المحتوى الرئيسى

في حوار لـ"الدستور".. نصير شمة: نعيش مرحلة انحطاط أخلاقي

02/10 19:35

على مدى عقود من العمل والإبداع والتجوال، نجح الفنان العراقى ابن مدينة الكوت «نصير شمة»، فى أن يحفر لاسمه مكانا بارزا وسط نجوم الموسيقى فى العالم العربى، ويحتل مكانة مهمة فى قلوب عشاق العود، والموسيقى الشرقية، حول العالم.

شمة، الفنان العراقى الذى شارك ما يزيد على 10 موسيقيين عالميين حفلاتهم فى مختلف العواصم الكبرى، وحصل على نحو 45 جائزة وتكريما ووساما من مؤسسات رسمية فى العديد من دول العالم، خصّ «الدستور» بحوار حول رؤيته للعالم العربى الآن، وعن مصر، والعراق، والفن، والثورة.

«تنوع الطوائف فى العراق وراء نشأتى الفنية»، هكذا بدأ شمة، حكايته عن العود مع «الدستور»، قائلًا: نشأت فى العراق وسط مذاهب وطوائف عديدة، وكان لتلك النشأة تأثير كبير على بدايتى الفنية، ومنحنى شيئا عظيما للغاية، وأعطى أيضًا ميزة كبيرة للعراق وكل العراقيين، حيث عاصروا العديد من الحضارات التى لا يمكن لأحد إقصاؤها أو انتصار فئة على الأخرى.

يضيف شمة: بدأت من الأردن رحلة التجوال فى العالم لتقديم معزوفاتى، ثم جنيف فى سويسرا، وباريس، وألمانيا، وحينها كنت مازلت طالبا بمعهد الدراسات الموسيقية فى بغداد، وسط حالة من البهجة والرهبة فى الوقت ذاته، حتى أصبحت رحالة يطوف جميع دول العالم.

وحول الفروق بين تعاطى الجمهور الغربى والعربى مع مقطوعاته الموسيقية، قال الفنان العراقى، إن الجمهور الغربى يختلف فى تذوقه للفن بشكل كبير عن الجمهور أو المتلقى العربى، حيث تعود المستمع الغربى على موسيقى الآلات، التى يتم فيها استخدام آلات ويغلب فيها العزف على الصوت، بعد أن بقى الجمهور الغربى لمدة خمسة قرون يستمع للموسيقى، الآلات، لذلك كُنت أرى فرصة كبيرة فى التعاطى معهم وتذوقهم للعود فى الإنصات والاستماع وغيره من الآلات، بينما الجمهور العربى يميل أكثر إلى الاستماع للطرب والغناء بعيدًا عن الآلات، واعتاد لفترة طويلة أن يستمع للشعر، ولكن فى الفترة الأخيرة الجمهور العربى نضج سريعًا للموسيقى الآلية، وأصبح يرتاد المسارح من أجل حضور العروض الموسيقية المنفردة والأوركسترا.

وحول علاقته بـ«مصر» والجمهور المصرى، قال عازف العود العراقى، إن أول لقاء له بالمستمع المصرى عام 1997، أدرك أنه تأخر كثيرًا فى الحضور إلى الوطن الأم للفن العربى، بعد تلك الحالة من الانسجام والاستمتاع التى وجدها لدى الجمهور فى مصر.

الدمار والخراب الذى حل بالعراق بعد الحرب لم يكن ببعيد فى حديث الفنان العراقى نصير شمة مع «الدستور»، حيث وصف الوضع الحالى فى العراق بأنه يعيش مرحلة المُخاض، ويسقط بين فكى التيارات الدينية المتشددة، والجماعات المسلحة المدعومة من الخارج ومن الداخل، ويخوض حربا متنوعة.

يكمل شمة: يجب أن يعلم الجميع أن للفن دورًا كبيرًا فى الدعم السياسى والمعنوى، لاسيما ما حدث فى حرب التحرير عام 1973 حيث كان يردد الجنود الأغانى الوطنية من أجل الشد من أزر زملائهم. وحول عراق صدام حسين، والعراق حاليًا، قال الفنان العراقى، إن العراق سقط ضحية للاحتلال الأمريكى فى العام 2003، وحولها إلى دولة بلا رابط وساحة للمخابرات العالمية، وحروب الوكالة وتصفية الحسابات والمطامع الشخصية، وأسقطوا العراق فى نفق الدمار، بعد أن كان دولة قوية لها جيش ومؤسسات تحميها، على الرغم من استبداد نظام صدام حسين الرئيس الراحل، إلا أن حال الدولة كان أفضل كثيرًا، ولابد من ظهور شخص فى العراق يستطيع ربط الدولة من جديد بعد حالة التمزق التى ضربتها، قبل أن تضيع للأبد.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل