المحتوى الرئيسى

بين كفاح الكابتن «رضوى» وطموحات الرئيس «سحر».. الكرة النسائية تسعى لإثبات نفسها في «لعبة الولاد»

02/08 19:43

شغف كبير بين النساء والفتيات أبرزته مشاركة المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية، بنحو ربما بدا مفاجئًا للكثيرين وللفتيات أنفسهن، ممن ظنوا أن النساء لا تهتم بكرة القدم ولا تفقه قواعدها. العديد من مقاطع الفيديو تظهر لفتيات مصريات يحترفن لعب الكرة، ويتفوقن على أقرانهن الرجال، لكن لا صوت يُسمع للكرة النسائية في مصر أو مشجعيها؛ ما دفعنا إلى تقصي حالها وأسباب تراجع الاهتمام بها، برغم إعلان الاتحاد المصري لكرة القدم عن الكثير من الأماكن لتدريب الفتيات في مختلف المحافظات.

الكابتن رضوى خضر، مدربة فريق كرة القدم النسائية بنادي «ميت الخولي» في دمياط، قالت أن إقبال فتيات القرية على الفريق ضعيف جدًا، رغم كونه منضمًا للدوري الممتاز وتأهله إلى مباراة السوبر، لذا يتكون أغلب الفريق من شابات مغتربات؛ لكن الفريق نجح في نقل الجماهير من رفضه والسخرية منه إلى متابعته وتشجيعه.

وأوضحت لـ «اليوم الجديد»: «الكرة النسائية تواجه الكثير من الصعوبات بسبب العادات والتقاليد، التي تعتبر ممارسة الفتاة لكرة القدم عيبًا، فقد يمنع البيت الابنة الموهوبة كرويًا من الانضمام إلى فريق. لذا لا يستطيع المشاركة بالفرق سوى عدد قليل، خصوصًا في الفرق التي توجد في مناطق ريفية أو شعبية؛ بينما في المناطق الراقية توجد أكاديميات تسمح للفتيات بسيطات المستوى الفني ممن يحببن كرة القدم بتعلمها».

وأشارت الكابتن رضوى إلى أن مصر متأخرة جدًا في مستوى الكرة النسائية على المستوى الإفريقي والعالمي، حتى أنها لم تتأهل لكأس الأمم الإفريقية منذ 18 سنة سوى في العام الجاري، وخرجت من تصفيات الدور الأول. وفضلًا عن قلة الإقبال النسائي، لا يدعم الاتحاد المصري لكرة القدم الفرق النسائية، لذا تلجأ بعضها إلى إنهاء عمل الفريق بسبب عجز الميزانية بعد شهور من مجهود اللاعبات في التدريب، وذلك حتى في الفرق النسائية الأنجح مثل فريق «الأمير» في الدقهلية.

أزمة دعم الأندية النسائية مستمرة منذ حاولت الكابتن رضوى التدرب على الكرة، وتحكي أنها لم تجد فريقًا تنضم إليه في صغرها: «تعلمت كرة القدم أثناء اللعب بالشارع مع الجيران والأقارب في المحلة، وبدأنا نكوّن فريقًا في نادي استاد المحلة عام 2007، ولكننا اضطررنا لإنهاء عمله لأن النادي لم يستطع توفير التكلفة. لم نيأس وكوننا فريق آخر في رأس البر بدمياط قبل عامين، وكان قاب قوسين من الصعود إلى الدوري الممتاز، ولكن أيضًا لم نجد تمويلًا كافيًا فتفكك الفريق، حتى انتهى بي المطاف إلى عملي الحالي بنادي ميت الخولي الذي أتمنى أن يستمر في دعم الفريق ماديًا، ونحن مستعدون لمواجهة التحديات لأن الكرة حب وعشق».

على صعيد آخر يبدو الوضع الأفضل بالنسبة للكابتن رحاب بصير، مدربة أكاديمية «النصر» للكرة النسائية، التي أوضحت أن 120 فتاة تتدربن بالأكاديمية، تتراوح أعمارهم ما بين 4 سنوات و24 سنة، مشيرة إلى أن الكرة النسائية منتشرة في الشريحة الاجتماعية التي تتعامل معها حيث موقع نادي النصر بمصر الجديدة، ولكنها لا تصل إلى المستوى المنشود.

وبينما يتطلب الاشتراك في الأكاديمية رسومًا بسيطة، ويسمح بانضمام فتيات من غير الأعضاء بالنادي، فإن النادي لا يضم فريقًا تنضم إليه لاعبات الأكاديمية في الوقت الحالي، حيث شارك مرتين متفرقتين في الدوري ولم يصل إلى الدوري الممتاز، بسبب قلة الاهتمام بالكرة النسائية وعدم وجود دافع قوي لدى النادي لدعم فريق نسائي، في ظل تراجع الاهتمام بهذا المجال تمامًا.

وأضافت الكابتن رحاب لـ «اليوم الجديد»: «لا توجد إدارة حقيقية لقطاع كرة القدم النسائية في مصر، فقد ولم تعد سحر الهواري عضو اتحاد الكرة مهتمة به بسبب انشغالها بعضوية البرلمان، فضلًا عن أن القطاع بدأ من أعلى لأسفل دون تدرج صحيح، حيث تم تشكيل منتخب لكرة القدم للنساء ومنتخب للناشئات قبل إطلاق دوري نسائي لكرة القدم».

تواجه الكابتن رحاب مشكلة أخرى، تشاركها فيها مختلف الأكاديميات التي تختص بتدريب الفتيات على كرة القدم، حيث يتفوق عدد الأكاديميات على عدد الفرق الكروية وبالتالي قد لا يجد المدربات والمدربين أندية لترشيحها للمتدربات للالتحاق بعد ارتفاع مستواهن الفني.

وتابعت: «النوادي الموجودة في القاهرة معظمها في أماكن شعبية، لا تناسب المستوى الاجتماعي للفتيات المتدربات معي بأكاديمية النصر، مثل النادي المصري بمنطقة الفسطاط أو نادي المؤسسة العمالية، وأخشى أن تصطدم الفتيات في هذه النوادي بسلوكيات مختلفة عما أنشئهن عليه أو بطريقة غير تربوية من المدربين. أما الأندية الكبرى مثل وادي دجلة فلديها اكتفاء من اللاعبات، ولا تقبل متدربات من الأكاديميات الأخرى».

وتحاول الكابتن التغلب على ذلك بالمشاركة مع لاعباتها باسم نوادٍ أخرى مهتمة بالأمر، حيث شاركت في الدوري الممتاز لموسم 2013 / 2014 باسم نادي الغابة، وحصلت على المركز السادس، كما شاركت في بطولة عربية بالأردن.

ومن جانب اللاعبات، تحدث «اليوم الجديد» إلى فاطمة بهاء، وهي طالبة جامعية تتدرب بأكاديمية النصر منذ عامين، أكدت أن الكثير من الفتيات يتمنين لعب كرة القدم ولا تعارضن التعامل مع المدربين الرجال، لكن الأهالي يرفضون الفكرة.

وأشارت إلى أنها تلاحظ اهتمام الجامعات الخاصة بالكرة النسائية بشكل كبير، وإن كانت لا تعرف وضع اللعبة في الجامعات الحكومية، حيث انضمت إلى منتخب جامعة الشروق للفتيات، وتطمح إلى الاستمرار في اللعبة بعد التخرج في ظل ارتفاع مستواها الفني بالتدريب.

أحمد حسن، أحد مديري ملاعب «يوتوبيا»، التابعة لمدرسة دولية بمنطقة التجمع الخامس، تحدث عن الدورة التي تنظمها الملاعب حاليًا لفرق الكرة النسائية وتنتهي بعد غد الجمعة، وتقدم جائزة بقيمة 10 آلاف جنيه لللفريق صاحب المركز الأول، موضحًا أن 16 فرقة تشارك بها مع قائمة انتظار طويلة لفرق أخرى سعت إلى المشاركة، برغم رسوم الاشتراك في الدورة التي تصل إلى ألف جنيه للفريق.

وأضاف حسن لـ «اليوم الجديد»: «أغلب الفرق المشاركة جاءت من المناطق الراقية، لكن المشاركة كبيرة لدرجة لم نتوقعها، دفعتنا إلى التفكير في إطلاق دورة لناشئات الكرة النسائية الشهر القادم، وطلبت الفرق التي خرجت من الدور الأول لتصفيات هذه الدورة الحجز في الدورة المقبلة؛ فجميع الفرق لديها تعطش رهيب لتفعيل التدريبات التي تتلقاها من خلال الاحتكاك بفرق أخرى».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل