المحتوى الرئيسى

نهاية مباراة.. وبداية «العودة للخدمة»..!

02/10 22:12

لم تكن «صفارة» حكم مباراة «الفراعنة - الكاميرون» التى أطلقها فى نحو الحادية عشرة من مساء يوم الأحد الماضى إعلاناً بنهاية «مباراة لكرة القدم» وبالتالى لم نفز بالبطولة، بل كانت فى حقيقتها «ساعة الصفر» لبداية عودتنا للخدمة بعد غياب طال نحو 50 عاماً كاملة، نجحت خلالها الحكومات التى تعاقبت علينا منذ السبعينات على جعلنا «شعباً مرفوعاً من الخدمة مؤقتاً»..!

فمنذ أن أقر «السادات» أن كل ما نملكه فى أيدينا لا يتعدى «1%» من أوراق تحديد مصيرنا، بينما تمتلك «أمريكا 99% من هذه الأوراق» اعتبرت الحكومات التى تولت مسئولية إدارة الوطن أننا أصبحنا «شعباً مرفوعاً من الخدمة من وجهة نظرها‏».. ‏ فنحن ملايين المواطنين لا نصلح لأى «شىء» سوى لـ«الانتقاد‏.. ‏ الشكوى‏.. ‏ الصراخ‏.. ‏ والمزايدة‏».. ‏ أما الابتكار والعمل والإبداع فليس لنا فيها أى نصيب،‏ وأنها لغيرنا من شعوب العالم على الأقل تلك التى تكتب حروف أبجديتها من الشمال إلى اليمين!‏

ومن وجهة نظر حكوماتنا منذ ذلك الوقت، وتحديداً عندما بدأ عقد ثمانينات القرن الماضى فنحن مجرد أنفار مستهلكين ولسنا مبدعين‏.. ‏ لا نفكر ولا نعمل‏.. ‏ قدراتنا معطلة أو قل لا تزال فى «الكرتونة».. ‏ أما عقولنا فهى ما زالت «ع الزيرو‏».. ‏ بل لا أبالغ عندما أقول إن هذه الحكومات كانت ترانا عبئاً على جهودها وإننا لا نصلح لأى شىء‏.. وإنها كانت تلجأ دوماً إلى «الخواجات» عندما كانت تريد أن تحقق أى شىء، إن كانت قد حققت شيئاً غير إيداعنا مستودعات «التكهين»..!!.‏

بدءاً من جمع القمامة وانتهاء بالتخطيط لتطوير الصناعة، ومروراً بإدارة المطارات والتنسيق الحضارى لإعادة تخطيط المنطقة بين ميادين رمسيس والعتبة والتحرير لضمان سهولة الحركة والمرور.. إضافة إلى الاستعانة بخبراء إسبانيا وإيطاليا لتدريبنا على كيفية ربط «أكياس القمامة» لم ترصد هذه الحكومات أى قدرة لنا على الإنجاز أو الابتكار!!

ولأن الاعتراف بالحق فضيلة فنحن من جانبنا استسلمنا بسهولة لهذا الأمر إذ لم تكن هذه الحكومات «المتهم» الوحيد فى هذه الجريمة بل شاركناها نحن بـ«التواكل» والاستناد على غيرنا، ليحقق لنا ما نستهدفه دون حتى أن نشرع فى بذل أى جهد يُذكر فى هذا الأمر، فعندما نعمل فإننا نكتفى فقط بـ«التظاهر» بالعمل ونصيغ التعبير الشهير لدى كل من ألغت ثورة يوليو لقبه أفندى «على قد فلوسهم»!!.. وعندما نتصدى لأى شىء فإننا نتصدى له بروح ينقصها أن تكون متكاملة!!.. نلتزم الصمت أمام الأخطاء القاتلة وندير لها ظهورنا إلى أن تقع الكارثة الكبرى ووقتها نكتشف أن ملاحظتنا لها كانت ملاحظة «صورية».. وعندما نتظاهر بالجدية والحسم والحزم فإننا نكون على قناعة تامة بأن كل هذه المظاهر «خادعة»..!

فى المدرسة لا يبذل المدرس أى جهد ادخاراً لجهوده التى سيبذلها وأمامه «قطعة كيك وكوب شاى كشرى» على ترابيزة السفرة فى بيت التلميذ.. وفى المدرسة أيضاً لا يركز التلميذ؛ فالمدرس سيعيد الشرح فى البيت..!!.. وعلى المستوى العام فإن الأمر لا يختلف بل بالعكس فإنه يكاد يكون متطابقاً.. فنحن دائماً نتحمس لتطبيق قانون جديد لبضعة أيام ثم يفتر حماسنا لتتأكد معها نظريتنا الخاصة بأن حماسنا كان «خادعاً» ونُسوّق التبرير الشعبى الشهير «الغربال الجديد له شَدة»!!

وتحت قبة «البرلمان» نبدأ بصياغة قوانين لا «تخر الميه أو حتى البيبسى» غير أنها لا تصمد سوى أيام قليلة تخضع بعدها لعمليات «نفخ وتجميل وشفط دهون» بعد أن أيقنا أن صياغتنا لهذه القوانين كانت تلامس «اللامبالاة»..!

القضية ليست غريبة علينا فكل تعاملاتنا تؤدى إلى هذه النتيجة.. فحياتنا هى صياغة واضحة لمبدأ «نص.. نص» الذى جعلناه قانوناً يحكم علاقاتنا وتصرفاتنا‏.. ‏ منهج عمل‏..مبدأ فى حياتنا اعتدناه مواطنين ومسئولين.. حتى عندما نحاول أن نستشهد بمقولة فإننا لا نجد سوى تلك المقولة الشهيرة «نص الكوب».. هكذا استسلمنا طواعية لصورتنا فى عيون حكوماتنا..!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل