المحتوى الرئيسى

العلاقات الأمريكية التركية .. داعش يلم الشمل والكرد يعرقلون

02/09 18:50

دعم لتركيا، وتعاون على مواجهة الإرهاب، وتأكيد التحالف المشترك، كلها نقاط تضمنها الاتصال الهاتفي الأول من نوعه الذي جرى بين الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس الثلاثاء، وفقما أعلن في بيان صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية التركية.

الاتصال يأتي بعد فترة من التدهور في علاقة واشنطن بأنقرة وصلت لحد التراشق بالاتهامات بين تركيا وأمريكا في أواخر عهد إدارة بارك أوباما، لدرجة أن أردوغان اتهم أمريكا علانية بدعم داعش.

أربع ملفات عكرت صفو العلاقات الأمريكية التركية الفترة الماضية، يزول بعضها في عهد ترامب ويتبقى الآخر عالقا.

دعم الأكراد في سوريا يظل الغصة في حلق العلاقات بين الدولتين، فمنذ معركة عين العرب "كوباني" أكتوبر 2014 وجدت واشنطن ضالتها في الأكراد لمواجهة تنظيم داعش بعدما أظهروا مقاومة باسلة، ففتحت أمريكا خزائنها للأكراد ودفعتهم لتشكيل قوات "سوريا الديموقراطية" في نهاية 2015 لتقليل غضب أنقرة من دعم الأكراد بالسلاح والأموال، حيث ترى فيهم تركيا خطرا لسعيهم تشكيل دويلة على الحدود السورية يمثل تهديدا لأمنها القومي، لأن ذلك قد يشجع أكراد تركيا في الجنوب على الانفصال.

ويستمر الدعم الأمريكي للأكراد في عهد دونلاد ترامب إذ تشارك القوات الكردية واشنطن في عزل مدينة الرقة معقل داعش في سوريا تمهيدا لطرد التنظيم منها، لذلك طلب أردوغان من ترامب في الاتصال الهاتفي وقف الدعم لهم.

كما أثر سلبا على العلاقة سابقا تجاهل الولايات المتحدة لمطلب تركيا بإقامة منطقة آمنة في سوريا يعاد إليها اللاجئون السوريون حول العالم وتضمن بذلك أنقرة عدم إنشاء دويلة كردية على حدودها، وكان الرد التركي على هذا التجاهل إطلاق حملة عسكرية "درع الفرات" أغسطس الماضي لطرد الأكراد وداعش من على حدودها والتمهيد لإقامتها.

وما يقرب وجهات النظر بين ترامب وأردوغان أن الاثنين أعلنا عزمهما إقامة مناطق في سوريا وهو ما كان محورا أيضًا في الاتصال.

تقارب أنقرة لموسكو خاصة بعد اعتذار أردوغان عن إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015 وزيارته لروسيا كانت تقلق الإدارة الأمريكية التي تناصب موسكو العداء بينما ترامب لا يتوقف عن الثناء على روسيا ويراها تلعب دورا مهما في مكافحة الإرهاب.

ووتر العلاقات الأمريكية التركية أيضًا انتقادات واشنطن المتكررة لأوضاع حقوق الإنسان في تركيا على خلفية حملة التطهير التي أطلقتها الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب الأخيرة 15 يوليو الماضي، بينما ترامب لا يعير اهتماما بملف حقوق الإنسان ويعطي الأولوية لمكافحة الإرهاب الذي خاضت فيها أنقرة شوطا طويلا في مدينة الباب السورية، بحسب مراقبين.

ويقول صلاح لبيب المتخصص في الشؤون التركية أنه لم يحدث تغيرا كبيرا في مسألة دعم أمريكا للأكراد التي دوما تؤرق أنقرة، بل أن الإدارة الأمريكية الجديدة أسندت للأكراد في سوريا أسلحة متطورة تقترب من الثقيلة، ولكن ترامب تحجج بأنهذا الدعم تنفيذا لقرارات وتعهدات اتخذها سلفه أوباما، رغم أنه لم يف بكثير من تعهدات الرئيس الأمريكي السابق، بحد قوله.

ولفت في حديثه لـ"مصر العربية" إلى أن أردوغان كان يشن هجوما على منافسة ترامب في الانتخابات هيلاري كلينتون لإعلانها أنها ستدعم الأكراد في مواجهة داعش باعتبار أنهم سلاح ناجح، رغم أن ترامب يسير على نفس المنهاج.

وأوضح لبيب أن ترامب تحدث عن تركيا حين كان مرشحا رئاسيا بشكل إيجابي وأنه سيتعاون معها في مواجهة داعش، بينما الإدارة الأمريكية السابقة وكلينتون كانوا دائمين النقد لحقوق الإنسان في تركيا.

وأكمل:” ترامب انفعالي ورجل صفقات ولا يمكن التنبؤ بسياساته، وربما الحديث حول الأجواء الإيجابية من مكالمته مع ترامب مقارنة بمكالمته برئيس وزراء أستراليا التي أنهى فيها ترامب المكالمة قبل انتهائها".

وأشار المتخصص في الشؤون التركية إلى أن أنقرة عادة يعلقون آمالا كبيرة على الإدارات الأمريكية وتثبت التصرفات على الأرض صدق هذه التوقعات أو تنفيها.

مصطفى زهران الباحث في الشأن التركي قال إن ترامب منذ اللحظات الأولى لصعوده لصدارة المشهد السياسي كان يرى الرئيس التركي برؤية مغايرة بخلاف كثير من الرؤى الغربية وحتى ورؤية الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة أوباما.

نوه في تصريحه لـ"مصر العربية" إلى أن ترامب يعي جيدا الدور المنوطة به لتركيا حاضرا ومستقبلا، خاصة بعدما ظهر جليا التأثير الإقليمي لتركيا في الفترة الأخيرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل