من اللوحات إلى الباصات المقلوبة.. هكذا دعم الفن مأساة سوريا

لم تتوقف الأعمال الفنية الداعمة لضحايا الحرب السورية سواء من المدنيين الأبرياء أو اللاجئين والنازحين، ولم يكن آخرها ما قام به الفنان السوري الألماني "مناف حلبوني"، الذي جلب 3 حافلات ووضعها في ساحة بمدينة درسدن الألمانية قالبا إياها لأعلى، وذلك تذكيرًا بالصور الشهيرة، التي انتشرت بمدينة حلب السورية عندما وضعوا الباصات بشكل مقبول لأعلى لحماية المدنيين من رصاص القناصة.

وفي ديسمبر الماضي عبر لاجئ سوري عن اشتياقه لوطنه بصناعة مجسم لحارة قديمة في دمشق، ونجح محيي الدين قاسم، الذي فر من وطنه قبل أربعة أعوام بسبب الحرب، ويشعر بشوق بالغ لبيته وحارته، في تحويل إحساسه بالحزن إلى عمل فني فريد عبر صنعه مجسمًا فنيًا لحارة قديمة في دمشق.

وفي أبريل 2016، افتُتح في مدينة أسطنبول التركية معرض لأعمال فنية لأطفال سوريين ليلفت الأنظار للمحنة التي يواجهها اللاجئون الصغار في غُربتهم ببلاد أجنبية.

وعرض "بينالي أسطنبول لفنون الأطفال والشباب" أعمال 16 طالبا سوريا يوضحون المشكلات والصعوبات التي يواجهونها في المدارس بتركيا، وفي مدخل المعرض، وضعت منحوتة عنوانها "عواقب الهجرة من سورية" ترمز للحقوق الأساسية للأطفال مثل حق التعليم وحق اللعب.

وعلى الصعيد السينمائي، أخرج الفنان السوري عامر البرزاوي أعمال تبرز مأساة مواطني بلاده، أحدهما يجسد قصة طفل سوري أصابه الفقر واضطرته الظروف ليبيع "مناديل"، لكنه يحاول أن يستغل الموارد حوله لإنتاج هذه المناديل بنفسه، فكان "يمان" الفيلم القصير يحكى قصة طفل مخترع يصارع من أجل البقاء.

وله أيضًا تجربة أخرى، سبقت "يمان"، وهو فيلم قصير اعتمد فيه على الإضاءة والعناصر البسيطة، ليجسد مأساة مدينة الرقة، وكيف تلاشت إلى السواد بعد أن فرض تنظيم الدولة "داعش" سيطرته عليها، وكان "التلاشي إلى السواد".

على الصعيد الأدبي خلد الكثير من المبدعين ذكرى الثورة، ومن بينهم السوري "عبد الله مكسور"، وذلك من خلال 5 أعمال روائية له هي "شتات الروح"، و"غبار على الذاكرة" و"الطريق إلى جوانتانمو"، و"أيام في بابا عمرو"، و"عائد إلى حلب" و"طريق الآلام".

وعلى الصعيد المسرحي، هناك بعض الأعمال التى أخرجها سوريون، أو شاركوا بها ومن بينها العرض المسرحي للمخرج مروان حموش "يحكى أنّ"، ويهدف العمل إلى ترسيخ فكرة الحرية في نفس الإنسان بالطريقة التي تؤسس لسلام حقيقي ودائم بعيدًا عن التطرف.