شادية ..ميلاد "الدلوعة"

طلة أنثوية جذابة بخفة ظل معهودة، ووجه لم تفارقه الابتسامة يوما، منذ ظهورها على الشاشة الفضية وخطفت الفنانة شادية قلوب محبيها ومعجبيها، لتتربع على عرش البطولة كنجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن، ظلت شادية حاضرة في أذهان الكثيرين من محبيها حتي بعد قرار اعتزالها والذي مر عليه ما يزيد عن ثلاثين عاما.

"دلوعة السينما، "معبودة الجماهير" ألقاب مستحقة منحها النقاد والفنانون لفاطمة كمال الدين ، المولودة فى 8فبراير 1931 أو كما عرفها الجمهور ب"شادية" والتى بدأت مسيرتها الفنية عام 1947 بفيلم "العقل فى إجازة" مع المخرج حلمى رفلة وأمام محمد فوزى منتج الفيلم ،و حقق نجاحًا كبيرًا، مما جعل محمد فوزى يستعين بها فى عدد متتالى من الأفلام الخفيفة ،منها "الزوجة السابعة " و"بنات حواء"،كما حققت إيرادات عالية للمنتجين أنور وجدى فى العديد من الأفلام فى فترة الخمسينات،إلى أن جاءت فرصة عمرها كما قالت شادية في فيلم "المرأة المجهولة" لمحمود ذو الفقار عام 1959، وهو من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حينها.كونت ثنائيات فنية مع النجوم منهم عماد حمدى حيث تزوجا لثلاث سنوات، ومع النجم صلاح ذو الفقارفي الستينات، وقدما عددًا من الأفلام التى أظهرت قدرتها على أداء الأدوار الكوميدية منها "مراتى مدير عام"، "عفريت مراتى" إضافة إلى فيلم "أغلى من حياتي" في عام 1965، وهو أحد الروائع الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتي «أحمد ومنى» كأشهر عاشقين في السينما المصرية، كما قدت عدد كبير من الأفلام المأخوذة عن روايات الكاتب نجيب محفوظ منها "اللص والكلاب" والتي مثلت فيها دور "نور"، وفيلم "زقاق المدق" و "الطريق" ، فتصبح مقولة نجيب محفوظ عنها بكونها :" فتاة الأحلام لأي شاب و نموذج النجمة الدلوعة وخفيفة الظل" هي وصف دقيق لأعمال نجمة بارعة.

استمر عطاؤها الفنى قرابة أربعين عاماً، قدمت خلالها حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ،ومسرحية واحدة "ريا وسكينة" مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لاقت نجاحًا كبيرًا لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، واختتمت مسيرتها الفنية بفيلم "لا تسألني من أنا"عام 1984.

وكما كان حضورها رائعا في عالم الفن كان رحيلها عنه لتتخذ القرار وهي فى سن الخمسين، مبررة ذلك بقولها:" لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء رويدًا رويدًا، وأريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم".