المحتوى الرئيسى

مصطفى كامل.. زعيم شاب تحدى الاحتلال وتبرع لبناء جامعة القاهرة

02/10 11:29

حياة قصيرة عاشها لم تتجاوز الـ 34 عامًا، نجح خلالها في كتابة اسمه بأحرف من نور على صفحات التاريخ، وأصبح من أهم الزعماء الشعبيين في تاريخ مصر، بفضل إنجازاته التي لا نزال نلمس أثرها حتى هذا الوقت.

لقطات من حياة الزعيم الوطني مصطفى كامل، نرصدها لكم في التقرير التالي.

طفولة مشاغبة.. ومراهقة في حب الوطن

ولد مصطفى علي محمد كامل في 14 أغسطس من عام 1874، وكان والده الضابط بالجيش المصري حينها في الستين من عمره، إلا أنه لمس فيه النبوغ وحب الوطن منذ الصغر.

تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، وذلك لصدامه الدائم مع الإدارة، وإيمانه بحقه، ثم التحق بالمدرسة الخديوية الوحيدة أنذاك، وفيها أسس مع زملائه جماعة أدبية وطنية، وهو في السادسة عشرة من عمره.

التحق بمدرسة الحقوق في عام 1891، والتي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، ثم أخذ يتنقل بين عدد من الجميعات، وهو الأمر الذي أدى إلى صقل قدرته على الخطابة.

خلال تلك الفترة استطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم الشاعر الكبير "خليل مطران"، و"بشارة تكلا" مؤسس جريدة "الأهرام"، الذي نشر له بعض مقالاته في جريدة "المؤيد"، و"إسماعيل صبري" الشاعر ووكيل وزارة العدل.

وفي عام 1893 ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، حيث أكمل دراسته،  ثم التحق بعد عام بكلية حقوق "طولوز"، وكتب في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية.

عاد إلى مصر وذاع صيته، ولمع نجمه في سماء الصحافة، وتعرف على الكثير من مثقفي فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه، إلى أن صدر أول كتاب له بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، في عام 1898، ثم أصدر جريدة اللواء اليومية في عام 1900، وبدأ الاهتمام بالتعليم.

بعد حادثة دنشواى التي وقعت في عام 1906، ألقى مصطفى كامل خطبة حماسية بعنوان "خطبة الوداع" فى أكتوبر 1907 بالإسكندرية، وهو في حالة شديدة من الإعياء، وقد أعلن فيها تأسيس الحزب الوطنى الذى تألف برنامجه السياسى من عدة مواد أهمها: المطالبة باستقلال مصر، وعمل دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطنى.

علم الزعيم مصطفى كامل في أثناء وجوده ببريطانيا أن لجنة تأسست في مصر برئاسة محمد فريد للقيام باكتتاب عام لدعوته إلى حفل كبير وإهدائه هدية قيمة، إعلانًا عن تقدير المصريين لدوره في خدمة البلاد، لكنه رفض الفكرة على اعتبار أن ما يقوم به من عمل إنما هو واجب وطني لا يصح أن يكافأ عليه، وفضل بدلًا من ذلك الدعوة إلى اكتتاب لإنشاء أول جامعة مصرية، وكتب ذلك في جريدة "المؤيد"، معلنًا مبادرته بالتبرع بملغ كبير آنذاك وهو 500 جنيه، ولم تكد الجريدة تنشر رسالة مصطفى كامل حتى توالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل