المحتوى الرئيسى

محمد علوانى يكتب: غربال الدعوة¡¡¡ | ساسة بوست

02/09 11:34

منذ 1 دقيقة، 9 فبراير,2017

كثيرون أولئك الذين يركبون قطار الدعوة، ويرفعون راية العقيدة، وينادون بقيمها، ويدافعون عن مبادئها رافعين شعارا يرسم طريق الوصول الي مرضاة ربهم وبه صلاح دينهم ودنياهم وآخرتهم، يربون عليه أنفسهم وينادون به في مجتمعاتهم :الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا،والموت في سبيل الله أسمي أمانينا،ووعد الله الصادقين من هؤلاء”ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ” ولكنه اشترط عليهم شرطا وعليه يدور الابتلاء والتمحيص ” يعبدونني لا يشركون بي شيئا “……إذ ان معركة العقيدة ليست ككل المعارك :”إنها معركة في الميدان ومعركة في الضمير، ولا انتصار في معركة الميدان دون الانتصار في معركة الضمير، إنها معركة الله، فلا ينصر الله فيها إلا من خلصت نفوسهم له، أما الذين يرفعون راية العقيدة ولا يخلصون لها إخلاص التجرد فلا يمنحهم الله النصر أبدا ” هكذا يفهمنا صاحب الظلال!!!!!!!!

ولذا قضي الله علينا سنة التمحيص، ليميز الخبيث من الطيب، ولينقي الصف من طلاب الدنيا حتي لا يتنزل النصر

إلا علي طلاب الآخرة”ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتي إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل علي المؤمنين”

ولذا دعونا نسلم ان قطار الدعوة يركبه من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة، يركبه من قصرت به غايته لعرض من الحياة الدنيا فهو ينزل من القطار عند تلك المحطة ان تحصل عليها أو حيل بينه وبينها ، ولن يستمر إلي نهاية الرحلة إلا من جعل الله غايته ورضاه مقصده فينال سعادة الدنيا والآخرة.

ولقد أشار الله جل في علاه الي بعض هذه المحطات في طريق الدعوة في قصة طالوت وجالوت ولعل أهمها :

_محطة حب الرئاسة والتطلع إلي الصدارة “قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ” مقارنة بين إمكاناتهم وإمكانات قائدهم، وإبراز إمكاناتهم بالقدح والتقليل من شأن قائدهم، فكان تبرير رسولهم لهم “ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ” فالمقوم الأول الذي استحق به القيادة انه اختيار الله (أو جاء بآلية فرضها الله كآلية الشوري مثلا) والمقوم الثاني هو مقوم العلم الناتج عن الخبرة التراكمية وكثرة الامتحانات التي تعرض لها واجتازها فلم تلن له قناة…. وعندئذ لم يستطيعوا مواصلة السير فنزلوا في هذه

المحطة ونزل معهم من كانت هذه هي غايتهم حين ركبوا قطار الدعوة!!!!!!!

والمحطة الثانية هي محطة السمع والطاعة للقيادة في غير معصية الله والناتجة عن اطمئنان الجندي لقائده، ومظاهرها إنفاذ الأمر علي التو في العسر واليسر والمنشط والمكره فلا جدال ولا مراء ولا جيوب ولا تناجي بالإثم والعدوان ومعصية القائد، حتي وان لم يبد للجندي الحكمة من الأمر، المهم ألا يكون فيه معصية الله “ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده ” وقد يشق ذلك علي النفوس ان صادف تعرضا لمضرة أو حرمانا من شهوة ولذا لم يثبتوا “فشربوا منه إلا قليلا منهم ”

وهؤلاء ينزلون في هذه المحطة وينزل معهم كل من قصرت بهم غايتهم ولم يتحملوا أعباء التكاليف.

ثم تأتي المحطة الثالثة وهي محطة التعلق بالأسباب والركون إليها ونسيان مسبب الأسباب “فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ” فالمعركة غير متكافئة لا من حيث العدد ولا من حيث العدة والنصر في هذه الحالة بمقياس البشر مستحيل وعندئذ تحدث الزلزلة وتتجلي حقيقة الإيمان،فيدبر من تعلقت قلوبهم بالأسباب وآثروا العاجلة ونست قلوبهم الآخرة، فيقفزون من القطار مع بداية المواجهة وكلما طال أمد المعركة يتساقطون واحدا تلو الآخر، ولا يتنزل النصر إلا

علي هذه القلوب المؤمنة المحتسبة الطالبة لإحدي الحسنيين التي لا تستمد قوتها وعونها إلا من الله وحده “قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ” فهزموهم بإذن الله….. بل ان النصر أتاهم علي يد من ظنوا به الضعف ” وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء…… وهذا التدافع بين الحق والباطل سنة الله في أرضه حتي قيام الساعة ولا تطيب الحياة الا به ” ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل علي العالمين”

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل