خالد الإتربي يكتب: الأهلي تحت السن - Goal.com

قد يُفرط الأحفاد في القيمة التي ورثوها عن أجدادهم، وقد تضطرهم الظروف والضغوط على تقديم تنازلات ما كان سيقدمها أسلافهم، لكن لا يجوز بأي حال من الاحوال أن يصير التفريط سياسة ينتهجها الحفيد لأنها ستؤدي به في النهاية الى فقدان الهوية التي نجح الأجداد في بنائها، حتى ولو كان لحساب تحقيق بعض المكاسب، فإعرف تاريخك تعرف من تكون، فالتاريخ قيمة مكانها ليس المجلدات، أو مجرد سير وحكايات .ما يقدمه مجلس إدارة النادي الأهلي من تنازلات متتالية، يدفعنا وبحق للقلق على النادي، حتى وإن كان هناك انجازات تتحقق، فأعتقد إن الهوية أهم ما يميز هذا الصرح التاريخي على مر عصوره، وهو عدم القبول بأي ضغوط عليه من أي نوع، ولو كانت حتى في سبيل البقاء .فرط محمود طاهر سابقا في أحد الثوابت التاريخية، بقبوله رئاسة اول مجلس  معين للنادي ،  وذلك تحت شعار إنقاذ مسيرة النادي، وعدم تركه في دوامة المجالس المعينة من وزارة الرياضة، في حالة رفضه تولي المسؤولية، وقبلت الجماهير وجود هذا الأمر تدريجيا، وشاب أداء المجلس العديد من الأخطاء الى أن نجح في تصحيح مساره في النصف الآخير في فترة تعيينه رئيسا للأهلي.لكن جاء قرار التعيين الجديد بنفس هيئة المجلس القديم بإستثناء الإطاحة بمحمد عبد الوهاب من المجلس، ووضع محمد جمال محمد أحمد هليل المستقيل من المجلس في فترة تعيينه الأولى، ليرتفع عدد الاعضاء تحت السن الى ثلاثة ، ويبقى عماد وحيد العضو الوحيد فوق السن،  ليطرح القرار بعض الأسئلة التي تحتاج الى اجابة سواء من رئيس الأهلي أو وزير الرياضة .أولا ، كيف أقدم وزير الرياضة ورئيس الأهلي، على تشكيل مجلس إدارة لنادي بحجم الاهلي ب75 % من اعضاء تحت السن؟، وهو أمر لم يحدث في التاريخ.ثانيا ، هل قصد بذلك محمود طاهر أن يظل الآمر الناهي في النادي، مستغلا حداثة أعمار هؤلاء الشباب الذين لا يملكون أي خبرة في الادارة ، الى العام الماضي بالنسبة للقدامى، واذا افترضنا فيهم الخبرة ، هل هذا يؤهلهم للنادي الأهلي؟.ثالثا، ما الجديد الذي طرأ على محمد عبد الوهاب للإطاحة به من مجلس ادارة النادي، فالسبب المعلن للجميع هو صدور أحكاما قضائية باتة ضده تمنع من وجوده في المجلس، وهو الأمر المردود عليه أنه كان قد صدر أيضا احكاما قضائية نهائية ضده قبل تعيينه في المجلس في ولايته الأولى، وما يثار عن أن الأمر اختلف بأن الأحكام باتت باتة، أمر غير مقنع ، لأن الاختلاف الوحيد بين النوعين، هو أن الحكم البات غير قابل للطعن عليه ، أما النهائي من الممكن الطعن عليه، لكن الاتفاق بينهما في وجوبية التنفيذ، وهو كان السبب الرئيسي في احجام محمد عبد الوهاب عن السفر خارج مصر ، حتى لا يتم تنفيذ الأحكام عليه. أما رابعا فهو رسالة للعضو الجديد محمد هليل " عزيزي نحن لا نمتلك ذاكرة السمك" فأنت سبق وأعلنت دور البطولة واستقلت من المجلس بداعي أنك لن تشارك في حدث تاريخي سلبي في الأهلي  بكونك عضو في أول مجلس معين، فما دافعك لتغيير وجهة نظرك، واذا كان لك دوافعك، فلا تضحك علينا بأنك وافقت على هذا الأمر حفاظا على استقرار النادي، لأنك فعلت هذا من اجل نفسك فقط.أعرف إن مواجهتكم بالحقيقة قد تحرجكم، كما أنكم قد لا تلقون لها بالا، وقد تحاولون الرد عليها بأسباب واهية، وكل هذا حقيقة لا يهمني، الحقيقة الوحيدة التي أعلم أنكم تعلمونها وتحاولون الهرب منها هي زوال المعين ومن عينه ، طال الزمن أم قصر، وسيبقى الأهلي كيانا محافظا على تاريخه الذي لن تمحيه اخطاء القليل من أبنائه.