المحتوى الرئيسى

"ملاك الرحمة" سمَّمه لينشر نعيه في الجرائد الصباحية لا المسائية.. مشاهير جاء مقتلهم على أيدي أطبائهم!

02/12 00:33

سخرية القدر ليس لها نهاية، ففي حين يُفتَرَض من الطبيب أن يكون هو ملاك الرحمة المُنتَظَر، والذي نبحث عن النجاة على يديه، هناك بعض المشاهير الذين كان حظهم عاثراً بما يكفي لأن تأتي وفاتهم على أيدي الأطباء الخاصين بهم.

وفي هذا التقرير نستعرض بعض هؤلاء:

1- إدوارد غيبون (1737 - 1794)

هو مؤرخ إنكليزي شهير، وصاحب كتاب The History of the Decline and Fall of the Roman Empire (اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها) الذي يُعتبر أحد أهم المراجع التي تناولت ذلك الموضوع، وقد قدّمه في 6 أجزاء كتبها بين عامي 1776 و 1788.

وقد عانى إدوارد من تورم الخصيتين طويلاً، ما سبب له مشكلات صحية وآلاماً هائلة جعلته يلجأ للعمليات الجراحية التي استنزفته جسمانياً دون أن تحقق له الشفاء.

وبقدر ما بدا الأمر وقتها مُهيناً بعض الشيء أو مُحرجاً فضلاً عن الجانب المَرضي والمؤلم من الحكاية، إلا أن ذلك لم يجعل إدوارد ييأس أو يتوقف عن العلاج، بل قام بتكرار اللجوء للعمليات الجراحية أكثر من مرة لتتسبَّب إحدى العمليات بالنهاية في إصابته بعدوى أدت إلى وفاته.

2- جورج واشنطن (1732 - 1799)

بالنظر إلى كل الاحتمالات المَرَضية الكثيرة التي يُمكن أن تُصيبنا فُتحدِث بنا سوءاً لا يُحمَد عقباه، لن يأتي في بالنا بالطبع أن يكون التهاب الحلق أحدها.

كان هذا هو ما حدث مع جورج واشنطن -أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية- الذي ذهب لامتطاء جواده في 12 ديسمبر/كانون الأول 1799 وتحديداً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، لسوء الحظ كان الثلج يتساقط بكثافة في هذا اليوم، وهو ما أدى إلى تبلل ملابسه، الأكثر سوءاً كان ذهابه للعشاء فيما بعد دون تغييرها، ما أصابه بالتهاب في الحلق، وسرعان ما انتشرت العدوى وتضخمت.

وحين أصبح الوضع غير مستقر منحه الطبيب علاجاً، لكنه لم يُجد نفعاً وتدهورت صحته وحدث له نزيف، وعندما فشل الطبيب في تقديم العلاج المناسب للرئيس، تمت الاستعانة بطبيب آخر حاول سحب السوائل فزاد النزيف، ما دَفَع الطبيب لاستخدام حقنة شرجية نتج عنها حدوث تقيؤ.

كل تلك المحاولات أدت في النهاية لحالة ضعف عام أصابت صحة واشنطن، وتسببت في انتشار العدوى والالتهاب في باقي أجزاء الجسم، وهو ما نتج عنه وفاته فيما بعد في يوم 14 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.

3- أبراهام لينكولن (1809 - 1865)

الرئيس الأميركي لينكولن أحد أشهر الرؤساء الذين تم اغتيالهم، وقد حدث ذلك في 14 أبريل/نيسان 1865 بينما كان الرئيس يقوم بحضور عرض مسرحي بمسرح فورد، إذ قام وقتها الممثل المسرحي جون ويلكس بإطلاق النار من مسافة قريبة جداً على رأس لينكولن، لتُصيبه الرصاصة في مقتل.

في هذه الأثناء كان أحد الموجودين بالمسرح طبيباً جراحاً يُدعى تشارلز ليل، والذي سُرعان ما وصل إلى المقصورة الرئيسية بعد ذيوع خبر اغتيال الرئيس، وقدِم إلى المكان كذلك طبيب آخر يُدعى تشارلز برينرد تود ليقوم الاثنان بالعمل على إزالة التجلطات الدموية كي يستطيع الرئيس معاودة التنفس، وهو ما حدث بالفعل لبعض الوقت، قبل أن يكتشفا أن الرصاصة اخترقت الجمجمة على نحوٍ خطير.

وبالرغم من أن هذا النوع من الإصابات مميت في أغلب الأحوال، إلا أن هناك من نجوا منه، ما طرح تساؤلات لماذا لم يتمكن الأطباء من إنقاذ الرئيس لينكولن؟ خاصةً مع وجود بعض التصريحات الطبية تُفيد بإمكانية إنقاذه باتباع بعض الإجراءات بغض النظر عن المُضاعفات التي كانت لن تلبث أن تحدث بالطبع، لتأتي الإجابة بأن العبث بالجرح في مسرح وقوع الجريمة أدى إلى فَقد الكثير من الدماء وهو ما عَجَّل بحدوث الوفاة.

4- جيمس أبرام غارفيلد (1831- 1881)

أحد رؤساء الولايات المتحدة الأميركية وهو الرئيس غارفيلد تَعَرَّض للاغتيال في عام 1881 ضرباً بالرصاص، ورغم أن الرصاصة استقرت وراء البنكرياس وهي إصابة ليست بالخطيرة، إلا أنها تسببت في وفاته.

ويعود السبب إلى عَبَث الأطباء بالجرح في بداية إصابته دون استخدام أي مواد معقّمة وهو ما أصاب الرئيس بالحمى، إلى جانب تسبب أحد الأطباء -أثناء البحث عن الرصاصة- في إحداث ثقب في كَبِده، ما تسبب فى وفاته بعدها بفترة لم تتجاوز الثمانين يوماً.

5- الملك جورج الخامس (1865 -1936)

بالرغم من الاعتقاد السائد بأن الأثرياء بصفة عامة، والملوك والأمراء والرؤساء بصفة خاصة ينالون الأفضل من كل شيء، ما يجعل من المُتَوَقَّع لهم أن يعيشوا لفترات أطول وأسعد، إلا أنه يبدو أن هناك استثناءات لكل قاعدة.

الملك جورج الخامس، ملك المملكة المتحدة، على سبيل المثال كان يحتضر في آخر أيام حياته لكن في بُطء، وبمُجرد أن دخل في غيبوبة قام طبيبه الخاص، لورد داوسون، بحقنه بجرعة مميتة من مادتي الكوكايين والمورفين لتسريع وفاته، وقد بَرَّر الطبيب قيامه بذلك من أجل أن يُنشَر خبر وفاة الملك في الجرائد الصباحية لا المسائية!

6- سيغموند فرويد (1856 - 1939)

على عكس المتوقع، لم تأت وفاة فرويد نتيجة خطأ ارتكبه طبيبه الخاص، بل حدث ذلك إثر ترتيب مُسبق ومُتفَّق عليه بعد أن أُصيب فرويد بسرطان الفم، نتيجة تدخينه السيجار الذي كان مولعاً به بشراهة.

إذ إنه بسبب معاناته الطويلة من آلام هذا المرض الصعب لمدة تجاوزت الثلاثة عقود، وبعد استفحال المرض ووصوله لمرحلة مستعصية، طلب من طبيبه إنهاء حياته دون ألم ليمنحه الطبيب بالفِعل حقنة مورفين حققت له ما تمناه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل