المحتوى الرئيسى

Khaled Ahmed يكتب: ترامب! كلنا لآدم..وآدم من تراب | ساسة بوست

02/08 20:43

منذ 1 دقيقة، 8 فبراير,2017

هي الحقيقة التي يتخوف منها المجتمع الدولي أجمع، فالرجل متهور بعض الشيء، وسيودي أمريكا في أتون صراع داخلي مع الأقليات والعرقيات، وستدخل الولايات لمتحدة في مشاكل داخلية قانونية، ومحاكمات قضائية، إضافة لبعض المشاكل التي سيجريها ترامب على إدارته من بعض التصرفات الرعناء، وربما يدخل الولايات المتحدة حربًا مع الدول المارقة، إيران، وكورياش، وربما روسيا، وهذا ما يجعلنا نفهم بأن ترامب ليس في محل ثقة بعض الأمريكيين، ولا ثقة المجتمع الدولي، سيحول أمريكا إلى تراب بفضل مغامرته التي لن تكون محسوبة، فطاقمه وجهان لعملة واحدة: الكراهية للأقليات، ولشعوب بعض الدول، عنصرية من الدرجة الأولى، وهي التي ستقضي على بلاد العم سام التي ترهلت طوال السنين الماضية، وتضخم الفيل، وكبر، وأصبح غير قادر على القتال والحرب كما كان في عز شبابه وعنفوانه، أمريكا أشبه ببالون ظل طوال السنين الماضية ينتفخ وينتفخ إلى أن وصل للحد الأقصى من حجمه، ولابد أن ينفجر هذا البالون مهما كانت قوته، وقوة المادة المصنعة منه هذا البالون.

المتابع لتصريحات ترامب المستفزة للعرب والمسلمين، وحديثه بنقل السفارة الأمريكية للقدس يذكرنا بـ«جيمس بلفور» وزير خارجية بريطانيا، قبل قرن من الزمان، والوعد الذي وعده في عام 1917، بقيام الدولة الصهيونية، وهو ما يعطي العرب جرعة أمل كبيرة، وتحذير، والاستعداد العربي بأن لا مجال لأحلام اليهود في المنطقة، مهما كانت المعطيات والوعود، فالعالم اليوم على دراية كاملة بالحق الفلسطيني بأرضه ووطنه، قرن يمر والمنطقة في لهيب مستعر من أزمة لازمة، ومن حرب لحرب لم تهدأ أبدًا لم يمض عقد من الزمن، إلا وهنالك أزمة وحرب منذ وعد «بلفور» المشوؤم عام 1917، حيث لم يمض عقد إلا وكان هنالك زلزال مدمر 1927، ولم يمض عقد آخر، إلا وهنالك الثورة العربية الكبرى 1936، وهكذا دواليك 1947، مشروع تقسيم وقيام الدولة الصهيونية، وعقد آخر 1956، يأتينا بالعدوان الثلاثي على مصر، ولا يمر عقد إلا وتأتي نكسة يونيو (حزيران) 1967، وهكذا أزمات وحروب حتى 1978، اتفاقية «كامب ديفيد» وتحييد مصر عن عمقها العربي و1988، وضع حد للحرب العراقية الإيرانية التي أنهكت دول المنطقة، ثم جاءت الأزمة المالية العالمية 1998، وتلتها متوالية سريعة من سقوط بغداد 2003، إلى أزمات وصراعات في عدة بلدان عربية لتسقط أنظمة فيما سمي بثورة الربيع العربي الذي أكل الأخضر واليابس في أماكن عديدة من وطننا العربي الكبير، وهو ما يمهد لخارطة طريق مسدودة من كل الجوانب، وسيستمر هذا السيناريو الذي لا يريد مخرجه الفاشل إنهاءه إلا بعد حدوث ما يريدون من تقسيم وتقزيم وإضعاف لدول المنطقة أكثر مما هي فيه الآن من ضعف وعجز كلي عن مسمى دولة مستقلة .

منذ الوهلة الأولى، ومن وقت مبكّر للحملة الانتخابية ظل دونالد ترامب يَصْب جام غضبه على الأقليات والعرقيات مهددًا تارة بطردهم من أمريكا، وتارة بمنع دخولهم عبر الحدود ويتناسى ترامب الرجل الأعمال أن سبب هجرة الملايين من كافة العالم هو الفقر والجوع والمعيشة الضنكة في بلدانهم، والتي تعتبر الولايات المتحدة أحد أهم أسبابها بسبب سياساتها الداعمة والراعية للفسدة والمفسدين في معظم حكومات دول العالم، التي تضطهد شعوبها وتنهبها وتسرق ثروات شعوبها وتودع هذه الأموال في بنوك الغرب تحت حماية أمريكا والغرب .

حكومات يشوبها الفساد تقع في ظل حماية القوانين الغربية يسمح لها بإيداع المليارات من ثروات شعوب هذه الأقليات العرقية، اللاتينية، والهندية، والصينية، والإيرانية، والعربية، التي لجأت للولايات المتحدة طلبًا للقمة العيش بكرامة وحرية وأمان .

الولايات المتحدة تحارب الاٍرهاب في كل مكان، ولكن لماذا لا تريد أن تفهم، ما هو سبب الاٍرهاب أنه الفقر والجوع والبطالة، وما أسباب الفقر؟ إنه الفساد، ونهب المسؤلين لثروات شعوبهم في معظم الدول النامية .

وإذا كان ترامب جادًا في سياساته اتجاه الأقليات، فإنه لابد من مساعدة هذه الأقليات في العودة لبلدان أكثر ديمقراطية وحرية وأمن وأمان وحياة معيشية خالية من الفسدة والمفسدين، والذي يجب على الولايات السعي لاستصدار قانون دولي لإنشاء هيئة دولية لمكافحة الفساد في العالم بحيث تتم متابعة أرصدة كافة السياسيين والعابثين في ثروات شعوبهم حينها، سيترك ملايين الوافدين غربتهم في الولايات المتحدة.

نشر السلام ووقف النزاعات والحروب حينها سيتخلى مالا يقل عن 10 مليون وافد عن أمريكا ليعود لوطنه الأم. حينها نستطيع احترام الرئيس ترامب، ونرفع له القبعة والتصفيق له .

حال الروس عنوانه المثل الروسي الشهير تصادق مع الذئاب، على أن يكون سيفك مستعدًا، فالروس لم ينسوا يومًا أن الولايات المتحدة هي السبب الرئيس في انهيار الاتحاد السوفيتي، وأن الأمريكان لا يعرفون شيئًا اسمه صديق، بقدر المصلحة أساس علاقتها مع كافة دول العالم.

وما مغازلة بوتين المتكررة لترامب إلا دليل على رغبة في تقليص دور أوروبا عالميًا يعتقد الروس والأمريكان اليوم، إن ما فشل به الألمان إبان الحرب العالمية الثانية بقوتها وترسانتها العسكرية الضخمة من احتلال أوروبا استطاعت ألمانيا اليوم وبقوتها الاقتصادية أن تحققه بتوحيد أوروبا، وجعل ألمانيا، مركزًا لهذا الثقل الأوروبي، والذي يزعج روسيا باستمرار، وهو ما أزعج الولايات المتحدة التي بدأت تتخوف من هذا الاتحاد الذي أضحى أكبر منافس للولايات المتحدة، ومهددًا تفوق الأمريكان اقتصاديًا تكنولوجيًا وصناعيًا وتقنيًا.

وما تهديد بوتين المبطن لرئيس فرنسا لساركوزي بالتوقف عن معاداة روسيا، والوقوف حجر عثرة أمام روسيا في الملف السوري، إلا دليل على هذا الصراع الخفي.

والأدهى اليوم الخلاف الفرنسي الأمريكي بسبب الملف الفلسطيني، ورغبة ترامب بنقل السفارة للقدس، جعل الأمريكان يمتعضون من الدور الفرنسي والأوروبي عامة، وحتى ألمانيا، سجلت موقفًا قويًا جدًا ضد بعض قرارات ترامب المتهورة ضد الأقليات، وهو دليل على شرخ في العلاقات بين الأقطاب الثلاثة، روسيا من جهة، ودغدغتها للأمريكان للوقوف إلى جانب بعض في الكثير من القضايا الدولية، والتحالف ضد سياسات أوروبا المخالفة لرغبات القطبين، الروسي والأمريكي، خصوصًا في ملفات الشرق الأوسط بالمقابل تضغط روسيا على جارتها الصين لوقف دعمها لكورياش، وابتزازها بملف الصين الوطنية «تايبيه»، والتي استفز بها الرئيس الأمريكي ترامب الحكومة الصينية عندما بعث برقية تهنئة لرئيس تايوان.

بالرغم من أن الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر عالميًا من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي والأكثر تقدمًا تكنولوجيًا إلا أنه فقد في عام 2014 صدارته لقائمة أكبر اقتصادات العالم تبعًا للقدرة الشرائية لفائدة الصين .

ويمثل الاقتصاد الأمريكي اليوم 17% من إجمالي حجم الاقتصاد العالمي، بعدما كان يمثل 45% في السبعينات وتراجع ليصبح 25%، فترة التسعينات إلى أن وصل اليوم 17%. ويهيمن الدولار على سوق المعاملات الدولية، ويشكل الجزء الأكبر من الاحتياطات النقدية لدول العالم، كما أن بعض الدول تتخذ من الدولار عملة احتياط.

ومن الصعب التخيل أن إجمالى الدين العام الأمريكى تقريبًا هو 19 تريليون دولار، مع العلم أن إجمالى الناتج المحلى الأمريكى لمدة عام هو 19.400 تريليون دولار فقط، أى أن كل ما تنتجه الولايات المتحدة من سلع، وخدمات خلال عام كامل بالكاد يكفى لسداد ديونها .

واليوم بكل تأكيد اصبحت الولايات المتحدة تمثل مشكلة بالنسبة للعالم، بعد أن كان العالم يرى أنها تقدم الحل لمشاكله، وتضمن الحرية السياسية والنظام الاقتصادي خلال نصف قرن مضى، ليتغير الحال فقد بدأت تظهر كعامل فوضى تستفز دولًا، كالصين وروسيا وإيران، وتفرض على العالم الاعتراف بأن هناك دولًا تمثل محورًا للشر، وتضع حلفاءها باستمرار في موقف حرج باستهدافها الدول المجاورة لهم التي لهم فيها مصالح حيوية، كاليابانيين والأوروبيين، وحتى الخليجيين، فما الذي يجري للاقتصاد الأمريكي؟ وهل يمكن لاقتصاد أكبر دولة في مواردها وإمكاناتها أن تجد نفسها في لحظات تعيش كارثة اقتصادية؟ وما هو السبب غير المعلن في استنزاف الاقتصاد الأمريكي.

ويبقى السؤال: كيف يجب أن تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع إشكالية الدين .

أغلب حكومات العالم مديونة لشعوبها، وأغلب هذه الدول غير المنتجة لا تجد ما تنفقه على شعوبها، وبالتالى فهى تقترض من الشعب للإنفاق عليه.

والدول المقرضة أحيانًا لا تقرض من فائض، بل تقرض من أساس رأس مالها بمعنى أنه مبلغ مستثمر، وأن فوائد هذا القرض يتم إنفاقه على الشعب واحتياجاته، فدولة كالصين (بمفردها تدين أمريكا بأكثر من تريليون وربع دولار)، وتهدد أمريكا باستمرار كل لحظة، وتهدد باسترداد أموالها لديها كلما تكلمت عن تقييم الصين لعملتها «الإيوان» بأقل من قيمتها، مما يمكنها من التصدير لأغلب دول العالم، وعلى رأسها أمريكا.

وهنا يتضح لنا جليًا بعض ملامح الضعف في الاقتصاد الأمريكي، وأنه بالون كبير أوشك على الانفجار، بالون صنعه مقرضونه، وعلى رأسهم الصين واليابان وألمانيا و…إلخ

لذا رأينا ترامب منذ الوهلة الأولى لحملاته الانتخابية يتحدث بإسهاب عن ضرورة أن يدفع حلفاؤها وأصدقاؤها في العالم مقابل الحماية جزء من ثرواتهم ودخلهم السنوي، سواء حلفاءها الغربيين كألمانيا وإيرلندا وتركيا، وحتى بريطانيا وحلفائها في شرق آسيا اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، وربما دول الخليج والعراق، ليسوا بعيدين عن ضرورة دفع جزء من دخلهم السنوي للأمريكان مقابل الأمن والحماية الأمريكية.

ترامب والمخزون من أسلحة الدمار

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل