المحتوى الرئيسى

AbdUllah Elrayan يكتب: كيف تدمر الـPDF حياة الآلاف | ساسة بوست

02/08 17:40

منذ 1 دقيقة، 8 فبراير,2017

سألت أحد أصدقائى يومًا ترشيح أحد الكتب الجيدة، فقام على الفور بترشيح قائمة طويلة من الكتب الرائعة، والتي سعدت كثيرًا من أسمائها والمواضيع التى تناقشها، وحين سألته من أين أحصل عليها، فأعتقد أن ثمنها باهظ جدًا فى هذه الأيام بعد أرتفاع الأسعار المتضخم، فأخبرنى أنه لا حاجه لك لشرائها، فهناك من حصل على الكتاب، وقام بتصويره على «ماسح ضوئي» (Scanner)، ثم قام برفعه بصورة «PDF»؛ ليتمكن الجميع من قراءته، دون الحاجة لشرائهم، وترتسم على وجهة عبارات النصر، فكان سعيدًا جدًا بأنه استطاع الاحتيال على دور النشر، والبعد عن استغلالهم (كما يصف)، فأخبرته أننى لا أقتنع بهذا الطرح، وأنى معترض كل الاعتراض؛ مما يدفعنى لتحريمه على نفسى. وارتسمت على وجهه علامات الدهشة من قولي، فسعيت لتوضيح ما أراه فى محل الصواب من وجهة نظري.

أترى يا صديقى إذا قامت إحدى شركات الإنتاج بإنتاج فيلم سنيمائى كبير، وأنفقت عليه الملايين التى تأمل أن تعود عليها من خلال هذه الصناعة الكبيره، التى من خلالها توفر فرص عمل كبيرة للمئات من الشخصيات، منهم الممثلون، والمخرجون، وعمال الإضاءة، وعمال النظافة، وعمال التنظيم، ومهندسو الديكور، وأصحاب المنازل التى يتم التصوير بها، والعائلات التى يعود عليها هذا النفع بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وحتى عمال البوفيه، ومطاعم الأكل، والكثير والكثير من الشخصيات. وبعد أن تم الانتهاء من إنتاج الفيلم، ثم طرح فى الأسواق حتى تم قرصنة هذا الفيلم، وسرقته وطرحه على الإنترنت، بدون وجه حق. من وجهة نظر البعض يظنهم مرحبين بهذا؛ لأنهم سيستطيعون أن يروا المادة المعروضة مجانًا، ولكن على الجانب الآخر ستجد دور السنيما فارغة بنسبة كبيرة من المشاهدين لهذا الفليم، وبالتالي، ومع تأثير الفراشة – الفرد – الذى يتبعه إعصار – عدد هائل من الأفراد – ستجد أن الشركة المنتجة خسرت الأموال التي أنفقتها، ويضر هذا بالتأكيد بالصناعة، ويشرد العمال، والإضرار بهم، عمال السنيما، جميع أنواع الوظائف والعمالة سيعمل المنتج على تقليل مسألة العمالة؛ حتى يتثنى له تحقيق ربح، فبالتالى أضر التأثير الصغير بمصائر الأشخاص، وإنتاجهم، وربحهم الذي هو من حقهم على هذا المجهود والعمل، وتحول تأثير الفراشه إلى إعصار يؤثر على حياة الكثيرين.

صناعة الكتابة: تشبه صناعة الكتابة إلى حد كبير صناعة السنيما

الكاتب: الكاتب هو شخص لديه مادة علمية ألهمها الله له في صورة خواطر تحتاج إلى البحث والتدوين والاختبار والتجربة، والتحري، وأعطاه الله قدرة لعرض هذه الأفكار في صورة كتابية؛ ليعرض أفكاره على الناس ويتربح منها. فمثله كمن وهبه الله تعالى أفكارًا أيضًا أو مادة علمية وأعطاه قدرة على توصيل المعلومات عن طريق الشرح المباشر. فيقوم بعمل دورات ليعرض فيها هذه المادة العلمية، وييسرها للطالبين والمريدين مقابل مبلغ مادى متفق عليه، وهو حق له ولا منازع. وهو كذلك ليس بكاتم للعلم أبدًا.

دار النشر: مثلها كمثل شركة الإنتاج، تتبنى كتابات الكاتب، ورؤيته، وتقرر المغامرة بما لديها من مال، وعمالة، وموظفين، ودعايا وخلافه، من أجل إنجاح هذا العمل، حتى يتثنى لها الربح والاستمرار فى تقديم أعمال عظيمة تقدم قيمة حقيقية للمجتمع، وللأمة. وتيسر من خلالها زيادة العمالة، والمرتبات، وتساعد الموظفين على الاستمرار، بل توظيف المزيد.

ما يحدث عندما تقرأ PDF أو كتبًا مزورة؟

– عندما تتجاهل دار النشر التي هي المسئولة الأولى والأخيرة عن الكتاب بإذن من الكاتب. من خلال قراءه الكتاب PDF أو من خلال شراء نسخ مزورة من العتبة أو سور الأزبكية، لا يعود مكسب هذه الكتب إلى دار النشر، ولا يصل إلى الكاتب، وتظل دار النشر تعانى عدم ارتفاع المبيعات مع انتشار الرواية، أو الكتاب فى أرجاء الأماكن، وإحداث ضجة كبيرة مؤثرة فى قطاع كبير من البشر. فيقل الدخل، فتقل القدرة على الاستثمار، وتقل القدرة على سداد دخول العمالة، فيتم تقليل عدد العمالة المتوفرة وفصل العديد من العمال، والموظفين. بالإضافة إلى تحريم قراءة كتاب بدون إذن دار النشر والكاتب معًا.

اشتر الكتاب الأصلي غالي الثمن، دون الكتب المزورة بخيثة الثمن.

هذا ما قررته فى نفسى، فعندما تشترى وإن كتابًا واحدًا غالي الثمن، وستندهش حقًا عندما تعلم ثمن الكتاب الحقيقى.  لكن فى ذلك سعادة من نوع خاص لي، وهى أنك تعلم أن هذا الكتاب المُباع يعود من أموالك جزء للكاتب فهو حقه، وجزء لدار النشر كى تستمر في تقديم المزيد من النفع، وتدفع منه مرتبات للموظفين والعمال، وتساعد في خدمة الآخرين بطريقة غير مباشرة، وتقليل نسبة البطالة، وعدم تدمير هذه الصناعة الجبارة الكبيرة. وأيضًا فى المقام الأول تجنب حرمة أخذ شيء لا يحق لى، على عكس الكتاب المزور الذي يعود فقط إلى جيب المقلد والمزور  دون غيرهما.

قد يقول البعض إن المزورين يعيشون على هذا الدخل الذى يأتي من شراء هذه الكتب المزيفة؟ سأخبرك يا سيدى بأن هناك من سرق أموالًا ليحج بها، فهل تصح له حجة، فهي في البداية أموال مسروقة، وكذلك كتب مزيفة ومزورة، ومقلدة تهدد أصحاب دور النشر، والكتاب الذي لا يصلهم شيء بالتأكيد. فهى سرقة من الطراز الأول بحرفية عالية وبمساندة المجتمع.

أليس أن أنشر كتابًا في صورة PDF كأني استعرته من أحد أصدقائي؟

لا أعتقد ذلك، ففى استعارة كتابك من أحد أصدقائك، هذا لا يضمن بقاء الكتاب عندك لفتره للأبد، فهي استعارة، على عكس الـ PDF التي تأخذ نسخة من الكتاب كملكية للأبد لك بدون وجه حق.

ثانيًا: إن أعجبك كتاب وأنت مستعيره، هذا بالطبع يحثك على شرائه، وبذلك تكون نفع للجميع لا فساد فيها.

هل كل قراءات الـ PDF مُحرمة؟ من وجة نظري

بالطبع لا، حديثي هنا هو عن الكتب المنتشره فى صوره PDF، ولكن بدون إذن دار النشر، ولكن هناك العديد من دور النشر السامحه لكتبها وروايتها بأن توجد على الإنترنت.

مثال: مؤسسة هنداوي، الكتب التى من إصدار عصير الكتب يسمحوا بنشر بعضها فى صور نسخ إلكترونية، وينشرون بعض الكتب بدون استئذان الكتاب أيضًا مما لا يملكون صلاحيته.

– روايات الكاتب أيمن عتوم، كتب النهضه لجاسم سلطان، وأكثر من هذا متاح ومجاني، وتستطيع أن تقرأه في صورة PDF.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل