المحتوى الرئيسى

جريمة العمرانية: المجند قتل شقيقه وقطعه بالمنشار وغادر لوحدته..والجثة اكتشفت بعد أسبوعين

02/11 15:05

خيمت حالة من الحزن والصدمة بين أهالي شارع عبد الفتاح الدالي بمنطقة العمرانية، بعد كشف غموض العثور على جثة الشاب "أحمد إبراهيم" (18 سنة، مقطعه لـ7 أجزاء في منزل أسرته، واعتراف شقيقه الأكبر المجند "فتحي" (22 عاما) بقتل أخيه الأصغر، يوم 25 يناير الماضي، بعد استدراجه لشقة تحت التشطيب في منزلهم بالدور الرابع، وتقطيع جثمانه بمنشار كهربائي، فيما ظلت الأسرة تبحث عن أحمد لأسبوعين قبل أن يعثر الأب على جثة ابنه بالصدفة.

"مصراوي" زار المنطقة التي حبست أنفاسها، فيما ارتفعت أصوات تلاوة آيات القرآن من المنازل.

شارع ضيق متراص العقارات، يتوسطه العقار رقم 26 المكون من 5 طوابق، يقطنه الحاج إبراهيم سيد وأشقائه الثلاثة، واشتهر المنزل مؤخرا بأنه مصدر أصوات الضجيج والشجار الدائم.. "أحمد اتغير وبقى بيتخانق مع أبوه وأمه كل يوم تقريبا"، يقول "حامد" نجل عمه في حديثه لمصراوي.

الخلافات اليومية مع الأهل، أمر جديد على "أحمد"، الذي اشتهر بخفة الظل، وابتسامته التي لا تفارق وجهه، واحترامه لأسرته المكونة من 5 أشخاص، فهو الشقيق الأوسط لولدين هما "فتحي" 22 عاما، و"عبد الرحمن" طالب بالصف الأول الإعدادي، ووالده صاحب الـ52 عاما، عاد من رحلة عمل بهولندا، وزوجته التي أفنت عمرها في رعاية أبنائها.

كان أحمد متزنًا، لكن قبل سنوات، تبدلت حياته، بعد تورطه في مشاجرة تلقى على إثرها طعنة نافذة بالجسم، ونقل على إثرها إلى مستشفى أم المصريين في حالة خطرة، ليكتب له عمر جديد "الأهالي حكموا على المتهم بدفع فدية 10 آلاف جنيه وذبح خروف".. قالها نجل عمه، الذي تابع: طوال 8 أشهر، تدهورت حالة صاحب الـ18 عاما، ليدخل في حالة نفسية سيئة وسط "معايرة" الجيران والأصدقاء ليتم إيداعه مستشفى الهرم لمدة 5 أيام "الدكاترة قالوا إنه كويس".

يقول "نبيل"، صديق أحمد منذ الطفولة: في الفترة الأخيرة لاحظنا تواجده بالمنزل لساعات طويلة وسط مشادات يومية مع والديه، فيما أضاف محمد صديق فتحي: "أحمد مرة ضرب أبوه بالشبشب، وكسر كرسي على والدته".

"حالة عشق خاصة تربطه بشقيقه الأكبر، كان دائما يقول لو فتحي اداني السم هاخده لأن بحترمه جدا،" قالها "محمد"، قبل أن يضيف: المتهم كان يدافع عن شقيقه الأصغر إذا ضايقه أي أحد و"كان بيكسر عضم أي حد يقرب منه".

آخر لقاء بين أحمد وأصدقائه، كان يوم 24 يناير، يقول بلال: كنا نجلس يومها نتبادل أطراف الحديث، وفوجئنا بـ"أحمد" يخرج من منزله، ليمزح ممعنا، واسترجعنا بعض المواقف الطريفة التي جمعتنا سويا منذ الطفلة، قبل أن ينصرف للذهاب للنوم و"سلم علينا واحد واحد وكأنه بيودعنا".

صباح يوم 25 يناير، استيقظ "أحمد" الذي ترك التعليم بعد الشهادة الإعدادية، من النوم وقت الظهيرة، وخرج ليشتري "علبة كشري"، من محل يبعد خطوات عن المنزل، وهناك قابل شقيقه "فتحي" الذي طلب منه: "خد المنشار ده طلعه البيت".

وبعدها اختفى، "أحمد"، وبدأ الأب، التواصل مع أشقائه لمساعدته في البحث عن نجله بالتزامن مع مغادرة ابنه الأكبر "فتحي" المنزل إلى مقر وحدته العسكرية بطريق السويس، يقول حامد: "عملنا محضر في القسم،" وواصلنا البحث ليل نهار لدى الأهل والأقارب ومختلف المستشفيات، لكن دون جدوى.

يوم الخميس الماضي، عاد الأب إلى شقته الواقعة بالطابق الثالث عقب أداء صلاة العشاء، داعيا الله - سبحانه وتعالى - أن يعود نجله الغائب منذ أسبوعين، استفزته رائحة كريهة مصدرها شقة نجله بالطابق الرابع "تحت التشطيب"، فصعد لتفقد الأمر، ليجد حقيبة وكرتونة كبيرة الحجم، وداخلها جثة مقطعة فسارع لإخراج هاتفه الجوال من طيات ملابسه "تعالى يا حامد بسرعة".

يترك "حامد" محل إصلاح الهواتف المحمولة الموجود أسفل العقار، مسرعا نحو عمه، الذي أمره قائلا: "محدش يقرب من حاجة.. لازم الحكومة تيجي الأول"، وما أن وصل رجال المباحث، وأخرجوا أجزاء الجثة، حتى تعرف عليها الحاج إبراهيم قائلا "دي جثة ابني أحمد".

ربط رجال المباحث، بين اختفاء الابن المتوسط ومغادرة شقيقه الأكبر لمقر خدمته العسكرية، وقال حامد: "الشرطة طلبت مننا نتصل بفتحي ونقوله لازم ييجي يحضر الدفن" متابعا: حالة من البكاء الهستيري انتابت "فتحي" فور إخباره بالفاجعة.

دقات الساعة تشير إلى الثالثة فجرا، يصل المجند بالقوات المسلحة محل سكنه، بينما يهرول الأهالي نحوه لتقديم واجب العزاء في وفاة شقيقه، ليجد رجال المباحث في انتظاره "اتكلموا معه في مدخل العمارة وأخدوه القسم،" يشير خالد توفيق، أحد الأهالي.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل