المحتوى الرئيسى

خبير: أعمال الشغب في دورتموند اتخذت أبعادا جديدة

02/07 21:35

لا يزال موضوع العنف الذي شهدته مباراة دورتموند ولايبزيغ نهاية الأسبوع الماضي يلقي بظلاله على الساحة الرياضية في ألمانيا. فقد عرفت هذه المباراة أحداثا تكاد لا تكون مسبوقة في الكرة الألمانية، حيث قامت جماهير بوروسيا دورتموند بإلقاء الحجارة وزجاجات الجعة على أنصار لايبزيغ، مما تسبب في سقوط عشرة جرحى بينهم ستة من مشجعي الفريق الزائر، لايبزيغ.

وشكلت شرطة دورتموند لجنة للتحقيق في هذه الأحداث، كما وعد المدير التنفيذي  لنادي دورتموند هانز يواخيم فاتسكه باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحد بشكل نهائي من مثل هذه الأحداث، في حين تحدث وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا التي تقع فيها مدينة دورتموند عن "عار في حق الكرة الألمانية". من جهته انتقدت رابطة مشجعي لايبزيع الإجراءات الأمنية التي رافقت المباراة.

الخبير الاجتماعي المتخصص في قضايا مشجعي الكرة، غونتر بيلز

أبعاد جديدة للشغب في الملاعب الألمانية

وفي تعليقه على أحداث دورتموند يقول الخبير الاجتماعي المتخصص في قضايا المشجعين، غونتر بيلز: "أخشى أن تكون هذه بداية ما كنا نخشاه منذ مدة بشكل مقلق"، في إشارة إلى مشاعر الكراهية تجاه بعض الأندية في الدوري الألماني التي لديها طابع تجاري مثلما حصل في السابق مع نادي هوفنهايم وفولفسبورغ. ففي نظر الكثير من "أولتراس" الأندية الألمانية وعلى رأسهم أولتراس دورتموند فإن أندية مثل لايبزيغ المملوكة لمشروب الطاقة "ريدبول" تفتقر للتقاليد في تاريخ كرة القدم وبالتالي فهي في نظرهم مشروع تجاري صنعه المال. لكن بيلز يعود ويؤكد أن ما حصل في دورتموند يعني أن شغب الملاعب أضحى يتخذ أبعادا  غير مسبوقة.  وفي هذه المرة فقد طال أيضا جماهير سلمية لا علاقة لها بمثل هذه الصراعات، كما شمل الأطفال أيضا.

من جهته يُحمل الباحث الرياضي ينس غراينكه بعض وسائل الإعلام  جزءا من المسؤولية في أحداث دورتموند بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع المباراة. ويوضح بهذا الخصوص: "إذا نظرنا للزخم الذي سبق مباراة دورتموند ولايبزيغ من طرف وسائل إعلام ومن بعض الأندية فسنجد أنه تم تسويق المباراة وكأنها "صراع بين أنظمة".

وفيما يخص الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لتفادي مثل هذه الأحداث مستقبلا، يرى بيلز أن التركيز على الوقاية أنجع من العقوبات. ويشير بيلز إلى أن دورتموند ظل دائما يشكل نموذجا في العمل الوقائي باعتباره نجح في الحد من خطورة تأثير بعض جماهيره وتوجههم نحو اليمين المتطرف. وعليه مواصلة هذا العمل لتوعية "رابطة مشجعيه" بعدم الانزلاق إلى العنف والفوضى مهما كان موقفها من الفريق الخصم. أما فيما يخص العقوبات فهو يرى أن أقصى ما يمكن لنادي دورتموند فعله بهذا الخصوص هو منع المتورطين في أحداث العنف من دخول الملعب مستقبلا.

ويشكك الخبير الرياضي في نجاعة عقوبة إغلاق المدرجات الجنوبية لملعب دورتموند (وهو المكان المخصص لـ "ألتراس" دورتموند) فهذا الإجراء يبقى في نظره غير كاف "وقد أظهرت التجارب السابقة أن مثل هذه الإجراءات لم تغير شيئا".

كما يقترح غراينكه ضرورة دخول الفريق في حوار هادئ وموضوعي مع ممثلي جماهير فريق دورتموند، والتساؤل عما يمكن للنادي فعله حاليا؟ ومعرفة ما إذا كانت الإجراءات الأمنية في الملعب كافية؟ "فالتوصل إلى حلول جذرية لمشكلة العنف في الملاعب الألمانية يتطلب القيام ببحث معمق للأسباب في ذلك وليس القيام بفرض عقوبة مؤقتة على هذا أو ذاك".

جماهير دورتموند هي صاحبة الرقم القياسي في حضور مباريات البوندسليغا. فملعب سيغنال إيدونا بارك يتسع لحوالي 81 ألف متفرج، يلبس جلهم زي الفريق، فيبدون كجدار أصفر.

بايرن ميونيخ العريق هو أنجح أندية ألمانيا وأكثرها جماهيرية. ويتسع ملعبه "أليانز أرينا" لحوالي 71 ألف متفرج، ويمتلأ عن آخره خصوصاً في المباريات الرسمية.

يقدر عدد الأعضاء المسجلين في بايرن بحوالي 224 ألف عضو. ولا تقتصر شعبيته على ألمانيا فقط، وهنا في جولته الأخيرة في أميركا نرى مشجعين باللباس التقليدي البافاري.

وعندما تكون هناك مباراة مهمة تزحف الجماهير خلف فريقها، ولو تعذرت مؤازرة الفريق في الملعب، يجتمعون أمام شاشة عملاقة.

ماينز هو الممثل الوحيد لولاية راينلاند بفالتس في البوندسليغا. ولأن ماينز إلى جانب كولونيا من أشهر مدن الكرنفال، فمن الطبيعي أن يأتي المشجعون بملابس كرنفالية.

تعرض هامبورغ الموسم الماضي لأكبر محنة في تاريخه حيث كان مهددا بمغادرة الدرجة الأولى. الجماهير هنا ترفع شعار "لا للدرجة الثانية أبدا". وبقي هامبورغ في البوندسليغا بأعجوبة.

من يدخل ملعب فيردر بريمن "فيزر شتاديون" يشعر وكأنه في بيته. جماهير الفريق الأخضر والأبيض تقف خلف فريقها بقوة رغم نتائجه غير الجيدة. وهنا يافطة تقول: "نريد الفوز في ملعبنا".

باير لفركوزن يحل غالبا في المركز الثاني بصرف النظر عن بطل الدوري الألماني. والجماهير تستهجن ذلك بيافطة كتب عليها بالألمانية "كوزن الوصيف". لكنه في العامين الآخيرين لم يدرك حتى الوصافة.

قد يزيد الاستهجان أحيانا فيصبح عنفا كما فعلت هنا جماهير أينتراخت فرانكفورت في مباراته له أمام في دوسلدورف. وتقوم الأندية بحرمان جماهيرها المشاغبة من دخول الملاعب.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل