الخوف على هوية الوطن.

وشددت «عبدالمجيد» على أننا ننتظر الاستقرار الإعلامى وفقًا للدستور الجديد، ونحتاج وقتا حتى تسير الأمور وتأخذ وضعها حتى تظهر ملامحه كنظام وليس كاتجاهات مفتتة.

ويؤكد الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، أن تأثير ثورة 25 يناير على الإعلام له 4 زوايا، موضحًا أنه علينا أن ننظر للموضوع بأن هناك نقاطاً إيجابية فى المشهد تحققت منها، أنه أصبح لدينا دستور 2014، وأنه لأول مرة فى مصر أصبح لدينا أساس دستورى يؤسس استقلالية وسائل الإعلام عن السلطتين التشريعية والتنفيذية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل