المحتوى الرئيسى

​''مصراوي'' في ''كافيه مصر الجديدة''.. هنا قتل ''محمود'' بعد خسارة منتخب مصر

02/07 14:49

 كتب - محمد الصاوي وفتحي عمر:

أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة مصر والكاميرون، في نفس الوقت الذي وقف فيه عزرائيل على أهبة الاستعداد ليقبض روح الطالب محمود بيومي، عقب مشاجرة مع عمال وإدارة كافيه "kief"، قام على إثرها "عمرو.ف" عامل بالكافيه بطعنه.. حينها تعالت صرخات كل الحضور ليس حزناً على خسارة البطولة، ولكن ألماً على فقدان شاب كان بينهم منذ دقائق، يشجعون ويحلمون بأمنية واحدة.

صباح الأحد الماضي، استيقظ الشاب "محمود بيومي" (27 سنة، ويعمل في إدارة المبيعات بشركة كبرى)، مبكرًا، أجرى عدة اتصالات بأصدقائه للاتفاق على التجمع سويا لمشاهدة مباراة مصر والكاميرون في نهائي بطولة الأمم الأفريقية، وأصر على حضور النهائي في كافية شهير بمنطقة مصر الجديدة، رغم طلب أصدقائه متابعتها في أي مقهى قريب من منازلهم بمدينة نصر.. وقبل المباراة بـ3 ساعات، ذهب الشاب إلى منزل خطيبته "سالي ح." ليصحبها معه كما وعدها، ووصل الخطيبان إلى المقهى قبل ساعتين من انطلاق المباراة، كي يضمن "محمود" حجز طاولة قريبة من شاشة العرض، وانتظر أصدقائه الستة.

خطيبة "محمود" صرخت وأمسكت خطيبها بيديها ودمائه تسيل بغزارة حتى وافته المنية

بدأ "الماتش" تفاعل "بيومي" الأهلاوي المتعصب - بحسب رواية صديقه رامي المغربي-، مع المباراة كما لو أنه يلعب داخل المستطيل الأخضر "شوط يا عبد الله..جدع يا وردة.. ما تنزل رمضان يا عم"، إلى أن أطلق الحكم الزيمبابوي صافرة نهاية المباراة، معلنًا خسارة منتخب مصر، ليشعر "محمود" بحالة من الإحباط وطلب تسديد حساب الكافية لمغادرة المكان، إلا أن مشادة اندلعت بينه وبين عمال المقهى، ليقوم أحد العمال بطعنه في بطنه.

فيما وقفت "سالي" خطيبة المجني عليه تنتحب وتبكي، تصرخ وتمسك خطيبها بيديها ودمائه تسيل بغزارة، حتى وافته المنية.

"مصراوي" توجه إلى مقر الكافيه الشهير الذي يقع في شارع النزهة أكثر المناطق حيوية بمصر الجديدة، ليجد أبوابه مغلقة، فيما وقف رجال الشرطة لحراسته بعد أن أصبح مسرح جريمة.

حالة من الحذر والترقب تعلو وجوه المارة بمجرد اقترابهم من مقر الكافيه، إلا أن شاب ثلاثيني اقترب بخطوات حثيثة من "بوكس" الشرطة أمام باب المقهى، وسأل أحد المجندين: "عملتوا إيه مع الناس اللي قتلت الشاب الصغير إمبارح؟".

شاهد عيان: "حرام شاب في السن ده يموت بالطريقة دي.. ولازم حقه يرجع"

وبعد محاولات عدة لإقناعه بالحديث لمصراوي، قال الشاب "محمد.ع"، أحد شهود العيان: "كنت متواجدا بالكافيه قبيل بدء المباراة وعندما انتهى الشوط الثاني أغلق العمال أبواب الدور الثاني الذي كنا نجلس فيه بحجة جمع ثمن المشروبات من الزبائن؛ وكان بصحبة محمود 3 فتيات بينهن خطيبته و4شباب، وطلب الشاب من أحد العمال دفع الحساب ومغادرة المكان إلا أنهم لم يستجيبوا له ومنعوه من الخروج، وبعدها نشبت بينه وبين أحد العاملين مشادة كلامية تدخلنا لفضها، وقمت بتهدئة المجني عليه، إلا أنه بعدما نزل من الطابق العلوي وجد العمال في انتظاره وتعدوا عليه وعلى أصدقائه بالضرب، وفجأة سمعنا خطيبته تصرخ بشكل هيستري وعندما هرولنا نحوها وجدنا محمود ينزف بشكل مرعب".

وتابع "محمد": حمل عدد من الشباب "محمود" وركضوا به نحو مستشفى كليوباترا إلا أنه فارق الحياة هناك، قبل أن يختتم حديثه قائلا: "حرام شاب في السن ده يموت بالطريقة دي.. أنا معرفوش بس حسيت أنه أخويا.. لازم حقه يرجع".

وبالقرب من الكافيه تجمع بعض "السياس"، كان شاغلهم الأول ما حدث ليلة أمس، يقول "محمد": "الكافيه ده مشهور.. وفيه مشاهير كتير بيترددوا عليه، أول مرة تحصل حاجة زي كده"، مضيفًا: "العمال في المكان يتمتعون بسمعة طيبة، وما حدث ليس سوى تصرف فردي متهور من العامل.. الناس هنا أكل عيشها الأساسي معتمد على البقشيقش.. ولو المعاملة وحشة يبقى مش هيكون في زباين ولا فلوس".

قاطعه زميله "عبد الله": "إحنا اللي سمعناه إمبارح.. واحدة بتصرخ والناس متجمعة حواليها ولما قربنا لقينا شاب بينزف من بطنه، والناس شالوه وجريوا بيه على المستشفى.. ولما سألنا على الموضوع عرفنا أنه مكنش عايز يدفع الحساب" .

صديق القتيل: "هل يعقل أنه يموت عشان كام جنيه؟.. الرواية دي كذب"

أحمد المغربي صديق الضحية، غالب حزنه وهو يروي لنا تفاصيل ما حدث، قائلا: "محمود كان أصغر مني بعشر سنين بس عمري ما حسيت بالفرق ده.. ده كان أخويا وصاحبي المقرب".

وتابع الشاب الذي يعمل جواهرجي بمصر الجديدة بحسرة: "محمود لسه مشتري الشبكة لعروسته من عندي، كان فرحان أوي، والمفارقة أن محمود كان من المقرر أنه يسافر النهاردة الكويت عشان يستلم شغله الجديد هناك عشان يحسن دخله ويجهز لفرحه اللي كان فاضل عليه شهور قليلة".

"محمود كان شاب حسن الخلق مش بتاع مشاكل، من ساعة ما عرفته مشتفوش عمل مشكلة مع حد، كل الناس بتحبه، كمان مستواه الاجتماعي والثقافي كان مميز ووالده من أهم أطباء القلب في البلد وعائلته كلها محترمين".. بهذه الكلمات استنكر أحمد المغربي ما قاله عمال الكافية في محاولة لتبرير الاعتداء على صديقه.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل