المحتوى الرئيسى

أحلاهما مر.. سيناريوهات خروج ليبيا من نفقها المظلم

02/09 18:00

وسط الحديث عن تعديل جديد في حكومة الوفاق الوطني الليبية، يحاول خبراء ومحللون رسم سيناريوهات لما ستتجه إليه البلاد التي تشهد حالة من التوتر والاشتباكات المستمرة والانقسام الخطير.

وكان مارتن كوبلر، موفد الأمم المتحدة لليبيا، قد أعلن اليوم أن "مفاوضات تفعيل حكومة الوفاق الوطني قد تؤدي إلى نتيجة في الأسابيع المقبلة، خصوصا بالنسبة لقوات المشير خليفة حفتر شرق البلاد"، مضيفا في رسالة لمجلس الأمن أن "المباحثات حول تعديلات محتملة للاتفاق السياسي، خصوصا حول دور محتمل لحفتر، أحزرت تقدما في الشهرين الماضيين، إنني مقتنع بإيجاد إطار في الأسابيع المقبلة تحل هذه المسائل من خلاله، وسنصدر توصيات لتوافق عليها المؤسسات المعنية".

ونقل موقع بوليتيكو الأمريكي عن خبراء قولهم إن "أول السيناريوهات هو اتفاق الفرقاء واشتراك الإسلام السياسي في حكم المرحلة القادمة"، لافتين إلى أن "التوافق بين الليبيين ما زال بعيد المنال بسبب تصميم عدد من الأطراف على عنصر الحسم العسكري".

لفت الخبراء إلى أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة سيجبران الفرقاء الليبيين على اقتسام السلطة حتى مع يقين المجتمع الدولي بأن هذا الحل وقتي وظرفي ولن يعمر طويلا، وأن مرحلة ما بعد مرحلة الاشتراك في الحكم هو تقسيم البلاد إلى دولتين واحدة في طرابلس وثانية في طبرق".

وأضافوا أنه "حتى النظام الفيدرالي سيفشل في الحالة الليبية؛ لأنه يتطلب وجود حكومة مركزية، وعندها سيطفو الخلاف والانقسام بين الليبيين وتطالب كلا من طرابلس وطبرق بأحقية كل واحدة منهما باحتضان مقر الحكومة المركزية".

يرى المراقبون أن "التدخل العسكري الأجنبي الذي تتخوف منه دول الجوار هو السيناريو الثاني وسيعقد الأزمة أكثر فأكثر، في وقت دخلت فيه روسيا على خط الأزمة، ما سيجعل البلاد مسرحا للصراع المسلح بين الأطراف العالمية بشكل يشابه الحرب السورية؛ فدول مثل إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى لن تتأخر في التدخل العسكري مباشرة إذا شعرت بتهديد مصالحها الحيوية".

أما السيناريو الثالث وفقا لهؤلاء الخبراء فهو "زحف القائد العام للجيش خليفة حفتر نحو طرابلس وفرض أمر واقع جديد هناك؛ وذلك إما بتنصيب نفسه حاكما عسكريا لفترة انتقالية أو إجبار المجتمع الدولي على التفاوض معه رأسا باعتبارها الجهة المسيطرة على البلاد".

ولفتوا إلى أن "هذا السيناريو مطروح بشدة باعتبار توسع الدعم الدولي للمشير خليفة حفتر الذي تزايد بشكل كبير بعد السيطرة على النفط إنتاجا وتصديرا، وقرب الإعلان النهائي بتحرير بنغازي من الجماعات الإرهابية".

يأتي الأمر في وقت تحاول فيه حكومة الوفاق الوطني التقارب مع روسيا؛ حيث أعلنت موسكو قبل أيام أنها قد "تستقبل فايز السراج رئيس الحكومة"، وهو ما رأى فيه مراقبون بأنه "خطوة جديدة لتوسيع دائرة انخراطها في الملف الليبي، وأحدث مؤشر على رغبة موسكو في لعب دور أكبر في البلد المنقسم بعد أن استقبلت في وقت سابق المشير خليفة حفتر". 

وقالت ماريا زاخاروفا وهي متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في إفادة صحفية إن روسيا تسعى للمساعدة في الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وترغب في أن تحل الفصائل المتناحرة خلافاتها عبر المحادثات لا العنف، وقالت "نواصل العمل مع مركزي السلطة في ليبيا، نحاول تشجيعهما على تجاوز خلافاتهما الداخلية والتوصل لحلول وسط بشأن كل المسائل الخلافية".

 وفي الشهر الماضي استقبلت روسيا "حفتر" وهو قائد قوات شرق ليبيا على متن إحدى سفنها الحربية. ويرى مسؤولون غربيون الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة سبيلا لإرساء الاستقرار في ليبيا التي سقطت في هوة القتال والتناحر بين فصائل مسلحة منذ الحرب الأهلية في 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي، ويخشى معارضو حفتر من أن تواصله مع روسيا هو محاولة لتحدي الحكومة الهشة. وسبق أن أكد لافروف دعم موسكو لمبادرة الإمارات حول عقد لقاء بين زعماء القوى السياسية الرئيسية في ليبيا، وهم السراج وحفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح. ووصف لافروف هؤلاء بأنهم "شخصيات محورية على ساحة الأحداث الليبية".

وكشفت مصادر بريطانية النقاب عن أن "لندن وروما ربما يتقاربان مع الجنرال الليبي المدعوم روسيًّا خليفة حفتر لمواجهة أزمة المهاجرين"، وقالت صحيفة "الديلي تليجراف" في تقرير لها اليوم إن "رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتوليني ينوي مناقشة ملف المهاجرين مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال زيارته لندن الإثنين المقبل لبحث أفضل الوسائل المتاحة لوقف تدفق المهاجرين إلى السواحل الإيطالية".

وتضيف الصحيفة: "إن روما ولندن تدركان حجم التغير في موازين القوى على الأرض في ليبيا بعد الدعم الذي حصل عليه اللواء السابق في الجيش الليبي خليفة حفتر، والذي أعلن تشكيل جيش ليبيا من جانبه لمواجهة الإرهابيين"، مشيرة إلى "أن حفتر زار موسكو مرتين العام الماضي واستضافته روسيا على إحدى حاملات الطائرات التابعة لها، ما أثار التخمينات بأن روسيا ستقوم بدعمه للحصول على السلطة في ليبيا في مواجهة الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة".

ونقلت عن مسؤول إيطالي قوله إن "حكومة بلاده ترغب في النقاش مع جميع الأطراف في ليبيا ومنهم الروس لتهدئة الأوضاع في البلاد الممزقة ووقف زحف المهاجرين عبر البحر المتوسط"، لافتا إلى أن "الأرقام الرسمية تشير إلى أن أكثر من 181 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية العام الماضي فقط"، وأن "أعداد المهاجرين ستزيد في المستقبل إذا استمرت الأوضاع في ليبيا على ما هي، إذ توجد حكومة موحدة توقف هذا الزحف نحو أوروبا عبر ليبيا". 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل