المحتوى الرئيسى

إيران وترامب.. الحقيقة الغائبة | المصري اليوم

02/10 01:29

منذ سقوط شاه إيران فى عام ١٩٧٩، والعقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوليدة لا تتوقف، فقط تتحول من عقوبات أمريكية إلى أمريكية أوروبية، إلى دولية، يتم تخفيفها تارة، وتفعيلها تارة أخرى، خسائر فادحة طالت الصناعة الإيرانية نتيجة وقف استيراد التكنولوچيا، خسائر كبيرة طالت الاقتصاد نتيجة وقف تصدير النفط، إلا إنه على أرض الواقع، استطاع الإيرانيون الاعتماد على الذات فى تطوير صناعاتهم، خاصة العسكرية منها إلى أبعد حد، طائرات وصواريخ وغواصات وأقمار صناعية، وحتى التكنولوچيا النووية، التى انشغل بها المجتمع الدولى كثيراً عن الصناعات العسكرية الأخرى.

المهم أن الإيرانيين استفادوا من الحصار الدولى أو العقوبات، بقدر الخسائر التى لحقت بهم، ولم يثنهم ذلك عن تغيير سياسات الهيمنة الطائفية فى المنطقة، فقد ظلوا أكثر حرصاً عليها من ذى قبل، وقد ساعدهم فى ذلك أخطاء من حولهم، ذلك أن العواصم العربية الكبرى قد تخلت عن دورها التاريخى، الذى استفادت منه طهران أيما استفادة، فبعد أن ظلوا قرابة ربع قرن يركزون جهودهم ومساعداتهم المادية والعسكرية فى الشأن اللبنانى، ممثلاً فى حزب الله، أصبحت أصابع الملالى تعبث الآن، من بيروت، إلى صنعاء، ومن دمشق إلى بغداد، ليس ذلك فقط، بل من المنامة فى البحرين، إلى المنطقة الشرقية فى المملكة السعودية، بل الأكثر من ذلك، أن العالم لم يأبه لاحتلالهم الجزر الإماراتية، أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى.

الغريب فى الأمر أن الوجود (الشيعى) الإيرانى أصبح كثيفاً فى القارة الأفريقية، من خلال استثمارات واسعة، تحولت بمرور الوقت إلى مدارس دينية ومساجد وجمعيات خيرية، كما انتشر ذلك الوجود أيضاً فى العديد من بلدان القارة الآسيوية، بعد أن استفادت إيران فى مطلع تسعينيات القرن الماضى من ذلك التفكك الذى لحق بالاتحاد السوفييتى السابق، فاستغلت الفرصة جيداً، باستقدام العشرات من علماء دول الاتحاد المنحل، الذين ساعدوا فى كل عمليات التصنيع المشار إليها، ليس ذلك فقط، بل فى التعليم أيضاً، وتربية كوادر إيرانية فى المجالات المختلفة.

المهم، ما يعنينا فى هذا الصدد، هو أن كل زعماء الولايات المتحدة بلا استثناء، توعدوا إيران، وبالفعل أنزلوا بها العقوبات، الواحدة تلو الأخرى، إلا أن النفوذ الإيرانى كان يتزايد شيئاً فشيئاً عقب انتهاء الحرب مع العراق عام ١٩٨٨، مع كل رئيس أمريكى أصبحوا أكثر نفوذاً فى العالم العربى، وأصبح ذلك النفوذ هو الأقوى على الإطلاق فى كل من سوريا والعراق رغم العقوبات، كما أصبح أقوى فى كل من اليمن ولبنان، أيضاً فى أفغانستان والعديد من دول الاتحاد السوفييتى السابق، كما أصبحت علاقات طهران هى الأقوى مع روسيا وتركيا، أصبحت أيضاً المصالح الأوروبية متشابكة هناك، سواء ما يتعلق بطرح مشروعات عملاقة بعد رفع العقوبات عن الودائع المالية وتصدير النفط، أو ما يتعلق بالمنتجات الأوروبية، على اعتبار أن السوق الإيرانية واعدة.

فى ضوء ما سبق وكثير غيره، كان يجب أن نتوقف أمام تهديدات الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب لإيران، ومدى صدقها، ومدى جديتها، بالفعل وصلت قبل أيام حاملة الطائرات النووية (جورج بوش) إلى قاعدة (سودا- بى) فى جزيرة كريت اليونانية فى البحر الأبيض المتوسط، فى طريقها إلى مياه الخليج، فى تطور مثير بعد تصاعد حدة التوتر الكلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الحاملة ترافقها مجموعة من السفن الحربية التى تضم كذلك الطاردين الصاروخيين (فلبين سى) و(هيو سيتى)، وكذلك المدمرتان الصاروخيتان (لابون) و(تراكستون).

على الجانب الآخر، قال قائد القوة الجوية الفضائية بالحرس الثورى الإيرانى، البريجادير جنرال أمير على حاجيزادة: إذا رأينا هفوة من الأعداء ستسقط صواريخنا بأصواتها المدوية على رؤوسهم، بينما قال المرشد الأعلى على خامنئى: إن الإيرانيين سيردون على تهديدات الرئيس الأمريكى، وأنه لا يمكن لأى عدو شل الأمة الإيرانية، وأضاف: ترامب يقول: عليكم أن تخافوا منى، هكذا سيرد الشعب الإيرانى على كلماته فى العاشر من فبراير (ذكرى الثورة)، وسيعبرون عن موقفهم ضد هذه التهديدات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل