المحتوى الرئيسى

استئناف الحضارة في مواجهة وباء التطرف ودعوات التخلف

02/10 15:08

عن استئناف الحضارة أتحدث، فهذه العبارة البسيطة من كلمتين تعني معاني واسعة وذات دلالات كثيرة تغطي جميع مجالات المعرفة والتطور والارتقاء الإنساني، فهي تختص بعملية استئناف، وبذاتية الحضارة، وبينهما علاقات التفاعل والتبادل والتواصل الفكري والمعرفي والثقافي والاقتصادي والعلمي والاجتماعي والتجاري والصناعي والزراعي.

أتحدث عن إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن الجلسة التي سيتحدث فيها خلال القمة العالمية للحكومات، في دورتها الخامسة التي خصصها لمناقشة إمكانية استئناف المنطقة لحضارتها، حيث سيقدم سموّه تجربته القيادية، ووصفته للمنطقة العربية لاستنهاض قواها واستئناف مسيرتها الحضارية، وسيكون الحوار مفتوحاً ليتسنّى للجميع المشاركة عبر إرسال أسئلتهم إلى سموّه، قبل الجلسة التي ستعقد في أول أيام القمة، إذ قال سموّه، إن جلسته في القمة، ستكون حوارية وستتحدث عن استئناف الحضارة في العالم العربي، والعودة إلى طريق التنمية، وإيمانه بأهمية استئناف الحضارة في العالم العربي. 

ونحن إذ شاركنا جميعاً في التغريد على هذا الهاشتاغ #استئناف_الحضارة فلأننا آمنا أمس، واليوم، وسنؤمن غداً ودوماً بحكمة قيادتنا الإماراتية المتميزة والاستثنائية، في زمنٍ لا يصمد فيه إلا المتميزون الاستثنائيون، أصحاب المركز الأول والرقم واحد، وليسمح لي القائد الوالد الشيخ محمد بن راشد حفظه الله أن أسعى لتحليل دلالة العبارة بما لم يفت سموّه طبعاً، ولكن أخفاه في طيات عبارته هذه، فأنا أقرأ ما بين السطور لأوافق سموّه في ما أومأ إليه من دلالة استئناف لفعل السير في مسار تصاعدي لحضارةٍ لم تمت، لنقول بإحيائها، ولم تنته لنقول باستعادتها، وكانت عصية على الاستلاب من قبل الآخر لنقول بفنائها أو غربتها في أهلها، ولم تجف منابع الإبداع فيها لنقول بنهاية تاريخها وانطفاء شعلتها. 

فحضارتنا العربية التي أمدّت الإنسانية بالكثير، وكانت سبب ازدهار عصورٍ ذهبية لجغرافيا ممتدة من سور الصين العظيم شرقاً إلى بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) غرباً، وأعطت العالم الأطباء والعلماء في مجالات الفلك والهندسة والجبر والكيمياء والأحياء وغيرها، هذه الحضارة البهية العريقة لم تتوقف يوماً عن مزيد من العطاء حتى في أحلك ظروفها، ودليلنا إلى ذلك أسماء علماء وأطباء كبار في العالم من الوطن العربي يعتلون سلم المجد في مجالاتهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عالم الجيولوجيا المصري الدكتور زغلول النجار، المخترع اللبناني حسن كامل الصباح، العالم المصري فاروق الباز، عالم الكيمياء المصري أحمد زويل، العالم الكيميائي المصري مصطفى السيد، وعالم الفضاء اللبناني شارل العشي، والطبيب الجزائري إلياس زرهوني، والفيزيائي الفلسطيني منير نايفة، والكيميائي الأردني عمر ياغي، وغيرهم الكثير، وصولاً إلى عالم الفيزياء الإماراتي الشاب أحمد المهيري. 

نعم، ها نحن نستأنف الحضارة التي ورثنا أمجادها أباً عن جد، وهنا لا بد لي من الإشارة للإشادة بحضارة عربية إسلامية ذات خصوصية إماراتية عكست إبداع آبائنا وأجدادنا في علوم الفلك والبحر، وصناعات السفن والبناء والدواء، لأقول بأن دور الإمارات اليوم في دفع عجلة الحضارة العربية هو اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت، ليكون للإمارات الدور الحاسم في مواجهة موجة التخلف البربرية التي طغت وانتشرت كالوباء في الجسد العربي في العراق امتداداً حتى سيناء وليبيا وبعض جنوب تونس، أعني دواعش الفكر المتطرف وجرذان القاعدة وفئران الإخوان الذين أرادوا لحضارتنا أن تعود ألف عامٍ إلى الوراء وأكثر، وأرادوا لنا أن نكون تركةً للرجل المريض كما كانت عليه السلطنة العثمانية، لتكون خيراتنا وثرواتنا نهباً للطامعين. 

هنا يجتمع نخبة من الكتاب والشعراء من كل الإمارات، ينشرون ما جادت به أقلامهم، ينثرون حروفهم شعرًا ونثرًا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل