المحتوى الرئيسى

تتركها الحروب وراءها.. تعرف على قاتلة الأبرياء

02/07 22:43

ليست الحروب وحدها هي التي تحصد أرواح البشر؛ بل ما تتركه معاركها من أدوات دمار، بعد توقف دوى المدافع وهدير الدبابات وأزيز الطائرات، من بين هذه الأدوات الألغام، والتى تشكل أزمة فى عدد من الدول حول العالم كان أخرها فى منطقة الموصل العراقية.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة اليوم أن "إزالة الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة، التى زرعها مسلحو تنظيم داعش فى مدينة الموصل العراقية ومحيطها، قد تكلف 50 مليون دولار"، وقدرت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تكاليف إزالة الألغام والمتفجرات فى أنحاء العراق بمبلغ 50 مليون دولار هذا العام، لكنها أعلنت أن هذا الرقم قد يتضاعف بسبب الموصل.

وصرح بول هيسلوب -رئيس تخطيط البرنامج والعمليات-  "بالنظر إلى التلوث فى الموصل سنحتاج 50 مليون دولار، و50 مليون دولار لباقى البلاد"، مضيفًا أن "إزالة العبوات الناسفة وتطهير المبانى أخطر كثيرًا من حقول الألغام. إذ تحتاج إلى مستوى أعلى من المهارة الفنية والمعدات المعقدة وتسير العملية ببطء أكثر. مع تحرير المناطق نكون فكرة أفضل عن مستوى التلوث".

داعش استعمل ألغام شديدة الخطورة 

وكان منظمة مكافحة الألغام البريطانية قد اتهمت داعش باستعمال ألغام شديدة الحساسية والخطورة فى المناطق، التى تمت استعادتها فى العراق وسوريا، لافتة إلى أن "هذه الألغام لم تستخدم منذ التوقيع على اتفاقية حظر الألغام الأرضية قبل 20 عامًا"، موضحة أنه "تم تفكيك أكثر من 11 ألف لغم منها أخيرًا، ورفع 9 آلاف لغم أخرى خلال الأشهر الستة الماضية".

ويعرف اللغم دوليًا بأنه "أية ذخيرة تُوضع تحت الأرض أو تحت رقعة سطحية أخرى أو فوق أو قرب أي منها، وتكون مُصمَمة بحيث يتم تفجيرها أو تفجُرها بفعل وجود شخص أو مركبة عندها أو قريبًا منها أو مس أحدهما لها".

ووفقًا للإحصائيات يقتل 26 ألف من الرجال والنساء والأطفال بـ69 بلدًا أو يصابون بالألغام الأرضية، ويُشير المسؤولون بشبكةِ "باقون على قيد الحياة" بـأن الألغام الأرضية أذت أو قتلت أناسًا أكثرَ مما أذته أو قتلته الأسلحة النوويةِ والكيمياوية والبايولوجية مجتمعة، والعديد مِن الناسِ والمنظماتِ تطالب بشدَة بحظر على الألغام المضادة للأفراد.

وفى يناير الماضى، أعلن مسؤولون بالجيش الجزائرى عن الانتهاء الرسمى لعمليات فكك الألغام التى زرعها المستعمر الفرنسى خلال الثورة التحريرية بالإضافة إلى ألغام الإرهابيين، وبذلك تكون الجزائر قد تخلصت من 9 ملايين لغم وطهرت أكثر من ألفى هكتار من الأراضى منها.

وصرح اللواء بو علام مادي -مدير الإعلام والاتصال والتوجيه الجزائرى- أن "الجيش الوطنى الشعبى قد أخذ على عاتقه مهمة نزع الألغام مباشرة بعد استرجاع السيادة الوطنية، ومع توالى الأحداث التى أودت بحياة الأبرياء، وعرفت هذه العملية توقفا سنة 1988 إلى غاية ديسمبر 2004، حين قام رئيس الجمهورية بالإعلان الرسمى عن انطلاق مواصلة تنفيذ عمليات نزع الألغام، وذلك من مدينة حاسى بحبح بولاية الجلفة". 

وكانت الجزائر قد بدأت عملية نزع الألغام الفرنسية على مرحلتين؛ الأولى بدأت منذ الاستقلال حتى عام 1988، والثانية استأنفت عام 2004 حتى 2016.

والتزمت الجزائر بكل بنود اتفاقية أوتاوا التى وقعت عليها فى 3 ديسمبر 1997 ودخلت حيز التنفيذ فى 30 أبريل 2002، وانتهت من عمليات النزع قبل انتهاء المهلة المحددة فى أبريل 2017.

دول أخرى عانت وتعانى من أزمة الألغام، ويشير الكتاب الأبيض الذى أصدرته الحكومة الليبية عام 1981، أنه فى كل سنة بدءًا من سنة 1939 إلى 1975 كان هناك ضحايا من انفجار مخلفات الحرب فى ليبيا ومن بينها الألغام، وكان عام 1945 الأكثر دموية حيث شهد  130 قتيلًا. 

وتعانى دول شمال إفريقيا من المشكلة نفسها، وعلى رأسها تونس، وذلك رغم توقيعها فى ديسمبر 1997 على اتفاقية أوتاوا لمنع استخدام الألغام الأرضية.

تعود مشكلة الألغام فى لبنان إلى ما قبل عام ١٩٧٥، وظهرت آثارها كمرحلة أولى بعد انتهاء الحرب الأهلية عام ١٩٩٠ التى تخلّلها اجتياحين إسرائيليين عامي ١٩٧٨ و ١٩٨٢، والتي نتج عنها تلوّث الأراضى اللّبنانيّة بما لا يقلّ عن 100 ألف لغم مزروعًا وعدد هائل من الذخائر غير المنفجرة.

أمّا المرحلة الثانية فتأتى بعد انسحاب العدو الإسرائيلى من جنوب لبنان فى العام ٢٠٠٠ مخلّفًا وراءه أكثر من ٥٥٠  ألف لغم مضاد للأفراد وللآليّات فى الجنوب وقسم من البقاع الغربى، وفى يوليو  ٢٠٠٦، وبعد أن أدّت عمليات التنظيف إلى نتائج ملموسة واعدة للتخلّص من المشكلة، تبدّدت الآمال والأحلام المتعلقة بلبنان خالٍ من مخاطر الألغام وغيرها نتيجة قصف العدو الإسرائيلي للأراضى الجنوبية، وقسم من البقاع الغربى وإمطارها بأكثر من ٤ ملايين قنبلة عنقودية أدّت إلى تهديد أكثر من مليون نسمة؛ أى ربع سكان لبنان.

فى ديسمبر الماضيى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن خبراء من المركز الدولى لإزالة الألغام التابع للوزارة توجهوا إلى قاعدة حميميم بسوريا لتطهير مناطق شرق حلب التى استعيدت من قبضة المسلحين من الألغام.

وقالت فى بيان لها "توجهت كتيبة الطليعة من المركز الدولى لإزالة الألغام، التابع للقوات المسلحة الروسية، إلى سوريا للمشاركة فى العملية الإنسانية لإزالة الألغام فى مناطق شرق حلب التى تم تحريرها من المسلحين"، لافتة إلى أن "خبراء المجموعة مزودون بأحدث أنواع المعدات لنزع الألغام ومعدات الحماية، وقادرون على العمل بشكل مستقل تمامًا". 

بدأت أزمة الألغام فى اليمن خلال سبعينيات القرن العشرين حينما جرت صراعات بين اليمن الشمالى والجنوبى قبل تحقيق الوحدة اليمنية فى 1990؛ وحسب ما تناقلته الوسائل الإعلامية فإن مليون لغم قدمته ليبيا لمؤيديها فى شمال اليمن، ورغم انتهاء الصراع إلاَ أن الأضرار التى خلفتها الألغام لم تنته بعد، ولازال تحصد ضحايا من المواطنين حتى الآن .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل