المحتوى الرئيسى

جنازة ثائر مجهول.. نظرة على ''يناير'' من الشباك

02/11 21:55

عقب ثورة يناير بأشهر، أمسك روجيه أنيس الكاميرا، أعاد النظر لصورة التقطها في الثمانية عشر يوما، كبّر حجمها، تفحّص الوجوه، غير أنه لم يجد أحدا يعرفه. حاول مصور جريدة الشروق تخيل ما سيحدث لو علم هوية الرجل المقتول في الصورة، وبينما ينسج سيناريو الكلمات التي كان سيقولها لأهله، مرّت كواليس التقاطها في عقله.

كان أنيس يعرف عقارا مطلا على ميدان التحرير "بيغطي 3 جوانب للمكان". الصورة الكاملة التي وفّرها المشهد استحقت مغامرة كي يصعد للسطح "كنا بنعدي سواتر لأن العمارة كان فيها سكان مش عايزين صحفيين، وبنطلع سلم خشب خلفي".

تلك التفاصيل مثّلت فقط جزء من الخطر، ففي التاسع والعشرين من يناير أطلق قنّاصة وزارة الداخلية النار في اتجاه المصورين في العقار ومن بينهم أجانب "كانوا فوق الوزارة وشافونا، فنزلنا من السطح واستخبينا في أحد الأدوار وتابعنا من الشبابيك"، وقتها مرّت مسيرة تتحرك خروجا من شارع محمد محمود باتجاه الميدان، وبشكل تلقائي وجّه أنيس الكاميرا ناحيتها.

"انا غطيت في 28 يناير بس مكنتش شفت كمية الدم دي".. جاء ذلك في عقل المصور حينما رأى رجلا في متوسط العمر، مسجيا فوق لوح حديدي، دمه يقطر، ويحمله الجمع الغاضب في مسيرة جنائزية، يتخللها هتافات إسقاط النظام.

لم يملك روجيه وقتا للتردد، لكن ما أن مرت المسيرة حتى أبعد الكاميرا عن عينه متأملا إياها "مكنتش مستوعب إني صورت المشهد". توجه المتظاهرون بالرجل إلى الميدان، داروا به عدة مرات قبل الخروج في اتجاه كوبري عبد المنعم رياض، ثم اختفوا عن الكادر.

مكث المصور داخل العقار من العصر وخرج ليلا، فلم تلحق الصورة بالطبعة الأولى، ثم تاهت بين ازدحام الحكايات وقت الثورة "اتنشرت بعدها في موضوع عن شهداء يناير". تلك النتيجة لم تُرضِ أنيس كثيرا، فشارك بها في مسابقة شعبة الصورة الصحفية لنقابة الصحفيين وفاز بالمركز الثاني عام 2011.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل