المحتوى الرئيسى

زوج يقتل لشكه في سلوكها

02/09 22:53

قبل سنوات قليلة انتزعت قلبه، ووضعته تحت طوعها، ولمَ لا وهى من أجمل بنات قريتها.

كانت تطربه منها كلمة أو ابتسامة، وينهار أمام إشارة من إصبعها.

حاول أن يكلمها.. لكنها صدته.

حاول أن يوسط إحدى قريباته ليحظى منها بموعد على الرياح المنوفى الذى يجاور القرية.. فكان اللقاء.

كان وجهها يتلألأ على صفحة المياه، وهو بجوارها يتنهد مترقباً لحظة اللقاء الحقيقية.

أمرته أن يتقدم لأهلها، فوعدها أن يلبى الطلب فوراً.

وبالفعل.. صبيحة لقاء المحبين، كان يطرق باب أهلها طلباً ليدها.

كان العائق أمام العريس أنه «دون عمل»، وكان العائق أمام العروس ما لاحظته عليه من شك وريبة، يتخللان حركاته وسكناته إذا ما التقيا.

وبسرعة وافق الأهل على الخطوبة، أملاً فى أن تمنحه الأيام «فرصة عمل» فى القطاع الخاص أو «وظيفة ميرى» تستره من الزمن.

مرت الأيام والخطيب العاشق بلا عمل، فى حين كانت العروس تزداد قلقاً على قلق.

تارة يفتش فى «رسائل المحمول» وأخرى يرقب نظراتها وابتساماتها.

قرر أن ينهى قلقه، ويحفظها فى بيت الزوجية.. وقد كان.

مر عام.. وتلاه آخر دون أولاد.. وبينهما شك لا يتوقف نموه.. شك يكبر مع الأيام.

كل حركة.. كل ابتسامة.. كل رنة هاتف.. كل سلام تلقيه على الجيران والأقارب.. كل حديث فى سوق القرية أو مع الصديقات.. كل ذلك شك لا ينقطع.

أعجبتها الفكرة، فغذت ثورة الشك من بحر كيد النساء الذى لا ينضب.

ارتاب الزوج فى علاقة ما بين زوجته وشخص آخر.. واجهها فأنكرت.. عاتبها فأنذرت.

شعر أن شيئاً ما يثور فى داخله، فهجم عليها، ووضع يده حول رقبتها، مطالباً إياها بالاعتراف.. الموت أو الاعتراف.. وكيف تعترف والاعتراف فى حد ذاته موت!

وكيف يتركها وعدم الاعتراف أيضاً موت بطئ!

لحظات حتى خارت قواها، وفرت روحها من بين يديه إلى الأبد.

ماتت، ومات معها الحب، والشك أيضاً.

حملها إلى حيث جمعهما اللقاء الأول، على شاطئ الرياح، ألقاها فى ظلمة الليل، وسط المياه، غير عابئ، وكأنه يتخلص من هم كبير.. وما أكبر هم الشك والظنون، وبهدوء أعصاب بدل ملابسه واستغرق فى نوم عميق، لم يصحو منه إلا مساء اليوم التالى.

راح يفكر، وقرر أن يرتب أوراقه، حتى ينجو من حبل المشنقة.

وأمام العميد سمير الجنزورى مأمور مركز الباجور، وقف يدلى بأوصاف زوجته مدعياً أنها تغيبت عن المنزل.

تحرر المحضر، ولم يشك أحد فى الزوج القاتل.

لكن الشك الذى دفعه إلى قتل زوجته، قاده أيضاً إلى السقوط فى قبضة المباحث.

فبعد 24 ساعة من تقديم بلاغه، قرر أن يذهب مرة أخرى إلى المركز، ليستكمل البلاغ الأول.

استوقفه المأمور، وسأله: «إلى أين؟».. قال: «باستكمل البلاغ لأن مراتى كانت تعانى من مرض نفسى».

شك العميد الجنزورى فى الزوج، الذى يرغب فى «تستيف» أوراقه.. ولماذا؟

على الفور تم إخطار اللواء خالد أبوالفتوح مدير أمن المنوفية، والعميد سيد سلطان مدير المباحث.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل