المحتوى الرئيسى

أهالي منطقة العبد ''مشردون'' مهددون بالإخلاء القسري: موظف بالحي نصب علينا والآن يطردونا

02/11 20:29

كتب – نانيس البيلي ومصطفى فرحات:

تواجه 138 أسرة بمنطقة العبد بمدينة 15 مايو بحلوان، حاليا، خطر الإخلاء القسري من الشقق التي يعيشون بها منذ 6 سنوات، بعد توجيه جهاز المدينة أكثر من إنذار لهم بإخلاء الشقق واتهامه لهم بالاستيلاء عليها وقت الانفلات الأمني، فيما اتهم الأهالي موظف بالحي بالنصب عليهم وتسليمهم الشقق بدون عقود مقابل 10 آلاف جنيه للشقة، مشيرين إلى تحريرهم محضر برقم 1937 لسنة 2011 ضد المهندس "محمد ع. م." الموظف بالجهاز، اتهموه فيه بالنصب عليهم.

وقال أهالي لـ"مصراوي" إن قوات الشرطة وموظفي الحي يشنون حملات يومية لإخلائهم من الشقق، واتهموا موظف بجهاز مدينة 15 مايو باستغلال منصبه وظروفهم بعد ثورة 25 يناير، وتسليمهم الشقق السكنية بعد تسديدهم مبالغ تراوحت بين 3 آلاف إلى 20 ألف جنيه كمقدم، بدون منحهم أي أوراق رسمية تثبت ملكيتهم للوحدات، مؤكدين أنهم سلموه مبالغ المقدم في مقر جهاز المدينة.

وتبعد مدينة 15 مايو حوالي 5 كيلو متر عن حلوان، ويفصلهما طريق الأوتوستراد، وتضم 36 "مجاورة" يتخللها مساحات خضراء واسعة من النجيل والأشجار، تتسم المدينة بالهدوء والنظام في إنشاء مبانيها، معظم قاطنيها ينتمون للطبقات الاجتماعية المرتفعة وفوق المتوسطة، فيما يميز قاطني المجاورة 12 التي يطلق عليها "منطقة العبد"، سوء أحوالهم المعيشية، بجانب مساحات الشقق الضيقة، والتي تتكون من حجرتين وصالة ضيقة، وتتوزع على 13 عمارة سكنية مكونة من 5 طوابق.

تقول "أشجان" سيدة أربعينية من سكان منطقة العبد، إنها حصلت على شقتها المتنازع عليها بعد الثورة بشهور قليلة، بعدما دفعت 10 آلاف جنيه لشخص أبلغهم أنه يعمل موظف بجهاز مدينة 15 مايو دون أن تحصل على أي أوراق رسمية، بعدما تواتر إلى مسامعها بيع وحدات سكنية بالحي: "قالولي فيه واحد بيبيع شقق وبعد كده الجهاز هيديهالك ملك".

"أشجان" تناشد الرئيس: جيب لنا حقنا.. أنا مش طالبة منك إلا شقة ألم لحمي فيها وأربي عيالي وأعلمهم تعليم كويس 

وتضيف "أشجان"، وهي أم لثلاثة أبناء في العقد الرابع أن إحدى صديقاتها اصطحبتها، وقابلت الموظف بمقر الجهاز ودفعت له المبلغ بعدما أوهمها أن الحي سيضطر إلى تمليكهم الوحدات السكنية بعد ذلك.

وتكمل السيدة حديثها قائلة إنها كانت تسكن بالإيجار في "المساكن الاقتصادية" بحلوان بإيجار شهري بسيط "على أد الغلابة"، وبعد إجراء زوجها عملية قلب وتوقفه عن العمل بعد ثورة 25 يناير تعثرت في دفع الإيجار فهددها المالك بالطرد، مؤكدة أنها كانت في حاجة ملحة إلى مسكن يأوي أسرتها، ما دفعها لتصديق حديث الموظف.

"أنا قلت وقتها أدفع 10 آلاف مقدم، وبعد كده أدفع 5 آلاف، وقسط كل شهر زي الشقق اللي بتدفع قانوني للحي، وقلت 4 حيطان يلموني أنا وعيالي الصغيرين"، قالتها "أشجان"، مشيرة إلى أنها استقرت وأسرتها فترة بالشقة دون أي مضايقات رغم اختفاء الموظف بعد شهور قليلة، إلا أن الأمر تغير قبل 3 سنوات، عندما بدأ أفراد من جهاز مدينة 15 مايو وشرطة المرافق يداهمون الشقق، مطالبين السكان بإخلائها، واتهمتهم بالاعتداء على الأهالي "بقوا يجوا يبهدلوا الناس ويرملوهم عزالهم في الشارع ويضربوا عيالهم ويسيحوا دمهم".

وقالت السيدة إنها تعلم أن طريقة حصولها على الشقة كانت غير قانونية، لكنها أضافت:"إحنا كنا متعلقين في قشاية، وفيه عمارات كتير مبنية وإحنا في الشوارع، وبنربي عيال وبنعلمهم ومش قادرين نصرف عليهم"، مؤكدة أنها على استعداد لإخلاء الشقة فور توفير الدولة شقة بديلة تأويها وأسرتها: "لو هما هيدوني شقة تانية أنا موافقة أسيبلهم الشقة دي بس يسلموني مفتاحها الأول".

وناشدت "أشجان" الرئيس عبد الفتاح السيسي مساعدة الأهالي المهددين بالتشرد في الشوارع، قائلة: "ياريس أرجوك اهتم بينا، إحنا ولادك ياريس وبنقولك إحنا طمعانين في كرمك، جيبلنا حقنا، أنا مش طالبة منك إلا شقة ألم لحمي فيها وأربي عيالي وأعلمهم تعليم كويس".

سيد إبراهيم أحد قاطنى منطقة العبد

يلتقط "سيد إبراهيم"، أحد قاطنى منطقة العبد طرف الحديث قائلا: نسكن فى الشقق بعد ثورة يناير عن طريق موظف الحي الذي حصل 10 آلاف جنيه دون أي أوراق رسمية، و"قولنا لما الدنيا تهدى هنقنن وضعنا" إلا أن شرطة المرافق وجهاز مدينة 15 مايو يهددونا منذ قرابة 3 سنوات باستخدام العنف وإخلائنا بالقوة الجبرية "بيقولوا لنا زي ما أخدتوها بالبلطجة هناخدها منكم بالبلطجة".

بصوت متقطع، يضيف الرجل الستيني الذي يعمل في بنزينة أنه أصبح يعيش في حالة رعب هو وأسرته بسبب المداهمات المستمرة: "عايشين في قلق، والأولاد مش عارفين يذاكروا وكل أما يشوفوا عربية شرطة ماشية في الشارع بيجروا ويقولوا إلحق يا بابا الشرطة جت"، ويشير إلى أنه على استعداد لتقنين وضعه ودفع الثمن الذي يقره جهاز المدينة للشقة

علياء: "إحنا ناس غلابة مش مغفلين ومطرودين ومتبهدلين وما صدقنا اتعلقنا بقشاية"

"علياء محمد" سيدة فى العقد الثالث تعول بناتها بعد وفاة والدهم، تقول إنها كانت تقطن بشقة في منطقة "عرب راشد" التابعة لمدينة حلوان قبل انتقالها لمساكن العبد بـ15 مايو، لتعثرها في دفع الإيجار، وتهديد مالك المنزل بطردهم وإشهاره سلاح ناري في وجههم.

تضيف "علياء": في ذلك الوقت علمنا بقيام أحد الموظفين بجهاز مدينة 15 مايو بطرح شققًا سكنية للبيع بمنطقة العبد مقابل 20 ألف جنيه، فتوجهنا إليه وقابلناه داخل مقر الجهاز، و"إطمنا إن البيع سليم وإنه مش نصاب لأننا قعدنا معه جوه الجهاز"، مشيرة إلى أنهم دفعوا له 20 ألف جنيه قيمة الوحدة السكنية، وعندما طلبوا منه أوراق رسمية تثبت ملكيتهم أخبرهم أن ينتظروا أسبوعين: "قالنا بعد 15 يوم هتتجمعوا كلكم وهنقنن لكم وضعكم وأنا بنفسي هفتح لكم الشقق"، قبل أن يختفي تمامًا: "روحنا مقر الجهاز بعد أسبوعين وسألنا عنه قالولنا مش موجود".

وتتابع السيدة الثلاثينية أنها عندما سألت جيرانها عن الأسعار التي اشتروا بها وجدت تضاربًا في الأسعار ما بين 3 و10 آلاف جنيه، وهو ما أثار قلقها بشأن صحة وقانونية عملية الشراء، وقالت إنهم ذهبوا مرة أخرى ليبحثوا عنه بجهاز المدينة فنفى عمل ذلك الموظف معهم "قالولنا ما فيش حد عندنا بالاسم دا" .

بنبرة غاضبة، تقول "إحنا ناس غلابة مش مغفلين ومطرودين ومتبهدلين وما صدقنا اتعلقنا بقشاية"، وتضيف أنهم لجأوا إلى مجلس الوزراء بعدما اكتشفوا تعرضهم لعملية نصب، إلا أن الحكومة أخلت مسؤوليتها "قالولنا القانون لا يحمي المغفلين".

وقالت "علياء" إن الجهاز عرض عليها 3 آلاف جنيه لإخلاء الشقة، وهو ما اعتبرته دليلا على فساد وتواطؤ من داخله قائلة: "إيه السر إنك تديني فلوس وأطلع إلا لو الغلط من جوه الجهاز".

وأضافت: "إزاي إحنا نشتري الشقة من جوه جهاز مدينة 15 مايو، وبعد كده يقولولنا ملكوش حاجة، هما كده عاوزين يرمونا بعد ما خدوا الفلوس".

أم أحلام: حصلت على شقتى ودفعت 5 الأف جنيه لموظف الحي

وبصوت مليء بالأسى، تقول "أم أحلام" سيدة فى العقد الخامس من سكان منطقة العبد، إنها حصلت على شقتها بعد ثورة يناير مقابل 5 آلاف جنيه دفعتها لموظف بالمدينة، الذي اختفى بعدها بأيام قليلة، مشيرة إلى رغبتها في تقنين وضعها: "مش عاوزين ناخد الشقق ببلاش، عاوزين ندفع ثمنها ونفضل فيها عشان منتشردش في الشارع".

تبكي السيدة وتقول إنها وأسرتها لا يسلمون من اعتداءات جهاز المدينة وشرطة المرافق: "الحي والشرطة كل شوية بيجوا يتهجموا علينا وعلى أطفالنا وبيضربونا"، لافتة إلى أنهم أصبحوا يعيشون في خوف وقلق دائم "أنا نفسيتي تعبانة".

وناشدت "أم أحلام" الرئيس السيسي التدخل لحل أزمتهم قائلة: "أنا عاوزة 4 حيطان يلموني ويلموا عيالي، مش الريس بيقول إن إحنا نور عنيه، لازم يبص للأطفال والحريم اللي كل شوية تضرب من الشرطة".

من جانبها، نفت المهندسة تمام جرجس رئيس جهاز مدينة 15 مايو، رواية السكان، وقالت لـ"مصراوي" إنه بعد ثورة 25 يناير، قام بلطجية يحملون أسلحة بفتح جميع العمارات المجهزة لتسليمها للأفراد المستحقين، وجلسوا فيها بوضع اليد، وعقب ذلك بدأوا في بيع الشقق للناس مقابل أموال تتراوح ما بين 5 لـ20 ألف جنيه "قالولهم تعالوا خدوا شقق".

رئيس جهاز مدينة 15 مايو يكذبهم: كل المتواجدين بالمنطقة بلطجية أو اشتروا الشقق من بلطجية.. ومحدش من الحي متورط

وأضافت "جرجس" أن الجهاز علق عددا من الإعلانات بالمدينة لتحذير الناس من الانخداع وشراء تلك الشقق، وأكد أن الجهتين المخولتين بالبيع هما هيئة المجتمعات العمرانية وصندوق تمويل الاستثمار العقاري، مشيرة إلى أن المستولين على تلك الوحدات، بدأوا بعد فترة مطالبة الجهاز بتقنين أوضاعهم وهو ما رفضناه: "قلنالهم لا يجوز تقنين التعديات على أراضي الدولة".

ونفت "جرجس" تورط أي موظف بجهاز المدينة في عملية بيع الشقق للأفراد: "محصلش الكلام ده، هما عاوزين يشككوا في أي حاجة عشان يظهروا قدام الرأي العام إن ليهم حق"، وأضافت أن "المتواجدين داخل منطقة العبد المجاورة 12 إما اشتروها من بلطجية، أو هم أنفسهم بلطجية استولوا عليها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل