اليمنيون في أسيوط.. الهروب من خندق الحرب إلى أزمة "المصاريف" | ولاد البلد
الرئيسيه » جيران » تقارير » اليمنيون في أسيوط.. الهروب من خندق الحرب إلى أزمة “المصاريف”
من أقصى جنوب الجزيرة العربية اليمن، إلى قلب جنوب مصر أسيوط، قطع محمد عبده القواتي، صاحب الـ43 عامًا، طريقًا طويلة، بعيدًا عن المشكلات والمنغصات، ليواجه ارتفاع المصاريف الدراسية في الجامعات.
القواتي هو عضو هيئة تدريب بجامعة الحديدة اليمنية، قبل أن يوفد لكلية التربية الرياضية بأسيوط، من أجل نيل درجة الماجستيرفي مناهج وطرق تدريس التربية الرياضية.
في بدايات 2014 وصل القواتي إلى القاهرة، ومنها إلى أسيوط في قلب الصعيد، يقول القواتى أبرز ما لاحظته في أسيوط الجانب الأمني القوي، ربما لطباع أهل البلد في الأساس.
وبعد انتهاء السنة الأولى من دراسة الماجستير سافر القواتي إلى اليمن وجاء بأسرته جميعًا، يقول: كان الإيجار فى بداية 2014 700 جنيه وارتفع حتى وصل إلى 900 جنيه مؤخرًا.
التسهيلات الكثيرة التي كانت تمنحها جامعة أسيوط لطلابها، بدأت في التناقص بحسب القواتي، ومنها التأمين الصحي والأندية الجامعية، والدورات والمؤتمرات والخصومات على المصاريف الدراسية.
وعن تناقص عدد الباحثين الوافدين إلى جامعة أسيوط مؤخرًا، يضع القواتي ارتفاع الرسوم الدراسية في الجامعات المصرية على قائمة الأسباب.
يقول القواتي رفعت الحكومة المصرية المصاريف الدراسية من 1200 جنيه استرليني للكليات الإنسانية، أى ما يعادل 36 ألف جنيه مصري، ونحو 2000 جنيه استرليني للكليات العلمية، أي ما يعادل 48 ألف جنيه مصري.
يتابع: أما الآن أقل تكلفة للكليات الإنسانية 4500 دولار، أي ما يعادل 82 ألف جنيه مصري، وما يعادل مليون ريال يمني، و6 آلاف دولار للكليات العلمية، ويوضح أن تكلفة دراسة الماجستير كانت تبلغ نحو 7 آلاف دولار طوال، أصبحت ما يعادل 19 ألف دولار.
القواتي يشير إلى جهود اللجنة الطلابية بمصر، التي تساعد الطلاب في إنهاء الأوراق الإدارية بالجامعة والأمنية، كما لتستطيع أن تختار ما يناسب أمورك في المسكن.
وكغيره من الطلبة اليمنيين يشكو القواتي من عدم صرف المستحقات المالية للباحثين اليمنيين، موضحًا تأثر الباحيثن بالحرب في اليمن، وأغلب الموظفين لم يستلموا رواتبهم هناك، وهو أيضا ألحق الضرر بالوافدين.
يقول القواتي إن جامعة أسيوط بدأت تطالب الباحثين بسداد المستحقات الدراسية، وكانت تطالب الملحقية الثقافية للسفارة اليمنية في القاهرة، وحتى الآن لم يجر تعزيز المصاريف للجامعة من قبل الملحقية، بالإضافة إلى أن الجامعات اليمنية من المفترض أن تصرف بدل كتب للدارسين بالخارج قدره 250 دولارًا في السنة، لكنه لم يرسل إلى الآن.
يتابع: كنت ضمن اللجنة الطلابية التى قابلت السفير اليمني بالقاهرة لمطالبة بصرف مستحقاتنا، ووعدنا بحل المشكلة، وخاطب مجلس الوزراء والجهات المسؤولة فى الداخل، وبعضنا اعتصم داخل السفارة كوسيلة ضغط، ولم يكن المقصود فوضى، كما أن رابطة الموفدين اليمنيين فى الخارج بدأت تضغط إعلاميًا على السفارة، وأنا أحد أعضائها، لكننا كنا نسمع وعود دون تنفيذ.
وعن كيفية المعيشة فى أسيوط خلال فترة انقطاع المستحقات الدراسية منذ 6 أشهر، يحكى: بدأت تتأخر المستحقات منذ شهر ديسمبر 2015، فبدأت كغيري في التقشف، وبعضنا بدأ يضغط على الأسرة في اليمن ليرسلوا لهم أمولًا للاستمرار، وآخرون لجأوا إلى الاقتراض.
القواتي كان يدفع إيجار السكن كل 3 أشهر مقدمًا، وذلك عندما كان يتسلم المستحقات كل ربع من العام، وبسبب تأخر المستحقات، بدأ في 2017 التعاون مع أخيه في دفع الإيجار حتى شهر مارس المقبل.
في نهاية حديثة وجه القواتي عدة نصائح لزملائه الدارسين منها الصبر، واختيار البلد المناسب لدراستهم ومجال عملهم، واستشارة الزملاء السابقين في نفس التخصص.
ويرى أن هناك كليات تحتاج لأكثر من 5 أو 6 أعوام للحصول على درجة الماجستير، في حين أن الوافدين من الجمهورية اليمنية لا تمنحهم الحكومة هذا الفترة للإيفاد خارج البلاد، وإذا قضيت أكثر من فترتك تتحمل باقى النفقات على حسابك الخاص، وهو ما يشكل عبئًا ماديًا.
Comments