المحتوى الرئيسى

برنامج استقبال ألماني جديد للاجئين سوريين من تركيا

02/11 10:40

أعلنت المستشارة ميركل على هامش زيارة لها إلى تركيا في الثاني من فبراير/شباط 2017 عن نية بلادها استقبال 500 لاجئ من تركيا. ولا يتعلق الأمر -بحسب وزارة الداخلية الألمانية- بالتزام إضافي ألماني باستقبال اللاجئين بقدر ما هو إعادة تخصيص أماكن للاجئين في ألمانيا، كان قد تم الموافقة عليها من قبل.

قدمت وزارة الداخلية الألمانية برنامجا إنسانيا جديدا لاستقبال اللاجئين السوريين من تركيا في 11 يناير/ كانون الثاني 2017. و يتم بمقتضى هذا البرنامج استقبال 500 لاجئ في ألمانيا شهريا. المجموعة الأولى في 12 يناير. يعتبر هذا البرنامج تكميليا لبرنامج ألماني قائم لإعادة توطين اللاجئين تم بمقتضاه استقبال أكثر من 1200 لاجئ في 2016 أغلبهم لاجئون سوريين في تركيا.

بحسب وزارة الداخلية الألمانية يتعلق الأمر بتحويل نسبة من اللاجئين كانت مخصصة لاستقبال لاجئين من إيطاليا واليونان.

إذ قررت دول الاتحاد الأوروبي في سبتمر/ أيلول 2015 تخفيف العبء على الدولتين الأوربيتين عبر إعادة توزيع 160 ألف لاجئ إلى دول أوروبية أخرى. وفي سبتمبر/ أيلول 2016 تم التوصل إلى حل يتم بمقتضاه استقبال لاجئين من تركيا عوض استقبالهم من إيطاليا أو اليونان.

هل يتعلق الأمر بزيادة استقبال لاجئين؟

ستستقبل ألمانيا عبر البرنامج الجديد لاجئين سوريين أكثر مما عليه الأمر الآن بشكل واضح. لكن ذلك لا يعتبر إلزاما لألمانيا لاستقبال المزيد من اللاجئين -بحسب وزارة الداخلية الألمانية- لأن ألمانيا التزمت بتعهداتها السابقة فيما يخص هذا الأمر. وستستقبل ألمانيا لاجئين هاربين من الحرب من تركيا عوض استقبالهم من إيطاليا أو اليونان كما كان عليه الأمر في الماضي، بحسب النسب المتفق عليها.

ماهي المعايير المطلوبة لاستقبال اللاجئين؟

قابلية الاندماج في ألمانيا والحاجة للحماية هما أحد أهم المعايير لاختيار اللاجئين. كما سيتم الأخذ في عين الاعتبار معايير أخرى كالعمر والدين والشهائد العلمية والجامعية والمعارف اللغوية. من جهة أخرى تلعب العائلة وارتباطها بألمانيا دورا مهما عند اختيار طالبي اللجوء، حتى لا يتم تفريق شمل العائلات.

ستعمل سلطات الهجرة التركية والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على اختيار اللاجئين الذين سيتم استقبالهم في ألمانيا في إطار هذا البرنامج الجديد. ستقدم السلطات التركية في البداية قائمة بأسماء المرشحين ثم ستدرس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ملفاتهم على حدة. ليتم إرسال الملفات بعدها إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى لاستقبالهم.

س.ع/  ع.م (أ ف ب)

في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.

في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.

في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.

استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".

في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.

استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.

في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.

في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.

في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.

في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".

في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل