المحتوى الرئيسى

صراع «الدولة والناصريين والمستقلين».. من يفوز بمقعد نقيب الصحفيين؟

02/07 21:19

اشتعل سباق المعركة الانتخابية مبكرًا بين المرشحين على منصب نقيب الصحفيين فى انتخابات التجديد النصفى للنقابة، على الرغم من إعلان نقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان وحده ترشحه رسميًا على المنصب حتى الآن، فى حين لم يحسم كل من نقيب الصحفيين الحالى يحيى قلاش والكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة موقفيهما النهائى من الترشح على المنصب حتى الآن، وإن كانت المؤشرات الأولية والمصادر المقربة من الاثنين قد اشارت إلى اعتزامهما الترشح على المنصب خلال أيام وجيزة.

بدأ المرشحون الثلاثة الأبرز فى المنافسة فى إجراء اتصالات واسعة ومكثفة بعدد كبير من المقربين منهم وممن تربطهم بهم علاقات وطيدة فى مختلف الصحف سواء القومية أو الحزبية أو الخاصة من أجل الحصول على دعمهم فى انتخابات التجديد النصفى، كما عقدوا اجتماعات عديدة مع عدد كبير من رموز الجماعة الصحفية من أجل كسب تأييدهم فى المعركة الانتخابية، فى الوقت الذى لجأ بعضهم لسلاح التربيطات الانتخابية مع الأعضاء سواء داخل مجلس النقابة، الذين سيخوضون المعركة الانتخابية القادمة، أو الذين سيعلنون ترشحهم رسميًا على منصب العضوية.

ويبقى التساؤل الأبرز حول، أيا من المرشحين يمتلك الكتلة التصويتية الأكبر التى ستمنحه الأفضلية لحسم المعركة الانتخابية لصالحه ويتقلد المنصب رسميا؟لا سيما أن كل مرشح من المرشحين الثلاثة يمتلك شعبية واسعة داخل الجماعة الصحفية ويستحوذ على تيار كبير قادر على إحداث الفارق فى المعركة الانتخابية سواء استنادا إلى التيار"الناصرى" أو"القوميين" أو "الإسلاميين" أو "شباب الصحفيين".

وفقًا للمؤشرات الأولية، يخوض نقيب الصحفيين السابق ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الحالى ضياء رشوان الانتخابات متسلحًا بدعم كبير من المؤسسات الصحفية القومية، خاصة جريدة الأهرام، إلى جانب تأييد بعض الصحف الخاصة، فضلا عن دعم عدد كبير من أنصار التيار الناصرى داخل النقابة، وبعض أصوات التيار الإسلامى، إلى جانب بعض شباب الصحفيين، الذين استحسنوا تجربته الأولى فى مجلس النقابة بالمقارنة بمنافسه يحيى قلاش، خاصة بعد زيادته بدل التدريب والتكنولوجيا مرتين الأولى من 460 جنيها إلى 918 جنيها بعد تواصله مع وزير المالية الأسبق أحمد جلال عقب موافقته على منح النقابة 20 مليون جنيه، ثم زيادة مرة أخرى وصلت إلى 1380 جنيها، فضلا عن دخول رشوان فى صدامات فى عهد الرؤساء السابقين السادات ومبارك والإخوان، وهو ما أكسبه الأفضلية فى الكثير من المعارك النقابية التى خاضها، إضافة إلى إنهائه العديد من الأزمات فيما يتعلق بشباب الصحفيين والإفراج عن بعض الصحفيين أثناء القبض عليهم خلال مشاركتهم فى الأحداث الميدانية.

وينظر عدد ليس بالقليل من الجماعة الصحفية لنقيب الصحفيين السابق على كونه طوق النجاة لعودة "الهيبة" من جديد لنقابة الصحفيين بعد الصدمات والأحداث التى خاضها نقيب الصحفيين الحالى بعد أزمة اقتحام النقابة ودخولها فى فلك العديد من الأزمات، فضلا عن قدرته على احتواء العديد من الأزمات بفضل علاقته بالدولة.

بينما يقف على الجانب الآخر عدد من أعضاء الجماعة الصحفية على خط العداء مع ضياء رشوان، لا سيما تيار الشباب الثورى وبعض الصحف الحزبية التى لا تزال تعترف بعدم نجاح تجربة رشوان الأولى بعد فشله فى إنهاء أزمة عدد كبير من الصحفيين المقبوض عليهم واهتمامه بوسائل الإعلام والبرامج التليفزيونية خلال فترة توليه على حساب مشاكل الجماعة الصحفية، إلى جانب خسارته معركته مع مرتضى منصور والتى انتهت لصالح نقيب الصحفيين الحالى يحيى قلاش.

كما يعادى رشوان أيضا عدد ليس بالقليل من أنصار التيار الناصرى ممن يرون أن نزول رشوان فى الانتخابات الماضية أمام منافسه يحيى قلاش، وكذلك رغبته فى النزول خلال انتخابات التجديد النصفى الحالية وعدم الانتظار حتى انتهاء مدة النقيب الحالى بمثابة محاولة لشق صف التيار الناصرى، وهو ما سيصب فى النهاية لصالح المرشح الثالث عبد المحسن سلامة.

وحسب مصادر مقربة من رشوان، طلبت عدم الافصاح باسمها فى تصريحات لـ"التحرير"، أن نقيب الصحفيين السابق حسم موعد ترشحه لانتخابات نقابة الصحفيين قبل إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى أسماء المرشحين للهيئات الإعلامية الثلاثة لا سيما فى ظل ترشيح نقابة الصحفيين رشوان ضمن المرشحين لعضوية الهيئة الوطنية للصحافة.

حتى الآن لم يعلن عبدالمحسن سلامة رسميا ترشحه لانتخابات التجديد النصفى للصحفيين المقبلة، وإن كانت كل المؤشرات والمصادر المقربة منه تشير إلى خوضه المعركة ضد ضياء رشوان ويحيى قلاش، مستندا إلى الكتل التصويتية التى يمتلكها فى الصحف القومية، فضلا عن دعم وتأييد الدولة له، إلى جانب تسلحه بدعم عدد كبير من أنصار التيار القديم، كما يمتلك عبدالمحسن سلامة شعبية واسعة داخل صحيفة الأهرام التى توجد فيها أكبر كتلة تصويتية، التى قد تمنحه الأفضلية عن منافسه الأبرز، والأقرب له داخل المؤسسة ضياء رشوان.

ويعتمد عبدالمحسن فى معركته الانتخابية على امتلاكه أرضية كبيرة مع عدد من رموز المهنة القدامى أمثال مكرم محمد أحمد المعروف بقربه الشديد من الدولة وأجهزتها الرسمية، الذى أعلن تأييده له فى الانتخابات القادمة، فضلا عن انضمامه لحملته الانتخابية، وهو ما ستجعله يحصل على دعم تيار نظام "مبارك" فضلا عن أصوات عدد كبير من الصحف القومية.

بينما يرى عدد كبير من أعضاء الجماعة الصحفية أن معركة الأصوات بين "سلامة" و"رشوان" ستصب فى النهاية لصالح"قلاش"، بينما يرى أخرون أن عبدالمحسن سيستفيد بشكل كبير من أصوات المعارضين لضياء رشوان وقلاش وسياستهم خلال إدارتهم لمجلس النقابة وهو ما سيجعل الأصوات تذهب لصالحه فى النهاية.

ويواجه سلامة إشكاليات عديدة فى معركته الانتخابية، أبرزها انتقاد البعض له باعتباره أحد وجوه نظام الرئيس الأسبق مبارك، فضلا عن اعتماده على دعم الدولة فى المعركة الانتخابية لإحداث فارق عن المرشحين الآخرين المنافسين له، إلى جانب تعالى نبرة "القومية" لديه، وهو ما ستجعل الصحف الخاصة تقف موقف المعادى له، إلى جانب فقدانه أرضية كبيرة من شباب الجماعة الصحفية الذى سينقسم فى الأصوات بين تأييد قلاش أو رشوان، وهو ما سيجعله يحصل على دعم "القوميين" وبعض تيار المستقلين.

يرى عدد كبير من أعضاء الجماعة الصحفية، أن نقيب الصحفيين الحالى يحيى قلاش سيخوض معركة انتخابية شرسة، لا سيما فى ظل قوة المنافسين ضياء رشوان وعبدالمحسن سلامة، ويتكئ قلاش فى معركته الانتخابية على دعم كتلة كبيرة من التيار الناصرى داخل النقابة، إلى جانب دعم بعض المؤسسات الصحفية القومية، لا سيما مؤسسة صحيفة "الجمهورية" القومية التى ينتمى إليها قلاش، فضلا عن أصوات بعض شباب التيار الثورى الذين دعموا موقفه فى قضية اقتحام أفراد الأمن نقابة الصحفيين للقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا وساندوه فى قضيته المرفوعة عليه حاليا، إلى جانب أصوات التيار الاسلامى والذين سيعملون جاهدين على مساندته بعد وقوفه فى وجه النظام الحالى، إضافة إلى دعم عدد كبير من شيوخ المهنة ممن تربطهم علاقات وطيدة بنقيب الصحفيين الحالى.

ومن المرجح أيضا أن يحصد قلاش أصواتا عديدة، خلال معركة تفتيت الأصوات بين "رشوان" و"سلامة"، والتى ستنقسم خلالها أصوات "الاهرام" والصحف القومية بين الطرفين، فضلا عن أصوات الشباب المستقلين غير المحسوبين على أى تيار سياسى، الذين وجدوا فى قلاش "رمزا" للجماعة الصحفية بعد معركته الأخيرة مع الدولة.

ويخوض قلاش المعركة الانتخابية فى ظل أزمات عديدة تحيط به، أبرزها انقسام مجلس نقابته بعد أزمته مع الدولة فى قضية اقتحام نقابة الصحفيين الشهيرة، والتى نتج عنها حضور 5 اعضاء ما سمى بـ"اجتماع جبهة تصحيح المسار" بجريدة الأهرام، حينما أعلن كل من محمد شبانة وخالد ميرى وحاتم زكريا وعلاء ثابت وإبراهيم أبو كيلة رفضهم موقف النقابة من قضية الاقتحام ومطالبة رئيس الجمهورية بالاعتذار فى تلك الواقعة، وهو ما تسبب فى العديد من المشكلات داخل مجلس النقابة نجم على أثرها مقاطعة عدد من الأعضاء للقضية وفقدان قلاش السيطرة عليهم، كما فشل فى حل أزمات العديد من الصحفيين بعد إجبار ملاك الصحف على فصلهم تعسفيا، فضلا عن عدم قدرته على تحقيق أية مميزات مادية للصحفيين خلال العامين الماضيين على عكس نقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان، إلى جانب فشله مع أعضاء الجماعة الصحفية فى تفعيل مشروع القانون الموحد للصحافة والإعلام.

فى المقابل يرى عدد كبير من أنصار التيار الناصرى وبعض شباب التيار الثورى وبعض الصحفيين بالمؤسسات الصحفية القومية، أن قلاش ناضل من أجل الجماعة الصحفية، ولم يتخل عن اثنين من الصحفيين فى أزمة النقابة والتى تسببت فى دخوله فى أزمة حادة مع الدولة، فضلا عن نجاحه فيما فشل فيه منافسه السابق فى أزمة النقابة مع رئيس نادى الزمالك مرتضى منصور، حينما أنهى الأزمة بزيارة الأخير للنقابة واعتذاره للصحفيين، إلى جانب حصوله على أكبر ميزانية من الدولة، وزيادة المعاش الصحفيين من ١٥٠ جنيها إلى 1150 جنيهًا، وكذلك زيادة مساهمة مشروع العلاج إلى 90٪ من قيمة العلاج بدل 80٪، ليصبح إجمالى المستفيدين منه 21 صحفيًا وأسرهم، بإعانات ربع مليون جنيه، بعدما كان العجز بالمشروع مليون ونصف مليون جنيه، بالإضافة لتوسيع خدمات العلاج إلى 29 مستشفى عسكرى و5 مراكز أورام و64 جهة أخرى، فضلا عن رفع قيمة القرض الحسن، بالإضافة للدخول فى حوار مع الدولة للحصول على إسكان اجتماعى ومتوسط، باستثناء شرط القرعة الموجود بالقرار الوزارى، وتم تخصيص 50 ألف وحدة سكنية، استثناء النقابات المهنية من ذلك الشرط.

وعلمت "التحرير"من مصادر مقربة من نقيب الصحفيين، أنه حسم موقفه نهائيا بالترشح على منصب النقيب، موضحا أنه اتخذ قراره بالترشح بعد ضغوط عديدة من شخصيات مقربة منه والتى طالبته بالترشح فى انتخابات التجديد النصفى للصحفيين.

مكرم محمد أحمد وياسر رزق

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل