المحتوى الرئيسى

دراويش في حب السيسي.. من التطرف إلى الزهد

02/07 19:55

الشريف.. من "إغمز بعينك يا سيسى" إلى اتهامه بأنه وجه آخر للإخوان

الكردوسى.. "من مصر للسيسى: زوجتك نفسي" إلى "تعبنا فيك ومنك سيادة الرئيس"

وخبراء: سوء الأحوال السياسية والاقتصادية نتيجة طبيعية لتراجع "الشعبية"

 سياسيون: النظام يعمل ضد نفسه.. والمسئولون أخطر من "المعارضة"

من التطرف في عشق وتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الزهد في حبه ودعمه، وصولاً إلى توجيه انتقادات شديدة له ومعارضته، هذا هو ملخّص  حال بعض مؤيدى الرئيس، فمن أقصى الشمال إلى أقصى اليمين، تبدلت مواقفهم.

وتتمثل خطورة ذلك التحول في كونه يأتى مع اقتراب انتخابات الرئاسة 2018، وهو ما يتم تفسيره على أنه تهديد لشعبية النظام الحالي التى تراجعت بالفعل بشكل كبير ليس فى محيط المواطن البسيط فى الشارع فحسب، بل على المستوى "النخبوي"، فى ظل تحول البعض منهم لأن يقود حملات ضد النظام ويسعي إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.

صاحبة المقال الشهير «يا سيسي.. إنت تغمز بعينك بس»، الكاتبة الصحفية غادة الشريف، من أكثر مؤيدى الرئيس إثارة للجدل، خاصة أنه يأتى مع تأييدها المبالغ فيه عبر عدة مقالات حملت في فحواها الدعم المطلق وتشبيهه أنه منقذ مصر وأنه نعمة من الله على المصريين.

إلا أننا استيقظنا على مقال لـ"الشريف" تتهم فيه "السيسي" بأنه هو والإخوان وجهان لعملة واحدة، وتابعت: "بينما كان الإخوان يمنحون صك الإيمان لمنافقيهم، كان الرئيس يمنح رضاه السامي وصك الوطنية لمن ينبح لحسابه فقط"، وذلك بحسب كلامها.

واتهمت الرئيس بأنه الراعي الرسمي للإعلام المسيء، قائلة: "للأسف عندما انتخبتك كنت أنتظر إنك هتنظف الدنيا فإذا بالسماء تزداد غيومًا، والفضل يعود لرجالك المقربين.. وهذا هو عيبك الخطير".

واستطردت: "أنت بمنطق الأهل والعشيرة لا تثق إلا برجالك رغم انعدام خبرتهم السياسية والمدنية، ودون أن تراقبهم لتطمئن أن السلطة لم تفسدهم".

"مصر للسيسي: زوجتك نفسي"، كتب الصحفي محمود الكردوسي، في أغسطس 2013، مقالاً بعنوان "مصر للسيسي: زوجتك نفسي"، أعرب فيه عن تأييده للرئيس فى ذلك الوقت، وفي تغير واضح لسياسة الكردوسي وجه نقدًا شديدًا له، مشيرًا إلى أن الذين استقبلوا حكمه بسقف طموح شاهق وجدوا أنفسهم يقفون عند القاع ويخشون من هبوط أكثر، متسائلاً": "مصر رايحة فين؟!".

ووجه كلامه للرئيس قائلاً: "لقد تعبنا فيك ومنك يا سيادة الرئيس. فاسمع صوت العقل قبل أن تسقط مصر فى تقاطع نيران لا يبقى ولا يذر".

 وتساءل: "أين دولة 30 يونيو يا سيادة الرئيس؟ أين رجالها الحقيقيون؟ صوت العقل يقول إننا أمام هجين دولة.. الفساد ما زال فى عنفوانه، مستطردًا: "المواطن الغلبان يخوض معارك حياة أو موت: تعليمًا وتموينًا وتأمينًا ونقلاً وصحة.. المواطن الغلبان ينام آخر اليوم، وهو يسأل نفسه: ماذا أخذت من السيسي، وأنا الذي فوضه، وأعطاه صوته، وأجلسه على مقعد الحكم؟.. فاحذر يا سيادة الرئيس: غضب هذا المواطن من غضب الله".

وتابع الكردوسي: "حكومتك يا سيادة الرئيس.. لماذا لا تطهرها من الفاشلين والمرتعشين، والذين يعملون ضدك، قائلاً: "أخشى عليك من شعب إذا جاع سيأكلك لحمًا، ويرميك عظمًا، المسافة بينك وبين شعبك تتسع يا سيادة الرئيس".

الكاتبة نشوى الحوفي، معروفة بتأييدها للرئيس، قالت فى وقت سابق: "وقت الحملة الانتخابية للرئيس، كنت ومازلت أؤمن بصدق نية ومحاولة تصحيح ما أصابنا"، إلا أن ذلك التأييد تراجع بشكل ملحوظ؛ حيث استنكرت افتتاح الرئيس لمشاريع متعددة، قائلةً: "تعلم سيدي أنه ليس بالمشاريع القومية الكبرى فقط تحيا الشعوب. ندرك قيمة قناة السويس الجديدة، ولكن أين المصانع المغلقة منذ سنوات؟ أين خطة تشغيلها لإعادة الدولة للإنتاج؟ أين خطة الثقافة في تنمية الوعي؟ أين رؤية التعليم في تطوير بلادنا وربطه باحتياجات السوق؟".

وتابعت "أين خطة تشغيل الشباب القابع على مقاهي القاهرة والمحافظات فى انتظار "سيستم الدولة" ليدور بين تروس عجلة نظامها؟ أين إعلام الدولة القادر على تقديم الحقيقة للمواطن بدلاً من تركه نهباً لأصوات ناعقة؟".

"عن تغير موقفى تجاه السيسي رغم أني كنت أحد أعضاء حملته فهذا حقى وليس لدي فواتير أسددها لأحد.. تغير موقفي كان تدريجيًا وتراكميًا وبدأ أثناء مشاركتي في الحملة، وبعد فوز الرئيس لم أحب الظهور إعلاميًا؛ لأنه لم يعجبني أسلوبه وشخصيته وطريقة إدارته للبلاد، بهده العبارات فسّر الناشط السياسي حازم عبدالعظيم سر انقلابه على الرئيس.

واستنكر "عبدالعظيم" الاستخدام المفرط للعواطف في إدارة شئون الدولة، بالإضافة إلى طريقة صناعة القرار؛ حيث قال إن مطبخ القرار حول الرئيس "عسكري" مع وجود ديكور شكلي مدني في إدارة الدولة، فضلاً عن عدم ثقته في المدنيين.

أيد الروائى علاء الأسواني، ترشح السيسي للرئاسة، وقال وقتها إن السيسى بطل شعبي وجنّب مصر حربًا أهلية، وإن من حقه الترشح للرئاسة إذا تقاعد، ودعا المصريين إلى التصويت بـ"نعم" على دستور 2014، إلا أنه مع مرور الوقت باتت مواقف وتصريحات "الأسواني" تسير في إطار مختلف من الانتقاد لما يحدث وعدم الموافقة على الأحداث.

وقال "الأسواني" إن النظام الحالي ينتهك الدستور، مشيرًا إلى أن كل حاكم يرأس مصر يصوت لنفسه نيابة عن الشعب، بالإضافة إلى أنه يوفر الغطاء الأخلاقي والسياسي لممارسة الاستبداد في الحكم.

وأكد "الأسواني" أن خطابات الرئيس تعبر عن سياسة إدارة الدولة واحدة في شخص واحد، مؤكدًا أن هناك ضغوطًا على القنوات والصحف للتوقف عن الكتابة فيما ﻻ يرضي النظام، ومن ﻻ يستطيع النظام عقابه ماديًا تسلط وسائل إعلام عليهم لتشويههم.

عُيّن العالم عصام حجي، مستشارًا علميًا للرئيس الأسبق عدلي منصور كأحد الرموز العلمية التي استعان بها نظام 3يوليو لتحسين صورته وتثبيت أركان حكمه، ولكن سرعان ما انقلب على النظام منتقدًا سياسته في الحكم.

صرح "حجي" بأن مشروع اللواء إبراهيم عبد العاطي لعلاج "الإيدز" و"فيروس سي" لا أساس له من الناحية العلمية ومن بعدها ازداد الهجوم عليه من قبل أتباع السلطة، قبل أن ينتقل من خانة المقربين من النظام إلى قائمة "الأعداء" و"الطابور الخامس" فاستقال من منصبه وغادر مصر.

وأخيرًا أطلق "حجي" مبادرة "الفريق الرئاسي 2018"، وهو ما تم اعتباره تمهيدًا لترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة أمام "السيسي".

خبراء: 6 أسباب وراء تراجع تأييد الرئيس

"غلاء الأسعار، تراجع الحريات، فشل حل الأزمات، عدم السماح بالمعارضة، الاعتقالات المتعددة، القبضة الأمنية"، أسباب وضعها المحللون لتراجع البعض عن تأييد الرئيس، وهو ما أكده السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق.

وفي تصريحات خاصة لـ"المصريون"، قال "رخا" إنه لا يوجد تأييد أو معارضة مطلقة، مشيرًا إلى أن النظام الحالي يعمل ضد نفسه، مؤكدًا أن المسئولين الذين يتخذون القرارات حاليًا أشد خطرًا على الرئيس من معارضيه الواضحين، موضحًا أن جميع الشواهد تؤكد أن البلاد تسير في نفق مظلم وإلى مزيد من الأزمات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل