المحتوى الرئيسى

7 تحديات داخلية وخارجية تواجه إيران في ذكرى الثورة الإسلامية

02/09 18:12

تحل غدًا العاشر من يناير الذكرى 38 لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وتمكنها من مقاليد الحكم، لتقوم الجمهورية الإسلامية في إيران ويصبح المرشد العام للثورة الإسلامية هو صاحب اليد العليا على الشعب والرئيس، والحرس الثوري أهم من الجيش والشرطة. لكن الذكرى هذا العام تتزامن مع العديد من التحديات التي تواهها إيران داخليًا وخارجيًا، تضع الحكم الإسلامي الشيعي للبلاد محل المساءلة.

على صعيد المعارضة لحكم آية الله – وهو اللقب الذي يحمله مرشد الثورة منذ قيامها – لا تزال جذوة «الحركة الخضراء» مشتعلة، منذ الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في 2009. ورغم هروب أغلب المعارضين خارج البلاد، طواعية ً أو نفيًا، إلا أن بعضهم فضل البقاء وسط الأوضاع الصعبة، معبرًا عن نفسه بوسائل سلمية.

من أبرزالمعارضين داخل البلاد مهدي خزعلي، المعتقل حاليًا بسبب تصريحاته المحرضة للشعب على عدم الخروج في مسيرات الاحتفال بالثورة الإسلامية غدًا، من أجل «احترام الديمقراطية وعدم تكثير سواد جيش العدو – أي النظام الحاكم – ، ومن أجل أن لا تكون المشاركة تأييدًا للقتل والجريمة والجهل والحماقة». ويُبدي خزعلي اعتراضه على الاعتقال في كل مرة من خلال الإضراب عن الطعام.

وحاول مهدي كروبي، أحد قادة الحركة الخضراء الموضوعين تحت الإقامة الجبرية، إثناء خزعلي عن إضرابه في رسالة نقلتها عائلته، مؤكدًا أن رسالته من الإضراب قد وصلت إلى الجميع، ومشيرًا إلى أسفه من أن «أبناء إيران لا يجدون سبيلًا للحصول على حقوقهم المشروعة سوى الإضراب عن الطعام».

وأضاف كروبي في رسالته: «إيران اليوم على أعتاب سنوية انتصار الثورة، الثورة التي كان من المقرر أن تهدي الشعب الإيراني الاستقلال والحرية، بعيدًا عن العنصرية وعدم المساواة، لكن أطماع أصحاب السلطة وغرقهم في زينة الحياة الفانية لم تؤدِّ بخيرة أبناء هذه الدولة إلى السجون فحسب، بل تسببت في جميع ما يعانيه الشعب من العذاب والمصائب. أنتم تعلمون ونحن نعلم أن مستقبل هذه الدولة متعلق بالشعب الإيراني العظيم، وأن الظلم والاضطهاد إلى زوال».

ويواجه الشعب الفارسي أزمة التضييق على حرية الفكر والتعبير، حيث أعلن مساعد النائب العامّ للشؤون الإلكترونية عبد الصمد خُرّم آبادي تدشين «الباسيج السايبري»، وهو كيان يتضمن نحو 18 ألف شخص – قال أنهم متوطوعون – يتولون مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي؛ وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا».

الأقليات كذلك تواجه تهميشًا اقتصاديًا، ومنهم الأكراد الذي يضطرون إلى العمل في مهام شاقة كالعتالة تعرضهم للحوادث الخطرة باستمرار. ويُضاف إلى ذلك «غموضًا في الوضع الوظيفي» لبعض العمال، وهو ما أجج تظاهرات لعمال المؤسسة المالية في إيران «ثامن الحجج» في ثماني مدن إيرانية. و ذكر راديو «فردا» الإيراني، اليوم، أن نحو 2700 من عمال ثامن الحجج تجمعوا أمام مباني محافظات غيلان وقزوين وكرمان وكردستان وأردبيل وفارس وخراسان رضوي ومازندران.

أما الأحواز، الشوكة الأكبر داخليًا في حلق النظام الإيراني، فيرتفع التعاون العربي والعالمي مع قضيتهم وسعيهم إلى الاستقلال عن إيران بوصفها محتل لأراضيهم العربية. وتنظم حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز» عددًا من المؤتمرات للدعاية للقضية الأحوازية، في عدد من الدول العربية المتضامنة معها، كما تشارك في مؤتمرات حقوقية حول العالم.

وفضلًا عن الجهود الدبلوماسية للحركة وغيرها من الحركات الأحوازية، تضم الحركة جناحًا للمقاومة العسكرية هو كتائب «محيي الدين الناصر»، والذي ينفذ عمليات مسلحة ضد مصالح إيران الاقتصادية في منطقة الأحواز كان آخرها تفجيرين استهدفا خطوط إمداد النفط. وتعهد أحد قيادات الكتائب، في بيان صحفي مطلع يونيو الماضي، بأن يكون 2017 «عامًا مختلفًا»، حيث أعدت الحركة خطة محكمة ودقيقة لتوجيه «ضربات نوعية ومؤثرة للعدو الفارسي».

أزمة أخرى في الوسط السياسي الإيراني تنتظر الحل، هي الصراع بين التيارين الأصولي والإصلاحي، لا سيما بعد وفاة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني في يناير الماضي، باعتباره أحد أهم الشخصيات التي حملت على عاتقها المصالحة بين التيارين.

ودفع ذلك الصراع الرئيس الأسبق وزعيم التيار الإصلاحي محمد خاتمي إلى الظهور إعلاميًا بعد سنوات من الغياب بسبب قرار قضائي بفرض الحظر عليه، ونشر على موقعه الرسمي بيانًا يدعو إلى التوحد حول «مبادئ النظام والثورة»، مضيفًا: «أوصي شعبنا بشكل جاد بأن يدافع عن وحدة أراضي البلاد والمصالح الوطنية ورفعة إيران أمام أكاذيب الأعداء بالوحدة والانسجام، حتى لو كان هناك استياء من بعض السياسات». ودعا خاتمي إلى المشاركة في المسيرات الاحتفالية غدًا.

يأتي التفاف بعض الإصلاحيين حول دعوات المصالحة حرصًا على مصالح الوطن الإيراني، في ظل تهديدات متنامية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعوته لإلغاء الاتفاق النووي، وفرض الولايات المتحدة عقوبات على كيانات إيرانية جديدة بسبب اتهامها بدعم الإرهاب، بل إن إدارة ترامب تدرس حاليًا وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية، وفقًا لوكالة «رويترز».

المسئولون الإرانيون أظهروا من جانبهم تقليلًا من تهديدات ترامب لدولتهم، كما هددوا حلفاء الولايات المتحدة أيضًا واعتبروهم شركاء في العداء الأمريكي لهم، وعلى رأسهم إسرائيل التي هددها بالقصف مجتبى زونور، عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي بإيران، واللواء محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري الإيراني.

وبرغم تزايد العداء بين إيران ودول الخليج العربي، الذي لا تزال إيران تعتبره «خليجًا فارسيًا»، واتهام منظمات مؤيدة لإيران المملكة العربية السعودية بمساومة ترامب بالنفط والأموال لضرب إيران وإلغاء الاتفاق النووي، ومحادثات إنهاء الاتفاقيات النفطية بين إيران وعمان؛ إلا أن ذكرى الثورة الإسلامية قد تشهد هذا العام فاتحة خير وانفراجة للصراع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل