المحتوى الرئيسى

مقتل وزير دفاع الحوثيين.. الفشل أفشى السر

02/09 15:23

  عام كامل فصل بين مقتل القيادي الحوثي البارز طه المداني، وبين إعلان مقتله، الأمر الذي آثار تساؤلات حول الأسباب التي دعت الجماعة إلى إعلان سر اجتهدت عاما في اخفائه طيلة تلك الفترة. 

وأعلنت قيادات حوثية الأثنين 7 فبراير 2017 مقتل المداني، الذي يعد الذراع اليمين لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ويوصف بأنه "وزير دفاع الجماعة".

 ويرى مراقبون ان تكتم الجماعة نبأ مقتله طوال هذه المدة يأتي حرصا منها على الحفاظ على معنويات المقاتلين وعدم تصدعها لما يمثله المداني من تأثير كبير داخل الجماعة، ولكن مع ضربات الفشل المتلاحقة التي منيت بها الجماعة وسقوط عدد كبير من قيادات الصف الأول، لم يعد تكتم أمر مقتل المداني امر ذات جدوى.

وتتضارب المعلومات حول المكان الذي لقي فيه القيادي الحوثي مصرعه، ففيما تقول المعلومات انه لقي مصرعة في العند بمحافظة لحج اثناء تحرير القاعدة العسكرية اواخر يوليو 2015 ، تشير معلومات أخرى انه قتل في مدينة دمت بمحافظة اب في نوفمبر 2015 على يد المقاومة الشعبية، بينما ترجح المعلومات التي تناولتها وسائل الاعلام خلال اليومين الماضين مقتله في محافظة الجوف على الحدود مع المملكة العربية السعودية بغارة جوية.

 ولا يبدو الجيش اليمني مهتما بترجيح كفة رواية عن أخرى، فما يهمهم هو دلالة هذا الإعلان المتأخر عن وفاة المداني.

ويقول العميد محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة اليمنية، أن المداني يعتبر من القيادات الحوثية الكبيرة، وهو بالنسبة للجماعة بمثابة وزير الدفاع، وقد اخفوا مقتله خوفا من ان يؤثر ذلك على معنويات المقاتلين حينها، لكن اليوم اصبح الاعلان عن مقتله بمثابة تحصيل حاصل لاسيما بعد مقتل العديد من قيادات الجماعة.

واضاف في تصريحات خاصة لبوابة العين الإخبارية، أنه تم تسريب خبر مقتله حتى لا يتفاجأ انصار الجماعة لأنه كان من القيادات المؤثرة والقريبة من زعيم الجماعة.

ولم يعرف عن طه المداني ظهوره في الإعلام إلا في احتفال الجماعة في دار الرئاسة بالسيطرة على العاصمة صنعاء واشهار ما اسموه بالاعلان الدستوري حيث ظهر مع شقيقه مرتديا الزي العسكري وفي اليوم التالي ظهر في اجتماع لقيادات عسكرية وامنية كعضو في اللجنة الامنية العليا كما ظهر في احدى الصور وهو في قصر المعاشيق بعدن.

ووصف المحلل السياسي اليمني علي الفقيه، مقتل المداني بـ "الخسارة الكبيرة" لجماعة الحوثي.

 وقال الفقيه: " المداني من القيادات الميدانية الكبيرة ومقرب جدا من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وشارك في الجولات الاخيرة من حروب صعدة ويحظى بثقة زعيم الجماعة ويعتبر من صف ابوعلي الحاكم بالاضافة الي كونه صهر زعيم الجماعة وترتبط العائلتين بعلاقات قوية ومصيرية منذ اكثر من قرن من الزمان كونهما عائلتان ارتبطتا بالحكم في عهد الائمة ما قبل ثورة سبتمبر ".

واضاف في تصريحات خاصة لبوابة العين: " اعتقد ان خسارة الجماعة لقيادة بهذا الحجم يشكل خسارة كبيرة على صعيد القيادات الميدانية لأنه ليس كل القيادات لديهم صلاحيات كبيرة مثل المداني للتوجيه والتخطيط واتخاذ القرار فيما يتعلق بالعمليات الميدانية بعيدا عن زعيم الجماعة والمجموعة المحيطة به".

 واشار الي ان التكتم على مقتله يأتي بغرض الحفاظ على معنويات المقاتلين وعدم اشعارهم بالضربات القوية التي تتعرض لها الجماعة في الميدان.

 و تكرر تكتم الجماعة على مقتل قيادات بارزة وبحكم البنية العقائدية للجماعة فإنها تمتلك القدرة على اخفاء خبر مقتل قيادي بهذا الحجم طوال هذه الفترة.

ويرجح الصحفي ذويزن مخشف مقتل طه المداني، الذراع الايمن لزعيم الجماعة الحوثية، في العند شمال لحج اثناء تحرير القاعدة العسكرية في يوليو 2015، مشيرا إلى أن المليشيات تكتمت خبر مقتله ولم تفصح خوفا من ان يؤثر ذلك على معنويات المقاتلين.

 واوضح مخشف ان المداني هو من قاد الهجوم على دار الرئاسة في فبراير 2015 ويعد مقتلة ضربة كبيرة للجماعة الان ان اعلان مقتلة بعد عام من مصرعه لن يؤثر بسبب خسارة الجماعة لعدد كبير من القيادات الميدانية ولم يعد اخفاء مقتله مجد في هذه الحالة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل